إعلانات مكافحة الفساد تملأ الفضائيات وتغيب عن الواقع.. الدولة تنفق الملايين لتوعية موظفيها.. طارق رضوان: الفساد داخل الحكومة ولسنا فى حاجة للإعلانات.. الكومى: الاعتماد على الحملات رفاهية
هل تحارب الدولة الفساد بالإعلانات؟
هل تحارب الدولة الفساد بالإعلانات؟
الإثنين، 20 يونيو 2016 01:04 م
كتبت سماح عبد الحميد
"شاب يدخل لمكتب وكيل الوزارة، وعلى يمينه لافتة بمشروع إسكان الشباب، وبمجرد دخوله يقدم ملفا لوكيل الوزارة قائلا: "الورق جاهز ومش ناقص غير إمضاء سعادتك"، فيتصفح وكيل الوزارة الملف قائلا: "ده كله مستوفى" فيسأله الشاب هستلم الشقة؟ فيرد لا محتاج أراجع الورق وأرجع للوزير، ليسأله الشاب مرة أخرى مش حضرتك الوكيل فيرد الوكيل "دى مسئولية كبيرة وأنا ورايا ناس كتير بتسأل "ويختتم الإعلان بسؤال يتم توجيهه لوكيل الوزارة الأوراق سليمة إيدك مرتعشة ليه؟!
المشهد السابق هو مضمون أحد إعلانات ضمن حملة إعلانية أطلقتها الحكومة لمواجهة الفساد فى الوزارات تحت شعار "بقصد أو بحسن نية الفساد خسارة عليك وعليا "، وتضم الحملة أربع اعلانات تحذر من الواسطة، والبيروقراطية، والرشاوى، والأيادى المرتعشة للمسئولين "وهو ما أثار تساؤلا هل تحتاج الحكومة إلى حملة إعلانية لمواجهة الفساد داخل الوزارات؟
الحملة ليست منسوبة لجهة رسمية وليست ضمن استراتيجية كاملة
الملاحظات المبدئية حول الحملة عديدة ولكن أولها يتمثل فى أن الحكومة لم توضح فى أى من الإعلانات أنها حملة رسمية تابعة لأى من الوزارات، أو ما إذا كانت ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وكان هناك تخوف من الإعلان عن الجهة المسؤولة عن الإعلان.
النقطة الثانية حتى وإن كانت هذه الإعلانات ضمن استرتيجية مكافحة الفساد، والتى تتضمن إحدى محاورها التوعية الإعلامية، فهل قامت الحكومة بتنفيذ أى محاور أخرى داخل وزارتها؟ هل اتخذت خطوات داخل وزاراتها المختلفة لمكافحة الفساد والبيروقراطية والأيادى المرتعشة؟
ما أثار حالة انتقاد أيضا للحملة تمثل فى آلية التوجيه والإعلان، فعلى سبيل المثال الإعلان المذكور يتم توجيه التساؤل فيه لوكيل الوزارة "إيدك مرتعشة ليه ؟!" وبالتالى فإن الحكومة توجه السؤال لنفسها فى الأول والآخر لأن وكيل الوزارة هو جزء منها، ولا ينبغى أن توجهه إلى الجمهور نفسه أو أن تخاطب موظفيها ومسؤوليها من خلال إعلان .
الحكومة لا تحتاج إلى حملات إعلانية للتوعية ضد الفساد داخلها
فى هذا الشأن قال طارق رضوان نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن الحكومة لا تحتاج إلى حملات إعلانية للتوعية ضد الفساد داخلها، وإنما تحتاج آليات لمواجهة الفساد ذاتيا.
وأضاف رضوان لـ"برلمانى" تعليقا على حملات الإعلانية التى أطلقتها الحكومة لمواجهة الفساد داخل الوزارات، أنه بغض النظر عن ما إذا كانت هذه الحملات مدفوعة الأجر أو مجانية، فإن ما تحتاجه الوزارات هو ضبط الأداء بداخلها بدلا من عمل إعلانات .
وأضاف إذا تأكدت الوزاراة من وجود فساد بداخلها أو بيروقراطية أو تعطيل مصالح للمواطنين فعليها مواجهة ذلك داخليا أولا، بالإضافة إلى العمل الميدانى فى الشارع، لافتا إلى أن المسؤولين عليهم أن ينزلوا للشارع لأنهم ليس مجرد "تشريفة" تشارك فى الاحتفالات والافتتاحات فقط .
اعتماد الحكومة على الحملات الإعلانية لمواجهة الفساد نوع من الرفاهية
فى حين قال محمد الكومى عضو مجلس النواب إن اعتماد الحكومة على الحملات الإعلانية لمواجهة الفساد نوع من الرفاهية.
وأضاف الكومى لـ"برلمانى" أن حملات التوعية يتم استخدامها فى العالم كله ولكن الأزمة فى الآلية التى خرجت بها حملة الحكومة لمواجهة الفساد فى الوزارت.
وأشار إلى أن الحكومة عليها أن تحكم الرقابة وتطبق القانون على موظفيها، كبداية لعلاج الفساد بدالخها قبل التوجه لإطلاق حملات إعلانية .
وأشار الكومى إلى أن هذه الحملات تكلف ميزانية الدولة، رغم أننا نواجه أزمة فى الموازنة العامة، ولدينا العديد من المشكلات بسبب عدم وجود تمويلات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى المحافظات.