كتب عبد اللطيف صبح
توقع المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، ٣ سيناريوهات عملية عقب إلقاء الحكومة لبيانها الأول أمام الجلسة العامة لمجلس النواب: السيناريو الأول هو منح البرلمان الثقة للحكومة الحالية برئاسة المهندس شريف إسماعيل، مع اتجاه رئيس الحكومة لإجراء تغييرات محدودة فى الوزارات التى أخفقت فى تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أن اللقاءات المتنوعة التى أجراها رئيس الوزراء مع عدد من نواب المحافظات تعزز هذا السيناريو، الذى يأتى اتساقا مع نص الفقرة الأولى من المادة 146 من الدستور، والتى تنصّ على أن يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب.
وأضافت الدراسة الصادرة عن المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية، اليوم الخميس - والتى أعدها برنامج الدراسات المصرية بالمركز بعنوان "المسارات المُحتملة للعلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بعد بيان الحكومة" - أنه فى حال عدم حصول الحكومة على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يومًا على الأكثر، سيقوم رئيس الجمهورية بتكليف رئيس للوزراء من الائتلاف الحائز على أكثرية المقاعد داخل البرلمان، وهو ائتلاف دعم مصر، مشيرة إلى التكهنات حول إمكانية عودة المهندس إبراهيم محلب لتشكيل الحكومة الجديدة، لا سيّما أنه يتولى ملف المشروعات القومية الكبرى، كما اتسم الملمح الأهم لنشاطه خلال توليه رئاسة الحكومة بالنزول إلى الشارع والاحتكاك بقضايا الجماهير الملحة، في حين تمحورت أبرز الانتقادات التى وجّهت لأداء رئيس الوزراء الحالى فى ندرة تواجده فى الشارع.
أما المسار الثالث الذى توقعه المركز، وربما هو المستبعدكما تقول الدراسة، فيقوم على فشل البرلمان فى التوافق على تشكيل حكومة، سواء من خلال الإخفاق فى التصويت على منح الثقة للحكومة الحالية، أو فى تشكيل حكومة جديدة بقيادة الائتلاف الحائز على أكثرية المقاعد، وانتهاء المدة القانونية لذلك، والمقدرة بـ60 يومًا، وهو ما سيؤدى إلى حل البرلمان.
ويستند مؤيدو السيناريو الأخير على غياب كتله متماسكة داخل البرلمان، تستطيع أن تحسم عملية تشكيل الحكومة، وخاصة فى ظل الإخفاقات التى مُنى بها ائتلاف دعم مصر خلال الفترة الماضية، وأهمها إخفاقه فى تمرير قانون الخدمة المدنية، وفى معركته على منصب أحد الوكيلين، والذى فاز به مرشح حزب الوفد "سليمان وهدان" ضد علاء عبد المنعم مرشح الائتلاف، وهو ما دفع كثيرين من المتابعين والمحللين إلى وصفه بـ"التحالف الهشّ".