رغم أن البرلمان منحها الثقة منذ شهرين بأغلبية 433 نائبا، إلا أن حالة من الغضب بدأت تعترى العديد من نواب البرلمان تجاه حكومة شريف إسماعيل، بل وصل الأمر لمطالبة بعضهم بإجراء تعديل وزارى، مهددين بتفعيل المادة 147 من الدستور، والتى تعطى البرلمان الحق فى سحب الثقة من بعض الوزراء، بل إن حالة الغضب الجارف وصلت مداها ببعض النواب الذين طالبوا بسحب الثقة من الحكومة بأكملها، وليس وزراء بعينهم.
مدحت الشريف: وزراء التعليم والصحة والتموين عليهم تحمل مسئوليتهم السياسية والتقدم بالاستقالة
مدحت الشريف، وكيل اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، كان أول الغاضبين، حين قال لـ "برلمانى" إن الحكومة بها 3 وزارات إخفاقاتها واضحة للجميع، وهى الصحة والتعليم والتموين، لافتا إلى أن هناك قضايا فساد عديدة داخل هذه الوزارات الهامة، هذه القضايا التى باتت تهدد احتياجات المواطنة الأساسية، وخاصة محدودى الدخل.
وأضاف الشريف، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن دعوتهم الأساسية فى تكتل الإرادة المصرية تبدأ بأن يتحمل الوزراء الثلاثة مسئوليتهم السياسية ويتقدموا باستقالاتهم، أو على رئيس الحكومة أن يقوم بإقالتهم لتصويب مسار حكومته، وإيقاف نزيف خسارة المليارات من ميزانية الدولة.
وفيما يتعلق برفض ائتلاف دعم مصر لسحب الثقة من الحكومة ووزرائها، أكد الشريف أن المصلحة الوطنية يجب أن تغلب على البرلمان، محذرا أن استمرار الوضع الحالى سيكون خطأ فادحا، وبمثابة حماية للإخفاقات والفشل والفساد، ومعلقا على رأى ائتلاف دعم مصر بدعم الحكومة، بأن الحكم فى النهاية سيكون للشعب وليس رؤساء كيانات سياسية، والنواب هم جزء أصيل من هذا الشعب وممثلوه فى مواجهة الإخفاقات والفساد.
وعن تهديد بعض النواب بتقديم استقالاتهم فى حالة عدم سحب الثقة من بعض الوزراء قال الشريف، إن الغالبية العظمى من نواب هذا المجلس، يعلمون تمام العلم بأن المواطن الذى انتخبهم ينتظر منهم الكثير، بصرف النظر عن انتمائه السياسى، وهو ما يدفعهم إلى الضغط بالتهديد بتقديم الاستقالة.
طارق رضوان: لو مش قادرين نحقق مطالب الشعب نقعد فى بيوتنا
طارق رضوان، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، كان غاضبا بشدة أيضًا حين تحدث لـ "برلمانى" قائلا، إن هجوم النواب على بعض وزراء الحكومة فى الوقت الحالى، يأتى لأن الوضع أصبح لا يحتمل، فالعديد من الوزراء أيديهم مرتعشة، ولا يستطيعون اتخاذ قرارات قوية يحتاجها المواطن.
وأضاف رضوان، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن العديد من النقاط التى تم الاتفاق عليها فى برنامج الحكومة لم تنفذ، ضاربا المثال بالإخفاقات التى تعانى منها محافظة سوهاج، فخطة الكهرباء المقررة للمحافظة فى برنامج الحكومة لم يتم البدء فيها، وتقدم النواب بمذكرات لعدد من الوزراء لحل مشكلات المحافظة لكن بلا أدنى استجابة.
وتابع النائب: "لا أستطيع أن أفهم ما الذى تسعى له الحكومة هل تسعى لإفشال البرلمان؟! هل هناك مخطط لذلك؟!
وحول تهديد عدد من النواب بتقديم استقالتهم فى حالة عدم سحب الثقة من الحكومة قال رضوان، إن النواب وظيفتهم الأساسية تحقيق مطالب الشعب، متابعا "لو مش قادرين نحقق مطالب الشعب نقعد فى بيوتنا أحسن".
خالد الهلالى: لابد من موقف حاسم للبرلمان لعلاج أوجه القصور
خالد الهلالى عضو مجلس النواب وعضو تكتل "الإرادة المصرية"، لم يكتف بانتقاد الحكومة، بل انتقد أيضًا النواب الذين أعطوها الثقة، قائلا إن أداء الوزراء فى الفترة السابقة على منح الثقة كانت بمثابة بينة واضحة لآدائهم، معقبا: "استعجبت من أعضاء البرلمان الذين منحوها الثقة فى ظل ما تفتقده من رؤية".
وأضاف هلالى فى تصريحات لـ"برلمانى" أن هناك تقصير واضح ولكن المنظومة مش وزير فقط ولكن هناك القيادات التنفيذية التى تعمل تحت الوزراء، موضحًا أن وزارة التموين بها أخطاء حدث ولا حرج وأن وزير التموين مفجر الأزمات للحكومة والدولة بأكملها، حيث شهدت الوزارة على مدار الأشهر الماضية 3 أزمات كبرى تتعلق بقضايا أمن قومى مثل أزمة القمح والأرز والسكر ومع ذلك لم يمثل أمام البرلمان لمناقشته فى كل أزمة.
وحول تصريحات بعض النواب التى تهدد بالاستقالة حال عدم سحب الثقة من عدد من الوزراء أكد هلالى أنه لابد وأن يكون هناك موقف حاسم للبرلمان لعلاج أوجه القصور فى الوزارات التى تعانى من الفساد وسوء الإدارة.
وتابع عضو تكتل "الإرادة المصرية" فى تصريحه الحكومة حصلت على الثقة بواقع 95% من عدد النواب وأصبح لديهم يقين أنهم لن يوضعوا تحت طائلة سحب الثقة وإنما لو كانت منحت الثقة بواقع 60% كان الموقف سيتغير كليا.
محمد الكومى: أداء الحكومة يحرج الرئيس والبرلمان والنواب لديهم أدوات لمحاسبة الوزراء
فى حين قال محمد الكومى، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار بدائرة عين شمس، إن أداء الحكومة لم يرض النواب ولا الشعب، لافتا إلى أن الشعب يعلق الكثير من الآمال على الحكومة من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية ولم تقدم شيئا.
وأضاف الكومى، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن الكثير من الوزراء تجاهلوا النوب، ولم يتفاعلوا مع مطالبهم، وهو ما زاد من حالة الغضب ضدهم، لافتا إلى أن النواب لا يقدمون طلبات شخصية حتى يتم تجاهلها، وإنما طلبات متعلقة بخدمة المواطنين فى دوائرهم.
وأكد النائب، أن هدف النواب هو رفع المعاناة عن الشعب، وبعض الوزارات لا تستجيب وتحركها ببطء جدا ولا يتناسب مع طموحات وآمال الشعب أو ما دعا له رئيس الجمهورية، وبالتالى الحكومة أصبحت تمثل حرجا للرئيس السيسى وللبرلمان.
وعن تهديد بعض النواب بتقديم استقالاتهم قال الكومى: إن النائب يأتى إلى المجلس لحضور الجلسات فقط، ولا يقوم بإنجاز المهام التى وكله فيها الشعب، ولذلك بعض النواب شعروا بأن وجودهم لم يغير شيئا فى دوائرهم، مشيرا إلى أن النواب يمتلكون أدوات لتحريك المياه الراكدة فى الوزارات، ولديه آليات يمكن أن يستخدمها فى المجلس قبل التهديد بالاستقالة.