كتب مصطفى النجار
قال شريف فخرى عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، إن سر نجاح الدول يكمن فى الأخذ بالتجارب الناجحة فى الدول الآخرى، ونحن فى مصر مازلنا مصرين على إعادة اختراع ما توصل إليه الآخرون منذ سنوات، ومشاكلنا فى عدم تحديد وتوصيف المشكلات، واختلاف الأراء، وتفاوت الحلول، واختصام الآخرين، وتكدير حياة الناس على مختلف مستوياتهم وزيادة صعوبتها بسبب أفكار غريبة، وهى أبرز التحديات التى تواجه المصريين فى ٢٠١٧.
وأضاف "فخرى" فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه يجب قبل تطبيق أى اقتراح أن ننظر لتجارب الدول الآخرى ودراسة نتائج تلك المقترحات قبل طرحها ودراستها أو مناقشتها فى لجان البرلمان.
وضرب النائب البرلمانى مثالا بعنوان دمج "الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى"، ووصفه بأنه شعار براق سيؤدى التطبيق الخاطئ له لما ينتج عنه من تشريعات إلى أكبر ضرر بالاقتصاد المصري، وسيكون مبررًا لتحجيم الأنشطة الاقتصادية وزيادة البيروقراطية من خلال تدخل الدولة، وتفشى الفساد لتدخلات الموظفين، ولن يؤدى لزيادة الحصيلة بل سيؤدى إلى هروب المستثمرين .
ولفت إلى أن التجارة الإلكترونية أصبحت اتجاها عالميا وضرورة للمجتمعات المتقدمة وتنظيمها، وحماية المستهلكين يختلف عن مفهوم السيطرة عليها ودمجها تحت مظلة الدولة، لا يمكن السيطرة على المواقع إلا بحجبها، وهو ما فشلت فيه دول مثل الصين التى فكرت فى عمل إنترنت خاص بها وانتهت بعمل محرك بحث "جوجل" خاص بها يختلف عن الموقع الدولى، والوسيلة الثانية هى حجب الدفع الإلكترونى، وهو ما سيضعف البنوك التى ضعفت بالفعل بسبب القرارات الدرامية المفاجئة للبنك المركزى والتقاعس عن حمايتها أو عملائها، أما الوسيلة الثالثة، فهى السيطرة على أعمال التسليم، وتحتاج إلى رقابة مشددة على ملايين الشحنات القادمة من مختلف أنحاء العالم، وهو ما سيؤدى لمزيد من البيروقراطية وجعل حياة الناس أكثر صعوبة، سواء كانوا مصريين أو أجانب أو سياح، يجب أن يعرف الجميع أن الهدف مما تفعلته الحكومة أو البرلمان، ليس السيطرة على احتياجاتهم وتعقيد تعاملاتهم وتكدير حياتهم اليومية، ولكن الهدف الأساسى للحكومات أن تجعل حياة الناس أكثر سهولة وتعاملاتهم أكثر سرعة و أمانًا .