كتب محسن البديوى
طرح محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين فى مجموعة "أليانز" الألمانية، روشتة الإصلاح وعلاج العيوب بالاقتصاد المصرى، مؤكداً أن مصر فى وضع اقتصادى صعب، فى ظل تراجع السياحة، والتحديات التى تواجهها إيرادات قناة السويس بسبب تباطؤ حركة الاقتصاد العالمى، وتراجع المساعدات من الدول العربية، بالإضافة إلى سنوات كثيرة من النمو الضعيف للاقتصاد، موضحا أن الموقف ليس سهلاً على الإطلاق.
وأكد "العريان"، فى لقائه عبر الأقمار الصناعية من كاليفورنيا، ببرنامج "هنا العاصمة"، مع الإعلامية لميس الحديدى، أن مصر بحاجة إلى اتخاذ إجراءات هامة إذا ما أرادت إصلاح اقتصادها بشكل حقيقى وتتضمن أولاً تنفيذ إصلاحات هيكلية للاقتصاد للفئات الأضعف والأكثر معاناة من السكان، والعمل على تقليل العجز الكبير فى ميزان المدفوعات وعجز الموازنة الكبير، وتأمين تدفق تمويلات ثنائية من جهات ودول مختلفة تسهل تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، مضيفاً: "أنا أثق فى ما قاله الرئيس بأن الإصلاحات الاقتصادية صعبة لكنها فعلاً حتمية".
وأوضح كبير المستشارين الاقتصاديين فى مجموعة "أليانز" الألمانية، أن مصر منذ 6 سنوات تعيش بعجز فى الموازنة يمثل أكثر من 10%، من الناتج المحلى الإجمالى سنوياً، وهذا يعنى أن الدين فى زيادة مستمرة وينمو بشكل سريع، كما تنفق مليارات الجنيهات لتغطية وارداتها من العالم الخارجى لتأمين احتياجاتها الأساسية وهذا كثير جداً - على حد قوله.
وأضاف: "سأعطيكم الإجابة الأكثر أهمية، المواطن المصرى فى الشارع يشعر بعدم الأمان الاقتصادى، وأن النمو فى البلاد ليس سريعا وغير كافٍ ويرى أن الأسعار تتزايد بشكل سريع جداً، والأمر المهم أنه يعلم أن قدرات الاقتصاد المصرى أفضل من ذلك، وينتظر أن ينمو بشكل أسرع وأفضل، ولذا نحن فى أمس الحاجة إلى تطبيق هذه الإصلاحات لتجاوز الوضع الاقتصادى الصعب للانطلاق، وبدون ذلك الوضع سيزداد سواءً".
وتابع: "أتفهم كل مخاوف المواطنين من تبعات الاتفاق مع قرض صندوق النقد الدولى، ولكننى عملت بالصندوق 15 عاماً ورأيت دولاً حالفها النجاح وأخرى لم يحالفها، لكن الأهم أن برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى خالص بأيادى مصرية وعقول مصرية ليأخذ فى اعتباراته مراعاة أحوال المواطنين على أرض الواقع، ثانيا لابد من أن يحظى البرنامج بتأييد ودعم سياسى قوى وذلك أمر هام، ثالثاً من المهم أن تؤمن الدولة تمويلات خارجية كبيرة تعينها على تطبيق كافة الإصلاحات بشكل سليم، ورابعاً حماية القطاع الأكثر احتياجاً بالمجتمع ومصر تمتلك كل العناصر من خلال البرنامج الحالى".
وشدد الخبير الاقتصادى، على ضرورة شرح البرنامج للمواطنين لكسب تأييدهم وثقتهم وبث الطمأنينة، خاصة أنهم يخافون ولا يثقون فى الصندوق، مع ضمان الاستمرار فى تطبيق الإصلاحات وعمل تصحيحات وإصلاحات منتصف الطريق، أى التى يتطلبها الوضع مع بدء تطبيق البرنامج لسرعة تصحيح الأوضاع .