لم يعد فيس بوك موقع اجتماعى مسالم يمكن أن تستخدمه بشكل آمن أو بدون حذر، فالشبكة العملاقة جذبت خلال السنوات الماضية أنواع مختلفة من المستخدمين الذين يسيئون إليها، وهو الأمر الذى أدى لظهور محتويات غير لائقة وتهدد الذوق العالم وبعضها يكون خطيرا للغاية، وفشلت الشركة الأمريكية فى السيطرة على المحتوى الذى ينشر على الموقع ، حيث عجزت عن مواجهة التدفق الذى يتم نشره من قبل ما يقرب من 2 مليار مستخدم نشط شهريا على الموقع، وهو ما دفع عدد الحكومات للتدخل والتهديد.
تايلاند تعلن الحرب على فيس بوك
وأصبحت تايلاند تفرض رقابة متزايدة على الإنترنت فى السنوات الأخيرة، والآن تهدد الحكومة فيس بوك لمساعدتها فى تنفيذ تلك الرقابة، إذ ذكرت التقارير أن السلطات التايلاندية أمرت عملاق على وسائل الاعلام الاجتماعية بإزالة جميع المنشورات التى تعتبر غير قانونية فى البلاد بحلول يوم الثلاثاء القادم، فى حالة عدم تنفيذ تلك الطلبات سيتم البحث فى اتخاذ إجراء قانونى صارم ضد فيس بوك، ومن المتوقع أن يتم حجب الموقع.
ووفقا لموقع cnet الأمريكى، فجاء الأمر ضد فيس بوك من اللجنة الوطنية للإذاعة والاتصالات فى تايلاند "نبتك" ووزارة الاقتصاد الرقمى والمجتمع "دي"، وطلبت جمعية مقدمى خدمات الانترنت التايلاندية "تيسبا" الشبكة الاجتماعية العملاقة الشعبية حجب 600 صفحة مختلفة يوم الخميس الماضى، منها 309 وضعتهم المحكمة الجنائية فى القائمة السوداء، ولاحظت الوكالة أن فيس بوك أزالت معظم هذه الصفحات، ولكن لا يزال هناك 131 متاحا فى البلد.
ورفضت فيس بوك التعليق على الأزمة الجديدة التى تواجهها فى تايلاند، ولكن من المتوقع أن ترضخ لتلك الأوامر خوفا من فرض أى عقوبات على الشركة أو حجب الموقع هناك.
الرقابة على الإنترنت
تأتى هذه الخطوة ضد فيس بوك كجزء من تشديد حكومة تايلاند على الفضاء الإلكترونى، حيث عززت السيطرة على المحتوى المنشور على الانترنت وبدأت حملة جديدة الشهر الماضى للتضييق على المواقع المختلفة التى تضم محتوى يعتبر غير مرغوب فيه.
وفى ديسمبر من العام الماضى، تجاهل رئيس الوزراء التايلاندى "برايوث تشان" تلك المخاوف قائلا أن هذه الرقابة الصارمة تهدف إلى محاربة من ينتهكون القانون.
فيس بوك تتقاعس على حماية مستخدميها
وأظهر تحقيق أجرته صحيفة التايمز البريطانية الشهر الماضى أن شركة فيس بوك تقاعست عن إزالة العشرات من التدوينات المتطرفة أو التى تعرض مواد إباحية تخص الأطفال حتى بعد أن جرى إبلاغ المسئولين بالشبكة الاجتماعية بشكل مباشر بالمحتوى الذى ربما يكون غير مشروع، إذ عثرت الصحيفة على العديد من مقاطع الفيديو والصور التى تضمنت عمليات قطع الرؤوس التى يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى الصور العنيفة، والدعاية التى تمجد الهجمات الإرهابية الأخيرة فى المملكة المتحدة ومصر، وتم إبلاغ الموقع بتلك المحتويات المتطرفة، ولم يتم التعامل معها بجدية.
أزمة إزالة المحتوى
هناك العديد من الدول التى أمرت فيس بوك بإزالة محتويات بعينها، وهددت باتخاذ إجراءات قانونية حال عدم الاستجابة، إذ قضت محكمة نمساوية، بأنه يجب على فيس بوك إزالة المشاركات التى تعتبر خطاب كراهية وتحرض ضد بعض الأفراد أو تنشر أى نوع من الإساءة.
الأخبار الكاذبة المضللة
لم تكن مشكلة تكمن فى المحتويات غير القانونية فقط من وجهة نظر الحكومات، ولكن الشبكة لديها أزمة أخرى مع الأخبار الكاذبة تواجهها منذ العالم الماضى، إذ انتشر هذا المحتوى المضلل بشكل واسع على فيس بوك، وتسبب فى التأثير على وجهة نظر البعض وأورائهم السياسية التى تشكلت بفعل أخبار وهمية، واعترف الموقع بأن ليده الكثير ليقوم به للتغلب على تلك الأزمة، واتهمت بعض الحكومات فيس بوك بأنه يشجع على انتشار على المحتوى الذى يتلاعب بعقول العالم.
الإعلانات الجنسية والمواقع المضروبة
إذا كنت تتصفح فيس بوك بشكل يومى فمن المؤكد أنك واجهت العديد من الروابط الخاصة بمواقع الويب التى تحتوى على حجم غير متناسب من الإعلانات مقارنة بالمحتوى، أو التى تحتوى على إعلانات خادعة أو موحية جنسيًا على غرار "طريقة سحرية لفقدان الوزن فى يوم واحد" وغيرها، ومع زيادة تلك الروابط بدأت فيس بوك فى وضع خطة لمحاربتها.