حالة من الإهمال سيطرت على مسجد الصالح طلائع الأثرى حيث انتشرت مياه الصرف الصحى والقمامة والطحالب فى الجزء الأسفل منه وتركت المكان برائحة كريهة وحالة يرثى لها لا تليق بالمبنى الأثرى.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الأمر، حيث تعرضت البوابات الحديدية على جانبيه للسرقة ولم تبق سوى بوابة واحدة عجز اللصوص عن خلعها.
فيما قالت صوفيا عبد الهادى، مدير عام آثار مناطق الدرب الأحمر والسيدة عائشة، إن المياه تتسرب لمسجد الصالح طلائع، بسبب سوء شبكات المياه، والمسئولة عنها حى المنطقة.
وأوضحت صوفيا عبد الهادى، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن المياه التى تتسرب إلى مسجد الصالح طلائع من أضعف نقطة لتسريب المياه بشارع الدرب الأحمر، وسبق وتعاقدنا مع شركة المقاولون العرب لتنظيف محيط المسجد، وتم رفع جميع المخلفات، ولكن تعود المياه مرة أخرى، وجارى التعامل معها.
وأضافت مديرة عام آثار مناطق الدرب الأحمر والسيدة عائشة، أن الحل الوحيد لمنع تسريب المياه عن مسجد الصالح طلائع هو إصلاح جميع شبكات المياه بالمنطقة، لأن ما يحدث من تجمع المياه بالمجرة حول المسجد نتيجة ضعف هذه الشبكات.
وأشارت صوفيا عبد الهادى، إلى أنه يتم رفع جميع القمامة الناتجة عما يلقيه الأهالى، على سيارتين كبيرتين، ولكن تعاود الأهالى إلى إلقاء القمامة مرة أخرى، وذلك يعود لقلة وعيهم بقيمة المواقع الأثرية القديمة.
جدير بالذكر أن جامع الصالح طلائع بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، هو آخر ما بناه الفاطميون فى القاهرة "555 هـ ــ 1160م"، قبل سقوط الدولة الفاطمية بـ 11 عامًا، وأمر بإنشائه الوزير الصالح طلائع بن رزيك، والذى كان وزيرًا للخليفة الفاطمى الفائز، ثم للخليفة العاضد من بعده.
وأمر "ابن رزيك" ببناء المسجد ليدفن فيه رأس الإمام الحسين لكن الخليفة الفاطمى الفائز لم يمكنه من ذلك، حيث أشار عليه خواصه بأن رأس الإمام الشهيد جد الفاطميين يجب أن تكون فى القصر، فأعّد له الفائز مشهدا خاصا داخل باب الديلم أحد أبواب القصر الفاطمى.
جامع الصالح طلائع إحدى المساجد الكبيرة، وتبلغ مساحته 1522 مترا، ويطلق عليه الجامع المعلق، نظرًا لأنه كان يرتفع عند بنائه 4 متر عن مستوى الشارع الأرض، وللمسجد 4 وجهات مبنية بالحجر والوجهة الغربية أهم وجهات الجامع وبها الباب العمومى أمامه رواق محمول على 4 أعمدة من الرخام تحمل عقودًا مزخرفة عليها أفاريز من كتابات قرآنية بالخط الكوفى المزهر.
البوابة الحديدية