الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 11:04 ص
صبرى الديب

صبرى الديب

سقوط الصفوة

12/3/2015 12:20:12 PM
لا أعتقد أن الصفوة الذين افترض فيهم الشعب أنهم سيقودون الانتخابات البرلمانية، وسيكونون واجهتها، قد قادوا العملية بالصورة المحترمة التى يرتضيها المصريون، الذين انتظروا منهم أن يضربوا المثل والقدوة وكيف تكون المنافسة؟، بعيدًا عن التراشق والتطاول والاتهامات والإهانات (العلنية) فى المؤتمرات العامة، وعلى شاشات الفضائيات، والتى قللت منهم جميعًا، وانعكست بشكل سىء على كل الدوائر الانتخابية فى مصر، بصورة فتحت الباب لكل أنواع البلطجة وشراء الأصوات وتمزيق اللافتات، واستخدام كل وسائل المنافسة الغير شريفة من أجل حسم المقاعد، ووصول من لا يستحق لتمثيل الشعب تحت قبة البرلمان.

فهل من الطبيعى أن نرى بعد ثورتين قام بهما الشعب من أجل الحصول على حريته فى الاختيار والتعبير، وأن يرتقى بنفسه وسلوكياته، أن نرى مستوى الحوار يصل بين الفريق (حسام خيرالله)، الذى طرح نفسه يومًا كمرشح لرئاسة الجمهورية، بعد أن شغل منصب وكيل جهاز المخابرات العامة، واللواء (سامح سيف اليزل) الذى عمل بذات الجهاز ووثق الشعب فى تحليلاته وكل ما يطرحه من معلومات خلال السنوات الماضية، و(أسامة هيكل) رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى، والذى شغل منصب وزير الإعلام ، والمستشارة (تهانى الجبالى) التى كانت يومًا عضوًا فى المحكمة الدستورية العليا، التى تمثل أعلى سلطة قضائية فى البلاد، ومرتضى منصور رئيس نادى الزمالك، والكاتب الصحفى عبد الرحيم على، وينحدر بهم مستوى الحوار إلى مثل هذا الشكل، وأمام الجميع، من أجل أن يقلل كل منهم بالآخر، والفوز بأكبر عدد من المقاعد، دون الالتفاف إلى السقوط المروع لهم جميعًا أمام الشعب.

فهل من المعقول أن يصل الأمر بـ (أسامة هيكل) إلى اتهام (حسام خير الله) القيادى بقائمة التحالف الجمهورى، بانتحال صفة فريق.

وفى المقابل رد خيرالله قائلًا: (سيف اليزل هو اللى خلاه يقول كده، وأن سامح سيف اليزل ليس على رتبة لواء وإنما خرج إلى المعاش برتبة عميد؛ لأسباب أتحفظ عن الإعلان عنها، وبقولهم اسكتوا وخلوا الطابق مستور.

ردّ أسامة هيكل، مره أخرى قائلًا: (ده كلام فارغ، وأنا مش صغير علشان حدّ يخلينى أقول كلام، وأنا كنت وزير ومش بنتحل صفة، ولا فيه حد من أعضاء القائمة بينتحل صفة مش صفته، وإحنا أمناء لدرجة أننا كتبنا صفاتنا على موقع القائمة).

ودخلت المستشارة (تهانى الجبالى) مؤسس التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية، والمرشحة على رأس قائمتها بقطاع القاهرة ووسط الدلتا، على الخط متهمة سيف اليزل وهيكل بالقاء عزمى عبد الفتاح المنتمى لجماعة الإخوان بالكويت، لإتمام صفقة مع قيادات الجماعة، وعقد صفقة سياسية معهم للتصويت لصالح "فى حب مصر"، وأن هناك لقاءً آخر جمع بين قيادات الجماعة الإرهابية ومنسقى "فى حب مصر" بالعاصمة الفرنسية باريس، وأن سيف اليزل عرض عليها الدخول فى القائمة، وأنها رفضت لأن هناك أسماء موجودة فى القائمة لا يصح أن تضع اسمها بجوارها.

ورد أسامة هيكل على الجبالى قائلا: (قولتلك للمرة المليون اعقلى)

وردت الجبالى: (لم أعتد فى حياتى أن أرد على سفاهات وأترك هذا يسقط تحت أقدامى).

واستمرارًا للسقوط، اتهمت قيادات "فى حب مصر" المستشارة تهانى الجبالى بأنها فلول، وأنها تساعد إيران والمد الشيعى.

ورد سيف اليزل بالقول: (إن شعبية الجبالى تراجعت، هى تعرف أننا مكتسحين، وهى كانت ترغب أن تكون رئيسة البرلمان، وأنها عندما وجدت أن الأمور تسير ضد قائمتها قبلت أن تقول ذلك، على أمل أن تحظى بنسبة أصوات تمكنها من الوصول إلى رئاسة المجلس، ولكن للأسف الأمور تحولت ضدها).

ولعل أكثر مراحل السقوط فى تلك الانتخابات قد تمثلت فى فتح الإعلامى أحمد موسى الهواء، خلال مرحلة الإعادة للجولة الأولى، للمستشار مرتضى منصور، وعبد الرحيم على، ليتهما المرشح عمرو الشبكى بأبشع التهم، لمجرد أنه يدخل الإعادة ضد نجل مرتضى منصور.

أؤكد أنه رغم نجاح أغلب القيادات فى الاستحواذ على مقاعد البرلمان، إلا أنهم جميعًا سقطوا سقوطًا مروعًا أمام الشعب، الذى انتظر منهم أن يكونوا المثل والقدوة فى زمن ضاع فيه المثل والقدوة

هنيئًا للصفوة بالحصانة.. وكل العزاء على سقوطهم المروع أمام الشعب.



print