وجهت قوات الأمن، أمس الخميس، ضربة قاضية لعمليات التنقيب غير الشرعية بجبال جنوب البحر الأحمر، حيث شنت القوات أكبر حملة أمنية داخل الأودية الجبلية استغرقت ثلاثة أيام تمكنت خلالها من القبض على أكثر من 60 منقبا، ودمرت 37 سيارة يستخدمها المنقبون داخل الأودية الجبلية، وكذلك كمية من خام الذهب والأسلحة.
وبدأت حملة قوات الأمن على المنقبين غير الشرعيين بجبال البحر الأحمر، يوم الثلاثاء الماضى وبدأتها بمنطقة البرامية التابعة بمدينة مرسى علم والقريبة من الحدود بين جبال البحر الأحمر وأسوان، حيث داهمت القوات الأودية الجبلية بالمنطقة.
كما تمكنت قوات الأمن من مداهمة منطقة الفواخير الرابطة بين جبال البحر الأحمر ومدينة قفط التابعة لمحافظة قنا، حيث ألقت القوات القبض على أعداد كبيرة من المنقبين وبحوزتهم أسلحة جرينوف، وتمكنت من رصد وتدمير عدد كبير من السيارات بطائرة حربية، كما تمكنت من ضبط كمية من الذهب الخام.
من جانبه، قال مصدر أمنى، إن يوم الثلاثاء الماضى شنت قوات الأمن بالبحر الأحمر بالاشتراك مع قوات الأمن بمحافظة أسوان حملة مكبرة استهدفت القضاء على عمليات التنقيب غير الشرعية بالمناطق الجبلية المشهورة بالأودية الجبلية مثل منطقة البرامية والفواخير "منجم ذهب قديم"، مؤكدا أن تلك المناطق غنية بمعدن الذهب الخام.
وأضاف المصدر لـ"برلمانى" أن القوات تبادلت إطلاق النار مع المنقبين فى الأودية الجبلية، وأغلقت طريق مرسى علم – ادفو، وكذلك طريق القصير – فقط، منعا لهروبهم لمحافظات الصعيد، مشيرا إلى أنه تم ضبط عدد كبير من السيارات، بخلاف تدمير قرابة 37 سيارة أخرى تم رصدهم بطائرات حربية، بخلاف ضبط أسلحة مختلفة.
كانت "برلمانى" قد نشرت تقريرا الخميس الماضى، عن طرق جديدة يستخدمها المنقبون غير الشرعيين عن الذهب، بجبال البحر الأحمر، وتطوير أدائهم فى البحث والتنقيب، حيث أوضح التقرير الذى نشر بالصور والفيديو، أن عمليات التنقيب تستخدم فيها كسارات تستورد من الخارج لطحن الصخور الممزوجة بخام الذهب بعد انتهاء عملية التنقيب الفردية التى كانت تستخدم بأجهزة الكشف عن المعادن.
وقال "ح.أ" من الذين يعملون فى التنقيب غير الشرعى لخام الذهب بجبال البحر الأحمر، إن فى عام 2010 بدأت أول عمليات التنقيب غير الشرعية بأجهزة الكشف عن المعادن والتى تم استيراد تلك الفكرة من السودان.
وأضاف: أصبحت مصدر رزق لقاطنى المناطق الجبلية والقرى التى تقترب من تلك الجبال، حتى توسعت إلى أن جلبت العاملين فى عمليات التهريب الكبرى، والذين قاموا بتغير نشاطهم من تهريب الأسلحة وجلب المواد المخدرة.
وتابع "ح.أ" لـ"برلمانى": أصبحت طرق التنقيب عن الذهب بأجهزة الكشف عن المعادن شائعة، وغير مربحة للمنقبين لكثرة العمل بها من عدد كبير من الناس، ولعدم استخراجها كمية كبيرة، لا تتعدى الجرامات إلا عن طريق المصادفة، انتشرت مؤخرًا طريقة جديدة لاستخراج الذهب من الصخور والجبال عن طريق طحن الصخور بعد تكسيرها من الجبال داخل أجولة ونقلها إلى مكان "الكسارات".
وعن طريق استخراج خام الذهب بالكسارات قائلاً: إن المنقبين يكسرون كمية من الصخور وتعبئتها داخل أجولة وإحضارها للمكان الذى توجد بها الكسارة، يقوم العاملون بالكسارة بوزن كمية الصخور التى تم إحضارها وتقسيمها لأطنان، ومن ثمَّ بدء علمية الطحن بداخل الكسارة، وأثناء عملية الطحن يتم إضافة كميات كبيرة من الماء لها لتسهيل عملية الطحن.
وكسارة الذهب عبارة عن دائرتين حديديتين يصل وزنها إلى نصف طن، كل منهما تدور حول الأخرى داخل طبق حديدى كبير موصلتين بموتور موصل بمولد كهربائى خارجى، وتستغرق عملية طحن الطن الواحد قرابة 10 ساعات، ويقدر مبلغ الطحن للطن الواحد 1500 جنيه.
وعقب عملية طحن الصخور وامتزاجها بالماء داخل طبق الكسارة الكبير يتم التوقف لمدة لا تقل عن نصف ساعة، ثم يتم سكب كمية من مادة كيماوية منتشرة باسم "ماء ذئبق"، تعمل تلك المادة على رفع الذهب إلى السطح ثم يتم تجميعه بـ"مصافى" وصهره لتجميعه.
وقدر "ح.أ" سعر تلك الماكينة بأنه قد يصل إلى 200 ألف جنيه، مؤكدًا أن عدد الكسارات داخل نطاق مدينتى مرسى علم وإدفو لا يتعدى 10 ماكينات، مؤكدا أن عدد الزبائن الراغبين فى طحن الصخور لاستخراج الذهب يقفون فى طوابير أمام الكسارات.