تتخبط مدينة ريو البرازيلية بين الدعارة والجريمة أثناء الأولمبياد التى تستضيفها وكلفتها 7 مليار جنيه استرلينى على الأقل، ومن بين 12 ألف بائعة هوى فى المدينة توجد قاصرات اضطررن لبيع أجسادهن مقابل الفتات على بعد مسافة قصيرة من الحديقة الأوليمبية، بحسب صحيفة الميرور البريطانية.
فقال "مات روبير"، مدير منظمة خيرية برازيلية، للصحيفة أنه تم كشف بيت دعارة متخصص فى تقديم الفتيات القاصرات أمام الحديقة الأوليمبية مباشرة قبيل الأوليمبياد، وهذا فقط ما تم اكتشافه. واضاف روبير أن استغلال الأطفال قد يكون ميراث ريو من بعد الأولمبياد، وليس المجد الرياضى.
وخارج المدينة، على بعد 50 دقيقة من قرية ريو الأوليمبية، يستغل سائقو الشاحنات فتيات صغيرات قد تصل أعمارهن لتسع سنوات من أجل الجنس. ففى الطريق BR-116 الذى يؤدى لمدينة "ساو باولو"، حيث ستجرى مباريات كرة القدم الأوليمبية، هناك 262 استراحة للشاحنات، ويعرض السائقين والمهربين المال لأسر الصغيرات الفقيرات على طول هذه الطريق مقابل استغلالهن جنسيًا، طبقًا للميرور.
وشهدت ريو زيادة كبيرة فى نسبة الجريمة مؤخرًا بألفى جريمة قتل فى السبع شهور الأولى من هذا العام، كما اندلعت المظاهرات قبل الأوليمبياد بسبب عمليات إخلاء السكان الفقراء من مساكنهم والإنفاق الكبير على تجهيزات المسابقات.
وتحكم الميليشيات منطقة "روشينا فافيلا" غربى ريو حيث أسكنت الحكومة الفقراء بعد إخلائهم، فكان كل هذا بالإضافة إلى الاقتصاد المتدهور سببًا للجوء العديد من النساء والفتيات للدعارة، بحسب الجمعيات الخيرية.
موسم التخفيضات.. وبائعات الهوى "يطمحن" لعلاقة مع الأبطال
وفى منطقة "فيلا ميموزا"، وهى أشهر وأقدم منطقة للدعارة فى ريو، قامت بائعات الهوى بطباعة إعلانات للزبائن، عارضات تخفيضات على العلاقات الجنسية بسعر يبلغ 60 ريال برازيلى، وهو يقرب من نصف السعر المعتاد، على حد قول الصحيفة.
وقالت الصحيفة أنه يوجد 3 آلاف امرأة تعرض خدماتها الجنسية فى فيلا ميموزا وحدها، وبحسب أحد الإعلانات المكتوبة بالإنجليزية، فإن الساعة الواحدة للعلاقة أثناء الأوليمبياد تبلغ 60 ريال بدلًا من 90 ريال، أما العلاقة مع فتاتين فى الوقت نفسه فتبلغ سعرها 40 ريال للفتاة الواحدة فى نصف ساعة و80 ريال للساعة الكاملة.
وأضافت أنه بالرغم من التخفيضات، فلم تجن هذه التجارة ما توقعه القائمون عليها، فكما حدث فى كأس العالم الذى نظمته البرازيل قبل عامين، تجنب الزائرين هذه الأماكن لخوفهم من السرقة.
وفى فيلا ميموزا، على بعد ميل من استاد "ماركانا"، قالت بائعة هوى تدعى "تاتيان"، وعلى ظهرها وشم لتنين وعلى عينيها ظل جفون أزرق وحلق فى سرتها والحد الأدنى من الملابس التى تستر بدنها، إنها تعلمت أن تقول بالإنجليزية "أهلًا يا حبيبى، هل تريد شيء شهى؟ دعنا نقضى وقتًا ممتعًا".
وترى تاتيان ما بين 15 إلى 20 زبون فى يوم الجمعة والأحد والاثنين من 3 مساءًا إلى 9 صباحًا. وتأخذ تاتيان زبائنها على سلم حلزونى خلف الحانة التى تعمل بها إلى غرفة تبدو كزنزانة بها فراش واحد وكرسى بلا ظهر وسلة مهملات.
أما زوج تاتيان، فيظن إنها تعمل مديرة لحانة، وقالت تتيان أنه "سيقتلنى إذا اكتشف الأمر، وأنا أحب هذا العمل، أنه مال سهل، وأنا أستهدف الرجال الإنجليز فأنا أسمع إنهم يحبوننا نحن النساء البرازيليات المثيرات".
وبالقرب من شاطئ "كوباكبانا" فى ريو، قالت عاملة الجنس "جوليانا" إنها تستعمل موقعى التواصل الاجتماعى "فيسبوك وتويتر" لجذب الزبائن الغربيين، قائلة "إن كل الفتيات هنا يطمحن لأن يكونوا مع رياضى أوليمبى".
وأضافت "إن الأولمبياد فرصة لمقابلة أشخاص لطيفين لديهم المال، وربما الهرب وترك هذه الحياة خلفنا".