كتب الصحفى الكويتى الشهير ورئيس تحرير جريدة (السياسة الكويتية) أحمد الجارالله، مقالا بعنوان (مصر أكبر) تناول فيه حادث اختطاف الطائرة المصرية الأخير، متعجبا ومندهشا من تناول عدد من وسائل الإعلام المصرية، ومن يطلقون على أنفسهم خبراء استراتيجيين، الحادث، بإقامة وصلات من اللطم تارة، وإقامة حفلات البكائيات تارة أخرى، وظهور حالة من التشفى فى الحادث تارة ثالثة.
وقال الجارالله نصا: «إن العالم يشهد يوميا مئات الحوادث التى يرتكبها مختلون عقليا، وتنتهى آثارها عقب إلقاء القبض على الفاعل، تماما مثلما حدث فى العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الأسابيع الماضية، وآخرها إطلاق رجل النار أمام مقر الكونجرس، وكإجراء وقائى أغلقت الشرطة محيط البيت الأبيض، لمدة ساعتين كاملتين ثم عادت الحياة إلى طبيعتها».
وأضاف الجارالله: «إن محطات التلفزة الأمريكية لم تحجز ساعات طويلة للتحليل واستطلاع الرأى، كما حدث فى مصر منذ يوم الثلاثاء الماضى عندما أقدم معتوه على اختطاف طائرة، فقامت الدنيا ولم تقعد».
وقال الجارالله: «إن التحليلات السياسية والاقتصادية كثرت، وتحول المشهد إلى مباراة بين المحللين، الذين لم يتركوا مثلبة إلا وألصقوها بسلطات بلدهم، فهل إلى هذا الحد يصبح سعى البعض إلى السلطة أو المنصب، أو الانتقام هداما حتى للقيم الوطنية؟».
الجارالله استطرد حديثه فى المقال المؤثر والموجع قائلا: «ما سمعناه وما قرأناه هو أمر خطير جدا فى تحويل كل حادثة عابرة مناسبة لقصف المؤسسات الرسمية بمنجنيقات ترهات لتشويه صورة بلد كمصر، فالمعارضة الحقيقية هى التى تنتقد من أجل تصحيح خلل، وليس للهدم وكأنها منازلة كبرى على مبدأ علىَ وعلى أعدائى».
هذا المقال الكاشف، الفاضح لمخططات الذين نصبوا أنفسهم محللين استراتيجيين، إنما هو شهادة من شخص بقيمة وقامة أحمد الجارالله، كويتى الجنسية، ولا يمكن أن نصفه بالمطبلاتى لنظام السيسى، وهو الرجل الذى لا يحتاج أن ينافق أو يطبل للسيسى، وإنما يصف المشهد بمشرط جراح ماهر، ويكشف حقيقة المزايدين والمسخفين المسفهين من كل شىء، والذين يجيدون توظيف أى حدث لخدمة أهدافهم الرامية لتشويه الأوضاع، وإثارة الفوضى.
مقال الجارالله، يوضح حقيقة الذين نصبوا أنفسهم محللين استراتيجيين، والحقيقة أنهم محللو (بول وبراز) يقذفون به المصريين لإثارة اشمئزازهم وقرفهم من كل شىء.
هؤلاء بدأوا تحليلهم لحادث اختطاف الطائرة بسؤال ساذج عن كيف لرجل صحيفة حالته الجنائية تضم 16 قضية متنوعة ما بين السرقة والتزوير والنصب والاحتيال، ومع ذلك الأمن سمح له بالسفر على الطائرة؟
والإجابة سهلة وبسيطة لطالب فى المرحلة الابتدائية، أن الرحلة كانت داخلية، ما بين الإسكندرية والقاهرة، وليست رحلة إلى خارج البلاد، بجانب أيضا أن قرار المنع من السفر هو اختصاص أصيل للنائب العام.
المصيبة أن هناك صحفيا تولى رئاسة صحيفة قومية، لفترة قبل أن يحال على المعاش، ويتحول إلى كاتب مقال، طرح نفس الأسئلة التى طرحها محللو (البول) الاستراتيجى، وحاول أن يدس السم فى العسل عندما تطرق إلى «انفرادى» بنشر صحيفة الحالة الجنائية لخاطف الطائرة فى «اليوم السابع» قبل أن تصدر وزارة الداخلية بيانها الرسمى عن المتهم، وكأن الرجل يحاول أن يعاقبنى على انفرادى، وتناسى أننى صحفى، دورى البحث عن المعلومة، والسبق فى النشر. حادث اختطاف الطائرة، ومن قبله، حادث مقتل الشاب الإيطالى (ريجينى)، عرى تماما كل المتآمرين على هذا الوطن، بداية من حالة التشفى فى الحادثين، وكأنهم يريدون من إيطاليا وأوروبا وأمريكا التدخل فى الشأن المصرى، وتدمير اقتصادنا، لا لشىء إلا أن لديهم خصومة، ومن الكارهين للسيسى ونظامه.
هؤلاء يدافعون فقط عن مقتل (ريجينى) وينظمون وقفات أمام السفارة الإيطالية ضد مصر، وأقاموا الأفراح وليالى الملاح، لحادث اختطاف الطائرة، ونصبوا أنفسهم محامون ومدافعون عن الجمعيات والمنظمات المتورطة فى تلقى تمويلات من الخارج بهدف زعزعة الاستقرار فى مصر، أى أن هؤلاء يتآمرون على البلاد من الداخل، تحت شعارات كاذبة ووهمية، لذلك نطالب الدولة، أن تضرب بيد من حديد، وتنظف الساحة من هؤلاء، وفقا لصحيح القانون.