الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 05:08 ص
أحمد التايب

أحمد التايب

"قُبلة إلى ست الحبايب"

3/19/2016 3:23:35 AM
الأم أنهار من الحنان والعطاء لا تنضب ولا تجفّ، فهى متدفّقة دائماً بالكثير من العطف الذى لا ينتهى، فمن الجميل أن يكون لديك أفخر أنواع السيارات وأحدثها، ومن الرائع أن تمتلك فيلا عظيمة وزوجة جميلة وأموالا لا حصر لها، ولكن الأجمل من هذا كله أن تكون لديك أم تقبلها كل صباح ومساء، وربما لا تعرف حجم الحب الذى يكنه قلب أمك لك، ولكن عندما تتزوج وتنجب الأبناء ستعرف مقدار الحب الذى يكنه الآباء لأبنائهم، وإذا لم تحس بعد ذلك بمقدار الحب الذى أحدثك عنه الآن، فتأكد يا عزيزى بأن قلبك صخرة صماء!

فكل شىء يا عزيزى يعوض فى هذه الدنيا الزائلة اللاهية، فزوجتك يمكنك أن تطلقها وتتزوج من هى أفضل منها، وأبناؤك تستطيع أن تُنجب غيرهم، وأموالك تقدر على جمع غيرها، لكن أمك الشىء الوحيد الذى إذا ذهب لا يعود أبدا!

عزيزى.. هل هناك مثلى له أم كأمى، فكل منا أمه فى عينيه منبع ومنهل ومصدر للأمان والراحة والحب والطمأنينة، ولكن هذه أمى تلك السيدة التى لا يمكن أن يجود الزمان بمثلها فهى نسخة واحدة، فلم تمل يوما منى رخامتى، ولم تبد أى ضجر من أنانيتى، ليس فقط لأنها أمى، بل لأنها البئر الذى يخبئ كل أسرارى وأفكارى، وإنها أجلّ وأعظم نعمة أكرمنى الله بها.

فى عيدك يا أمى.. أبحرت بين الكلمات لأنتقى ما يليق بك لكننى لم أجد غير لحن اسمك ولفظ أمى، فكل عام وأنت تاج على رأسى، وفرحة قلبى، ودرب روحى، أطال الله بعمرك يا شجرة من الخير والعطاء يا صاحبة الدعاء الذى يحفظنا.

حفظك الله لنا يا وجه المرمر، ويا وردة من عقيق وألماس، ويا نبع العطاء ومرفأ الزمان، وياعطر المسك المسكوب من الفردوس ويا ضاحكة الروح وماسحة الرأس وشافية الدمع ويا بلسم الحياة وجنة الحب والوفاء.

أمى.. أشتاق إلى ضمك لصدرى وشم عطرك، وأشتاق إلى قُبلة يدك، والجلوس عند قدمك، وأشتاق كفك يمسح شعرى ويربّت على كتفى، وأشتاق أن أسرق اللحظات بقربك والإبحار فى عينيك، فكم قاسية هى الغربة إذ حالت بينى وبين صباح ابتدأه بقبلة، لكن هى الأقدار من رسمت الحدود والبلاد بيننا، لكن أبدا لن تفرق بين أرواحنا، فكل عام وأنت ناعمة عاطرة ساجدة وذخرا لنا.

print