"إن دبلت الوردة ريحتها فيها".. لمسة هوانم جاردن سيتى الأرستقراطية على برلمان الغلابة

للتاريخ منطقه دائمًا، ومهما تطاول الزمن وترك خطوطه وآثاره على البيانات والشوارع والوجوه، يظل هناك شىء من اخضرار الماضى وجماله حاضرًا فى المشهد ومتصدّرًا لواجهة الصورة، وهذا بالضبط ما يمكنك أن تلحظه وأنت تمر فى شوارع منطقة جاردن سيتى بوسط القاهرة، أو تطالع بناياتها ومعالمها، أو تتطلع فى وجوه هوانمها وسيداتها الجميلات فى طوابير الانتخابات ورحلة الصندوق.



الصورة فى جاردن سيتى، ولجنة مدرسة قصر الدوبارة الانتخابية، التابعة لدائرة بولاق أبو العلا والزمالك وقصر النيل، تتماشى مع أجندة الانتخابات البرلمانية الجارية، سواء فى المرحلة الأولى بجولتيها، أو فى المشاهد المتتابعة من المرحلة الثانية بعد انقضاء يوم كامل من التصويت، إذ سيطرت الفتيات والنساء كبيرات السن على المشهد الانتخابى، وسجلن حضورهن اللامع والمميز فى كل اللجان والدوائر، وهو الأمر الذى لم يتغير فى جاردن سيتى ولجنتها التاريخية، لجنة مدرسة قصر الدوبارة.



الصور التى سجّلتها عين الكاميرا اليوم لهوانم جاردن سيتى فى لجنة مدرسة قصر الدوبارة، صور من روح ونسيج المنطقة التى عُرفت قديمًا بأنها مستقر كبرى العائلات وأشهرها، وعاصمة الفن والموضة والجمال والسهرات والمناسبات المخملية فى القاهرة، كما كانت مقر المندوب السامى البريطانى الذى استقر لسنوات فى قصر الدوبارة، أو قصر الأميرة أمينة ابنة إلهامى ابن عباس حلمى الأول، وهى زوجة الخديوى توفيق ووالدة عباس حلمى الثانى، وهو القصر الذى تحول فى وقت لاحق لمدرسة حكومية، وما زالت جاردن سيتى حتى الآن، ورغم تحوّلات الزمن وتبدلاته، إشارة عميقة للهدوء والفن والجمال، ورمزًا لزمن الهوانم واللمسة الأرستقراطية فى الحياة المصرية.