ونتعرف اليوم على الأثر المترتب على التحلل من الإحرام، حيث إن التحلل من الإحرام نوعان: تحلل أصغر ، وتحلل أكبر، والتحلل الأصغر هو الذى يحل للمحرم فيه أن ينتهى من ملبس الإحرام وما كان يحرم عليه به ما عدا النساء.
والتحلل الأكبر هو الذى يحل للمحرم فيه كل شىء حتى النساء، وهذا النوع من التحلل مرتبط بالطواف بالبيت، وهو طواف الركن أو طواف الإفاضة إذا سبق بعملين، حيث يحل له كل شىء حتى النساء بعد طواف الركن، وأما التحلل الأصغر، فإنه يحل للمحرم كل شىء ما عدا النساء، وذلك لما روى عَنْ عَائِشَةَ (رضى الله عنها) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "إِذَا رَمَيْتُمْ وَحَلَقْتُـــمْ، فَقَدْ حَــلَّ لَكُمُ الطِّــيبُ وَالثِّيَــابُ وَكُلُّ شَــيْءٍ إِلَّا النِّسَاءَ".
فقد استثنى حل النساء من التحلل الأصغر، لورود النص عليه، يقول الشوكانى: انعقد الإجماع على أنه بالرمى والحلق حلَّ كل محظورات الإحرام ما عدا معاشرة النساء، فإنها لا تحل إلا بالطواف إجماعًا، ولما ورد فى السنة دالاً على هذا المعنى.