الثلاثاء 5 إبريل،وغدا الاربعاء 6 إبريل يوما الحسم حسبما يراهما المراقبون والمتابعون عن كثب لقضية مقتل الشاب الإيطالى «ريجينى»، نظرا لأمرين مهمين، الأول اللقاء العاصف والحاسم بين فريقى التحقيقات المصرى ونظيره الإيطالى غدا ، ومبارزة الوثائق والأدلة بين الطرفين، وفى ظل التسريبات «المجهولة» وغير الموثقة التى تتحدث عن حقيقة مقتل «ريجينى»، ومحاولة توجيه دفة الاتهام إلى جهات بعينها بهدف توريطها، والثانى جلسة البرلمان الإيطالى لسحب الثقة من حكومته اليوم.
تعالوا نعترف إن الدولة، وكالعادة، فشلت فى إدارة ملف مقتل «ريجينى»، ولم تستطع أن تقدم إجابات شافية وواضحة عن الجريمة، وحدث تخبط «بحسن نية» وسط البحث عن الجانى وإلقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة لإغلاق الملف نهائيا، خاصة فى ظل حالة من حالات التربص بالدولة للأسف من الداخل والخارج، ومحاولة حثيثة لتوظيف الحادث لخدمة أهدافهم. نعلنها وبوضوح، تلاقى المصالح الشريرة بين خونة الداخل، ومتآمرى الخارج، انتهزوا فرصة مقتل الشاب الإيطالى، وشكلوا لوبى للضغط على مصر، وإحراج مؤسساتها، واستبقوا نتائج التحقيقات، وقفزوا على الحقائق، لتوجيه دفة الاتهامات بفعل فاعل، ودون أدنى ضمير وطنى أو أخلاقى، وكأن الهدف والجائزة الكبرى إسقاط المؤسسات الأمنية، لمنح مفاتيح البلاد لكل خصومها يعيثون فى أراضيها فسادا، وإثارة الفوضى الخلاقة، وتقسيم البلاد، وتحويلها إلى مستنقع أسوأ مما تغرق فيه الآن سوريا وليبيا.
هؤلاء الخونة، لم يدركوا أن العراق والصومال واليمن وليبيا ولبنان وسوريا، ركبوا قطار الاندثار، ولم يتبق من الوطن العربى إلا مصر ودول الخليج بجانب المغرب والجزائر، وأن المخططات الهادفة لإسقاط مصر، إنما تأسيسا على أن القاهرة قلب الأمة النابض، وإن سقطت انهار الجسد العربى كله، ولن يتبقى من الدول العربية أى أثر على الخريطة الجغرافية.
غدا يوم ساخنا جدا، إن لم يكن مصيريا بالنسبة للعلاقة بين مصر وإيطاليا من ناحية، ودول الاتحاد الأوروبى من ناحية أخرى، حيث لقاء فريقى التحقيقات فى مصر وإيطاليا، واليوم جلسة عاصفة للبرلمان الإيطالى ومحاولة طرح الثقة فى الحكومة، بعد أن وظفت المعارضة الإيطالية حادث مقتل «ريجينى» لمصلحتها أيضا، لتوجيه ضربة قوية ومهمة للحكومة الحالية.
فى كل الأحوال الأمر جد خطير، سواء تم سحب البرلمان الإيطالى الثقة من حكومته، أو ظهرت أدلة قاطعة مانعة تورط مؤسسات مصرية رسمية فى مقتل ريجينى، وكلا السيناريوهين كارثان، واستطاع خونة الداخل ومتآمرو الخارج أن يضعوا مصر فى هذا المأزق، بجانب أيضا تصرفات صبيانية من مراهقى النشطاء ومدعى الثورية ونخب العار، ومن بعض المنتمين للمؤسسات الرسمية.
وما أدل على ذلك ما فعلته «أم خالد سعيد» من تصرف غريب وخطير، ويكشف عن حجم الكراهية التى تحملها هذه السيدة ضد بلادها للدرجة التى تدفعها أن تصور مقطع فيديو، مترجم بلغتين، تشيد «بالشهيد ريجينى» وتتعاطف مع أسرته ضد هؤلاء، تقصد الشرطة المصرية، وكأنها توجه اتهاما صريحا مفعما بشهادة موثقة منها لتقدمها للجانب الإيطالى يكشف أن الجانى هو الأمن.
هذه السيدة بشهادتها وجهت طعنة لظهر الوطن بخنجر مسموم وبكل عنف، لتحطيم وتقطيع فقرات عموده الفقرى، وشل حركته، وإفقاده القدرة على ممارسة حياته الطبيعية، وأن الجانب الإيطالى رحب بهذا الفيديو لإثبات أن الجانى هو الأمن، وبشهادة من أهلها صوتا وصورة وترجمة إلى لغتين الإيطالية والإنجليزية، بجانب خطة الاستعانة بصورة خالد سعيد، ومقارنتها بصورة ريجينى للربط بأن الفاعل واحد.
أى خيانة تسكن جينات هؤلاء الذين قفزوا على المشهد وادعوا الثورية والوطنية، وهم أبعد عن الوطنية بُعد السماء عن الأرض، وسيمر اليوم إن شاء الله مرور الكرام، وأن الله سبحانه وتعالى سيدحض كيدهم، ويدمر مخططاتهم.