من الموز والقهوة إلى الخمور.. مواد غذائية تتأثر برسوم ترامب الجمركية.. ضربة قوية للمشروبات الكحولية بالمكسيك بعد التعريفات على العلب الألومنيوم.. تضرر زيت الزيتون الإسبانى.. ومخاوف كبيرة من نشوب حرب تجارية

تتأثر العديد من المواد الغذائية من الروبيان والموز والقهوة والكاكاو، إلى الخمور وزيت الزيتون والأدوية، بالرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى عدد من الدول، سواء فى أمريكا اللاتينية أو أوروبا، مع وجود مخاوف كبيرة من نشوب حرب تجارية.

وتفرض هذه السياسة، التى ستدخل حيز التنفيذ فى 5 أبريل، تعريفة جمركية بنسبة 10% على السلع المستوردة من الولايات المتحدة، ورغم أن هذا الإجراء يسعى إلى تحقيق التوازن فى الميزان التجارى لواشنطن، فإنه يثير المخاوف.

 

وتلقت الولايات المتحدة، الشريك التجارى الرئيسى للإكوادور، ما مجموعه 5.043 مليار دولار أمريكى من الصادرات غير النفطية فى عام 2024، وفقًا للبنك المركزى الإكوادورى، ومن بين هذه الكمية، لعبت هذه المنتجات مثل الروبيان والموز والقهوة والكاكاو دورًا رائدًا، وخاصة فى السوق الأمريكية الشمالية، ومع ذلك، فإن التعريفة الجمركية الجديدة قد تجعل هذه السلع أكثر تكلفة، مما يؤثر على قدرتها التنافسية مقارنة بالموردين الآخرين ويجبر المنتجين على البحث عن بدائل فى بيئة اقتصادية صعبة بالفعل.

 

وفى بيان مشترك، أكدت وزارة الخارجية ووزارة الإنتاج والتجارة الخارجية والاستثمار والثروة السمكية أنه على الرغم من التأثير، فإن التعريفة الجمركية البالغة 10% المفروضة على الإكوادور منخفضة مقارنة بدول مثل الهند (26%) وفيتنام (46%) أو تايلاند (36%)، وهى دول منافسة مباشرة فى قطاعات مثل الروبيان، ورغم ذلك، يواجه قطاع التصدير فى مانابى آفاقاً غير مؤكدة، مع انقسام الآراء بشأن العواقب على المديين القريب والبعيد.

 

وسوف يتأثر الموز أيضا بـ جمارك ترامب، حيث أنه فى عام 2024، صدرت الإكوادور 126 ألف طن من الموز إلى الولايات المتحدة، بقيمة 82 مليون دولار أمريكى.
 

وتواجه زراعة الكاكاو والقهوة أيضا تحديات، وفى عام 2024، بلغت صادرات الكاكاو إلى الولايات المتحدة 484 مليون دولار بحجم 85 ألف طن، فى حين بلغت صادرات القهوة 45 مليون دولار بحجم 9 آلاف طن، وستضطر هذه المنتجات، التى كانت تتمتع فى السابق برسوم جمركية صفرية، الآن إلى تحمل الضريبة الجديدة، وهو ما قد يؤثر على موقعها فى سوق شديدة التنافسية.

 

وصدرت كولومبيا، المعروفة عالميًا بإنتاج أجود أنواع القهوة، ما قيمته 337 مليون دولار أمريكى من القهوة غير المحمصة إلى الولايات المتحدة بين يناير وفبراير 2025، وهو ما يمثل نموًا يزيد عن 90% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

 

وستشمل واردات زيت الزيتون والكحول من إيطاليا وإسبانيا واليونان برسوم جديدة مقدارها 20% تفرض على الاتحاد الأوروبى اعتبارا من التاسع من أبريل، وأيضا يخضع أرز الياسمين التايلاندى لرسوم بنسبة 36%، فى مقابل 26% لأرز البسمتى والقريدس من الهند.

 

وقال ترامب على منصته "تروث سوشيال": "ما لم ترفع هذه الرسوم فوراً، فستفرض الولايات المتحدة قريباً رسوماً جمركية نسبتها 200% على كافة أنواع النبيذ والشمبانيا والمنتجات الكحولية الصادرة عن فرنسا وبلدان أخرى ممثلة فى الاتحاد الأوروبي".

 

أما البيرة المكسيكية فإنها تتلقى ضربة موجعة بسبب تلك الرسوم التى فرضها ترامب على علب الألومنيوم، حيث أضافت الولايات المتحدة، أكبر مستورد للبيرة المكسيكية، علب الألومنيوم المخصصة للمشروب الكحولى إلى قائمة المنتجات الخاضعة لضريبة بنسبة 25%، وتولد هذه الصناعة 6.2 مليار دولار سنويا من المبيعات الخارجية.

 

وتطبق الرسوم الجمركية البالغة 25%، والتى دخلت حيز التنفيذ منذ 12 مارس على جميع واردات الألومنيوم والصلب، الآن على مشتقين محددين للغاية من المادة الأولى: العلب الفارغة وعلب البيرة، بدءا من ليلة الخميس. إنها ضربة موجعة لصناعة تحقق أرباحاً تقدر بنحو 6.2 مليار دولار سنوياً من المبيعات الخارجية، والتى يتركز معظمها فى الدولة الشمالية.

 

كما أنه من الواضح أن القطاعات الإسبانية سوف تكون الأكثر تضررا من ضربة ترامب، بما فى ذلك قطاعى الأدوية والأغذية الزراعية، مع قيادة قطاعى زيت الزيتون والنبيذ الطريق فى الحرب التجارية.

 

وتأتى هذه الزيادة فى التعريفات الجمركية فى وقت أصبح فيه الميزان التجارى الثنائى بين الولايات المتحدة وإسبانيا ــ الفرق بين قيمة صادرات وواردات البلدين ــ لصالح الأولى. وهذا يعنى أن إسبانيا تستورد من الولايات المتحدة أكثر مما تصدر. وتعانى إسبانيا من عجز بقيمة 22 مليار دولار مع الولايات المتحدة، "وهذا العجز مرتفع بشكل خاص فى قطاع الطاقة، الذى يصل إلى 67 مليار دولار، وقطاع الأدوية، بـ6 مليارات دولار، وقطاع السيارات، بـ400 مليون دولار"، كما يشير إنريكى فياس وفيديريكو شتاينبرج، الباحثان فى معهد إلكانو الملكى.

 

ومع ذلك، تتمتع إسبانيا بفائض على أكبر اقتصاد فى العالم فى قطاع السلع الرأسمالية (مليار دولار) والقطاع الزراعى الغذائى (900 مليون دولار)، لذا فإنها ستكون واحدة من أكثر البلدان تضررا من الحواجز التجارية التى سينفذها ترامب بدءا من اليوم. وبذلك، أصبحت الولايات المتحدة الوجهة الرائدة خارج أوروبا بالنسبة للأغذية والمشروبات الإسبانية، بمبيعات بلغت 3.5 مليار يورو، وهى سابع أكبر شريك تجارى لها.

 

ومن بين الصادرات الزراعية الإسبانية إلى الولايات المتحدة، يبرز زيت الزيتون، حيث تقدر قيمة مبيعاته بنحو مليار يورو؛ تليها النبيذ (335 مليون) والزيتون (200 مليون)، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة والثروة السمكية والأغذية لعام 2024.

 

ويعتقد رافائيل بيكو، نائب مدير جمعية صناعة وتجارة تصدير زيت الزيتون الإسبانية (أسوليفا)، أن ريادة صادرات زيت الزيتون إلى الولايات المتحدة "هى نتيجة للاستثمار الكبير الذى قامت به الشركات الإسبانية هناك"، وأنها "لن تقف مكتوفى الأيدي" فى مواجهة الرسوم الجمركية الجديدة.