سعت قطر في أعقاب ثورات الربيع العربى إلى تعظيم دورها الإقليمي من خلال تمويل ودعم جماعات تحمل أجندات لخدمة مصالحها بالمنطقة ، ومن أبرزها دعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر وهو ما كان سيضعها في المواجهة مع الدور السعودي في الخليج، كما سعت قطر لتقديم نفسها كحليف قوى للغرب وأمريكا خاصة خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما.
ودعمت قطر هذه التوجه عبر منابرها الإعلامية ليحل الإخوان محل السلفيين، ودعمت وجود حكومات تحمل هذه التوجه في عدد من الدول العربية ومنها مصر وتونس ، لم يتوقف سعى الدوحة عند هذا الحد بلا امتد أيضا للتقارب مع منافسي المملكة العربية السعودية بالمنطقة مثل تركيا، لدعم وجودها الإقليمي على حساب المملكة.
ومع قيام الثورة السورية وجد الجميع ضالته لاعادة ترسيم النظام الاقليمي، حيث سعت المملكة لإسقاط الرئيس السورى بشار الأسد، في محاولة لضرب محور الممانعة والمقاومة في المنطقة والذي يضم إيران وسوريا، لصالح المحور المعتدل الذي تقوده المملكة.
واختلف الموقفا القطرى والسعودى من الأزمة السورية، حيث انضمت إلى تركيا لدعم الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش، فيما دعمت الرياض جماعات مسلحة يمكن السيطرة عليها بشكل اكبر مثل جيش الإسلام أو الجيش الحر، وبذلك تسبب الخلاف القطري السعودي بحدوث صراعات بين الجماعات المسلحة في سوريا.
وبحسب خبراء أنه على الرغم من تناقض المواقف بين إيران وقطر تجاه الأزمة السورية إلا أن العلاقات بين البلدين ودية للغاية ، لسببين أولهما أن إيران وقفت مع قطر فى خلافاتها الحدودية مع المملكة العربية السعودية، والثانى أن طهران ترى فى تعميق العلاقات والتعاون مع قطر على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، فرصة لإيجاد موطئ قدم لها فى مجلس التعاون لمواجهة السعودية والإمارات.
كما حاولت قطر الاستفادة من الخلافات بين طهران وأغلبية الدول الأعضاء فى مجلس التعاون خدمة لمصالحها الضيقة، بسبب مخاوفها الدائمة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وهو ما دفعها للإصرار على اعتبار إيران جزءًا من الحل الأمنى فى المنطقة وليس جزءا من المشكلة.
وشهدت القمة الإسلامية الأمريكية التى ضمت أكثر من 50 دولة من بينها قطر، لهجوما من جانب الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى ، بشأن وجود دول ترعى وتدعم وتمول وتأوى الإرهاب في إشارة إلى دور قطر وتركيا في دعم الجماعات الإرهابية ومنها جماعة الإخوان المسلمين في مصر وهو ما نال استحسان دول السعودية والإمارات والبحرين.
وتأوي الدوحة عددا من أعضاء جماعتي الإخوان والجماعة الإسلامية الفارين من مصر والمصنفين بأنهم جماعة إرهابية، كما افتتحت مكتبا لحركة طالبان بالدوحة.