حيث تم اكتشاف معبد الرأس السوداء عام 1936 وهو يعود الى العصر الرومانى ، ونظرًا لما كان يواجه المعبد من ظروف بيئية صعبة من المياه الجوفية والصرف الصحى ، فقد قرر المجلس الأعلى للآثار نقل المعبد عام 1995، واختير له موقعًا مرتفعًا ضمن منطقة جبانة اللاتين في وسط مدينة الإسكندرية امام قسم شرطة حى باب شرق على طريق الحرية (متحف الموزييك ) تحت الانشاء ، و إستغرق فك احجار المعبد واعادة بناؤها في المكان الجديد 6 أشهر
الا أن وجود أرض المعبد التى هى تعتبر أرض حفائر ، وسط كتلة سكنية جعلها تتحول على مر السنوات الى مقلب قمامة ، و مكان لترك المهملات و الخردة فى شكل يسئ الى الاثار المصرية
و بعد أن أصبحت أرض المعبد القديم فى حالة يرثى لها ، تدخلت "حملة أنقاذ أثر " التابعة الى إدارة الوع الاثرى بمنطقة أُار الاسكندرية و الساحل الشمالى ، لتشكل حملة تطوعية ، تعمل على رفع المخلفات و القمامة من أرض الحفائر و السعى الى إستخراج قرار من اللجنة الدائمة للاثار بإعادة أعمال الحفائر بالارض لما تحتوية على أثار رومانية قيمة تعود الى مقتنيات المعبد الرومانى القديم
و تقول داليا عزت ، رئيس إدارة الوعى الاثرى بمنطقة أثار الاسكندرية ، أنه تم تكوين فريق عمل من المتطوعين و طلاب كليات الاثار و الاداب قسم أثار ، للعمل على نظافة أرض الحفائر و رفع القمامة و المخلفات ، و ذلك بالتنسيق و التعاون مع محافظة الاسكندرية وحى المنتزة و إدارة الرقابة والرصد البيئى و شركة نهضة مصر وجهات المجتمع المدنى
و أكدت رئيس إدارة الوعى الاثرى ، فى تصريحات خاصة ل"برلمانى" ، على أهمية منطقة أرض الحفائر ، حيث تم إستخراج تمثال إيزيس كاملا يعود تاريخة الى العصر الرومانى بالاضافة الى تمثايل رخامية أخرى توجد حاليا بمتحف الاثار بمكتبة الاسكندرية
و أشارت الى أنه أثناء أعمال رفع القمامة تم توضيح وجود قطع أثرية حجرية أخرى موجودة بموقع الحفر ، و كانت عبارة عن توابيت حجرية عليها نقوش خارجية ، طالبت بموافقة اللجنة الدائمة للاثار بإعتمادها كمنطقة حفائر ، و أعربت عن إستيائها الشديد من السلوكيات الخاطئة التى تصدر من قاطنى الكتلة السكنية المحيطة بالمنطقة الاثرية ، حيث يتم يوميا القاء القمامة فى أرض الأثر حتى أثناء عمل فريق الانقاذ.
و طالبت حى المنتزة بالتعاون مع الادارة فى تطبيق القانون رقم ( 117) لسنة 1983 ، و الذى ينص على توقيع مخالفات على الوحدات السكنية التى تلقى القمامة على المنطقة الاثرية و سد النوافذ المطلة على الاثر ، بالاضافة الى توقيع غرامة فورية تصل الى 500 جنية
و قالت أن فريق " إنقاذ أثر" قام بالعمل على مدار 4 سنوات سابقة ، حيث تم العمل فى إنقاذ منطقة البيت البيزنطى فى برج العرب ، و فى موقع مصطفى كامل (المقبرة الخامسة ) ، و كوم الشقافة ، و حاليا يتم العمل فى موقع معبد الراس السوداء
و تقول ايمان محمد صديق ، طالبة فى العام الثالث من كلية أداب قسم أثار ، أن المنطقة كانت حالتها سيئة جدا بسبب تراكم القمامة لسنوات ، و حاولنا العمل على إزالة القمامة و الحشائش التى شوهت منطقة الاثر ، و أضافت :" من الخسارة الفادحة لمصر أن تكون تلك الارض الاثرية بهذا الشكل و أن تتحول الى مقلب قمامة و قد تم إستخراج معبد رائع مثل معبد الرأس السوداء ، تزين تماثيلة متحف الاثار بمكتبة الاسكندرية ، ووصفت الوضع بالمأساة
و طالبت بتحويل الارض الى منطقة حفائر و نحاول حاليا السعر للموافقة لتكون الارض منطقة حفائر و يتم إستكمال أعمال الحفر فيها
من جانبة قال مصطفى رشدى ، رئيس منطقة أثار الاسكندرية و الساحل الشمالى ، فى تصريحات خاصة ل" اليوم السابع " أن المنطقة تقع وسط كتلة سكنية يحيط بها الاهالى من كل جانب ، و هو ما أدى الى تراكم القمامة فى أرض الاثر عقب نقل المعبد بالكامل الى منطقة باب شرق ، و وضع التماثيل الاثرية فى متحف الاثار بالمكتبة ، و كان هناك حملات رفع القمامة متواصلة بين الادارة و حى المنتزة ، و لكن سلوكيات الاهالى لم تتوقف عقب رفع القمامة و تعود لتتراكم مرة أخرى فكان من اللازم ، الدفع بفريق لتنمية الوعى الأثرى لاهالى المنطقة.
و أشار فى تصريحات خاصة ل" اليوم السابع " أنه جار العمل على تعلية الاسوار المحيطة بالمنطقة ، و تأمينها ، حيث تم إعتماد مبلغ مالى لذلك من وزارة الاثار فى السنة المالية الجديدة ، كما تم إعتماد مبلغ 50 ألف جنية لاستكمال أعمال الحفر بالمنطقة الاثرية و إستخراج باقى القطع الاثرية.
و حول وجود بعض التوابيت الحجرية الاثرية بالمنطقة قال :" كان لابد من ترك التوابيت الحجرية فى المنطقة الاثرية حفاظا على الارض من التعدى و لضمان إستمرار الحراسة الامنية و دوريات الشرطة عليها".
يذكر أن معبد الراس السوداء ، هو معبد يعود الى العصر الورمانى ، و قد إكتشف عن طريق الصدفة عام 1936م في منطقة الرأس السوداء بسيدى بشر، وكان يقع في اطار منطقة سكنية حديثة،و يرجع تاريخ مقبرة اللاتين المعروفة باسم " الالباستر " إلى منتصف القرن الثانى الميلادى و أوائل العصر البطلمى
و قد تم تكريس المعبد من قِبَل أحد الفرسان يدعى "ايزيدور" أى "هبة ايزيس"، والذي كان قد سقط من عربته الحربية فاصيبت قدمه ولما شُفيَت قدمه قدَّم نذرًا لايزيس عبارة عن قدم من الرخام الأبيض يرتدى حذاء اقيم فوق عمود مربع من الرخام سجل عليه نقش باليونانية يقول: "لقد اهدى ايزيدور صورة هذا القدم إلى الالهة التي حفظته بعد السقطة المميتة من العربة".