توظيف الأموال القسرى والنصب الاختيارى هذه النكتة معروفة وشائعة من قرون منسوبة لجحا عندما استلف من جاره حلة، وأعادها له اثنتين، وقال له إنها ولدت، ثم استلف باقى الأوعية وأخبره أنها ماتت وهى تلد».. هى نفسها قصة النصب باسم توظيف الأموال، والنصب السياسى الذى يمارسه عدد من المحترفين يبيعون الوهم، ويتاجرون فى النضال. وهم ليس إلا نصابين.
خلال أقل من أسبوع رأينا عددا من حوادث النصب والتلاعب باسم توظيف الأموال، منها قضية الناشطة الشابة ياسمين التى اختفت نهاية أكتوبر الماضى، وحظى اختفاؤها باهتمام من بعض المنظمات الحقوقية التى اتهمت الحكومة بإخفائها قسريا وتوقيفها فى مطار القاهرة، ونفت الداخلية توقيف الفتاة، لكن أحدا لم يصدق، خاصة أن هناك محترفين أعلنوا هذا.
حتى تكشف أخيرا أنها ووالدها نصبا على مواطنين وحصلا منهم على 4 ملايين جنيه بزعم توظيفها، وبالفعل صرفا أرباحا لعدة أشهر بنسبة %15 شهريا قبل أن يتوقفا ويتعثرا وتتكرر القصة.
القصة تكررت مع رضوى، السيدة التى تزوجت من شاب توفى، وصنعت من وفاته حالة إنسانية استدرت عطف سكان مواقع التواصل، ثم افتتحت سلسلة محلات أزياء وأعلنت أنها تبيع الاسم التجارى لمحلات مليكة بـ70 ألف جنيه، ثم جمعت ملايين قدرت بـ15 مليونا، أو أكثر وكالعادة هربت إلى قطر وظهرت فى فضائية لتعلن أنها فشلت لأنها واجهت حربا من النظام فى مصر.
دعنا من أن هناك زعم اختفاء ياسمين قسريا لكونها ناشطة مدنية، أو ادعاء رضوى أنها واجهت حربا، ولنتوقف عند كون السيدتان أوهما بعض المواطنين بتوظيف الأموال وبعد كل القضايا التى تفجرت من المستريح لغيره، مازال هناك من يصدق أن المال يمكن أن يلد هذه النسبة من الأرباح.
ومثلما كان هناك من يصدق أن النصابة ياسمين اختفت قسريا، وجدت من يصدق إمكانية أن الفلوس تلد أرباحا ضخمة، تكرر الأمر مع رضوى التى جمعت ملايين وهربت وادعت أنها واجهت حربا، مع أن الأمر كله عبارة عن نصب.
وطبعا كل نصاب يحتاج إلى طماع، ومع أن هناك عشرات القضايا لنصابين باسم توظيف الأموال، هرب بعضهم وتم القبض على آخرين، لكنا نرى عشرات يواصلون منح أموالهم بكل هدوء.
ونكتشف بالرغم من الحديث عن أزمات مالية أو تعثرات، أن عشرات الملايين تخرج من الجيوب إلى جيوب النصابين. والجديد فى قضية نصب ياسمين ورضوى، أنه تم نصب الشباك هذه المرة على شبكات التواصل الاجتماعى، وهناك من دفع لرضوى ملايين بناء على إعلان على فيس بوك، ولم يلتق بها أو يراها، ولا شاهد نتيجة للتوظيف ولا أنشطة تجارية أو صناعية.
وأنه تم التمهيد لهذا النصب باسم العمل الإنسانى أو الحقوقى. وأن الضحايا لايتعلمون من تجارب مئات قبلهم تعرضوا للنصب الاختيارى، من دون ضغوط أو «قسر». وكأنهم يقولون للنصابين اخدعونا من فضلكم.