كتب محمد زين
"احكى يا برلمان" سلسلة حكايات برلمانية تمتد إلى قرابة 200 عام عمر الحياة النيابية المصرية، منذ عهد محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة حتى برلمان ثورة 30 يونيو المنتخب عام 2015.
بطل حكاية النهاردة المفكر والفيلسوف المصرى أحمد لطفى السيد، المولود 15 يناير 1872 بقرية برقين، مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية وتخرج فى مدرسة الحقوق سنة 1894.
وأطلق عليه لقب أستاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية، وُصف بأنه رائد من رواد حركة النهضة والتنوير فى مصر، كمان وصفه عباس العقاد "بأنه بحق أفلاطون الأدب العربى".
عمل أستاذ الجيل وزيرا للمعارف ثم وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس الوزراء فى وزارة إسماعيل صدقى ونائبا فى مجلس الشيوخ المصرى، ورئيسا لمجمع اللغة العربية، وحسب كتاب "أعلام مجمع اللغة العربية" لمحمد الحسينى ففى أثناء عمله كرئيس للمجمع عرض عليه الضباط الأحرار فى ثورة 23 يوليو 1952 أن يصبح رئيسا لمصر لكنه رفض، كما عمل رئيسا لدار الكتب المصرية، ومديرا للجامعة المصرية، كما أسس عددا من المجامع اللغوية والجمعيات العلمية.
كان أحمد لطفى السيد وراء حملة التبرعات الخاصة بإنشاء أول جامعة أهلية فى مصر العام 1908 "الجامعة المصرية"، والتى تحولت فى 1928 إلى جامعة حكومية تحت اسم جامعة فؤاد الأول - جامعة القاهرة فيما بعد.
كما طالب أحمد لطفى باستقلال الجامعة، وقدم استقالته حين تم إقصاء طه حسين عن الجامعة سنة 1932، وكرر الأمر مرة أخرى لما اقتحمت الشرطة حرم الجامعة عام 1937، كما كان ضد إنشاء المدارس الدينية سواء إسلامية أو إرساليات مسيحية إضافة لرفضه إنشاء المدارس الأجنبية فى مصر.
أسس لطفى السيد حزب الأمة المصرى صاحب شعار مصر للمصرين فى ديسمبر 1907 حيث كان هدف الحزب الرئيسى هو "المطالبة بالاستقلال التام والدستور"، ويعتبر من رواد الليبرالية المصرية، وهو من مؤسسى مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
أبو الليبرالية المصرية له حكاية طريفة مع الانتخابات، والتى حصلت لما ترشح لطفى على عضوية البرلمان المصرى عن دائرة الدقهلية، فقام أحد منافسيه فى دائرته بإشاعة أن أحمد لطفى السيد ديمقراطى، وهى تعنى الكفر، فخاف منه أهل دائرته واعتبروا ذلك كفرا، وأنه ترك الإسلام، واعتنق الديمقراطية، فانتظروا حتى يوم مؤتمر انتخابى له، وسألوه هل أنت ديموقراطيا؟ فأجابهم بنعم، فانصرفوا عنه وتركوه.
ورحل أحمد لطفى السيد عن الدنيا فى 5 مارس عام 1963 بالقاهرة.