كتب محمد محسوب
أقيمت اليوم احتفالية استقبال طائرة "سولار أمبالس 2" أول طائرة فى العالم تعمل بالطاقة الشمسية والتى وصلت مطار القاهرة الدولى قادمة من أسبانيا فجر اليوم الأربعاء، وتعد هذه الجولة هى الجولة قبل الأخيرة فى إطار رحلاتها التجريبية حول العالم لنشر الوعى الترشيدى وتبنى قضية التكنولوجيا النظيفة، حيث إنها أقلعت من العاصمة الإماراتية فى مارس 2015 وقامت بالهبوط بـ15 مدينة، حول العالم لتعود مرة أخرى إلى أبو ظبى.
وأشارت وزارة البيئة فى بيان لها اليوم، أن الطائرة كان فى استقبالها شريف فتحى وزير الطيران المدنى المصرى، ود. خالد فهمى وزير البيئة وسفير سويسرا بجمهورية مصر العربية، وقيادات وزارة الطيران ولفيف من الشخصيات المهمة، بالإضافة إلى عدد من الخبراء الإقليميين والدوليين فى مجال الطيران المدنى.
وقد أعرب د. خالد فهمى وزير البيئة عن فخر مصر ووزارة البيئة ووزارة الطيران المدنى برعاية هذا الحدث واستقبال طائرة سولار امبالس 2 فى مطار القاهرة، حيث إن اختيار مصر كمحطة لهبوط مثل تلك الطائر يعبر عن المكانة التاريخية والحضارية التى تحظى بها مصر فى عيون العالم، ويعكس أيضًا اهتمام الحكومة المصرية ووزارة البيئة بتشجيع استخدام الطاقة الشمسية والتكنولوجيا النظيفة، كما أن مشروع Solar Impulse يحظى بدعم العديد من الحكومات والمؤسسات على مستوى العالم ويعتبر هبوطها فى أى مطار حدث مهم يروج له عالميًا بشكل كبير، ويجعل الدولة المستقبلة للطائرة جزء من تاريخ تطوير صناعة الطيران المدنى فى العالم.
وأضاف فهمى أن الطائرة Solar Impulse تعد مستقبل الطيران النظيف فى العالم، فهى طائرة تعمل بالطاقة الشمسية وهى فى مرحلة تطور وتحديث دائم، حيث يعد هذا النموذج هو النموذج الثانى المعدل من الطائرة ويتجه العالم الحديث إلى الاعتماد على التكنولوجيا النظيفة بغرض تقليل استهلاك الطاقة العالمية وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وتحسين الحياة المعيشية، وقامت الطائرة بالتحليق فوق منطقة الأهرامات لعمل تصوير فيلمى بواسطة طائرة هليكوبتر، وذلك لما يمثله هذا الحدث من أهمية كبيرة يسجل فى الوثائق التاريخية لجمهورية مصر العربية، واتجهت بعدها الى مطار القاهرة لتبدأ مراسم الاحتفال.
وقد قامت جمهورية مصر العربية ممثلة فى وزارة الطيران المدنى ووزارة البيئة وجميع الجهات المعنية من وزارة الدفاع والخارجية والداخلية والسياحة بتقديم كافة التسهيلات والدعم اللوجستى من استصدار تصاريح لفريق عمل طائرة "سولار أمبالس2"، والذى يضم 65 فرداً وكذلك توفير الخدمة الفنية والأرضية والكوادر الفنية من المهندسين والفنيين والمرشدين وفرق من العلاقات العامة، بالإضافة إلى استقبال طائرتين شحن جوى تحمل المعدات المصاحبة للطائرة، وقد قدم وزير الطيران المدنى كل الإمكانات لتسهيل هبوط طائرة سولار امبالس فى مطار القاهرة ووجه باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للاحتفال بالطائرة وإقامة خيمة خاصة بالاحتفالية بصالة "4"وتوفير كل وسائل الراحة لقائدها وكل فريق العمل المصاحب طوال فترة تواجدهم بالقاهرة ومساعدة الطائرة فى مواصلة رحلتها بعد توقفها بمصر، وعقد عقب وصول الطائرة مؤتمر صحفى عالمى يضم أكثر من 200 صحفى والعديد من المحطات التليفزيونية والفضائيات المصرية والأجنبية.
الجدير بالذكر أن سولار امبالس هى أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية بدون وقود او تلوث فى رحلة حول العالم وهى فكرة وتنفيذ رائدان سويسران هما برتران بيكار و أندريه بورشبيرج ويهدفان لنشر فكرة الطاقة النظيفة وتوفير الموارد الرئيسية.
وهى طائرة خفيفة الوزن حيث يبلغ وزنها 2300 كجم وعرضها 72.3م وذلك من أجل تهيئة الأسطح للخلايا الشمسية، ويغطى الجناحين 17248 من الخلايا الشّمسية، التى تُغذّى بطاريات الطائرة من صنف "ليثيوم بوليمر"، وتساعد البطاريات على توليد وتخزين ما يكفى من الطاقة لتشغيل محركات الطائرة للتحليق لفترات أطول، كما يمكن للطائرة التحليق فى الظلام بفضل البطّاريات.
وقامت طائرة سولار امبالس فى رحلتها الاخيرة بعبور أمريكا ثم المحيط الأطلسى دون قطرة واحدة من الوقود، وقد أقلعت الطائرة يوم 11 يوليو من أشبلية أسبانيا فى وقت مبكر لتبدأ رحلتها فى عبور البحر الأبيض المتوسط والتى استمرت يومين وليلتين نظرا للظروف المناخية حتى وصلت لمطار القاهرة اليوم صباحا.