رفع حجاج بيت الله الحرام، أكف الضراعة لله عز وجل بالدعاء والبكاء، فوق جبل "الرحمة" فى مشعر عرفة، لا فرق بين غنى ولا فقير ولا أبيض ولا أسود، لباسهم واحد ولسانهم واحد وهتافهم واحد "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".
واحتشد ضيوف الرحمن على جبل عرفات منذ الصباح الباكر، عقب انتهائهم من قضاء يوم "التروية" فى مشعر "منى"، وذلك تلبية لنداء خليل الرحمن إبراهيم "عليه السلام"، بعد أن جاءوا من كل فج عميق إلى أطهر بقاع الأرض التى شهدت مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، تاركين المال والأهل والولد، طامعين فى مغفرة الله ورضوانه.
ورصدت "برلمانى" قيام الحجاج المصريين برفع علم مصر أعلى قمة جبل الرحمة بعرفات، وذلك بعدما بدأ الحجاج فى الساعات الأولى من صباح اليوم التوافد على صعيد جبل عرفات، لتأدية الركن الأعظم من الحج.
كما رصد "برلمانى" كثافة رجال الأمن والمرور والدفاع المدنى والكشافة وغيرها من الجهات الحكومية المساندة عبر مواقعهم المعدة لتنظيم حركة السير ومساعدة ضيوف الرحمن الذين يقدر عددهم بـ1.5 مليون حاج، فيما حلقت الطائرات العمودية فوق الطرقات التى يسلكها ضيوف الرحمن لمتابعة رحلتهم إلى صعيد عرفات وفق خطة الحركة المرورية والترتيبات المساندة لسلامة الحجاج.
ويؤدى حجاج بيت الله الحرام اليوم صلاتى الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بآذان واحد وإقامتين فى مسجد نمرة اقتداء بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام القائل "خذوا عنى مناسككم".
وفى مشهد مهيب وجمع راجٍ رحمة ربه وابتغاء مرضاته فى هذا اليوم المبارك، أفضل يوم طلعت عليه الشمس، يقف الحجاج على صعيد عرفات الطاهر، وعرفة كلها موقف إلا وادى عرنة، وكما روى جابر رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهى بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادى جاؤونى شعثًا غبرًا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتى ولم يروا عذابى فلم يُرَ يوم أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة".
ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويصلوا بها المغرب والعشاء ويقفوا بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذى الحجة لأن المبيت بمزدلفة واجب حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى بها الفجر.
وفى سياق متصل، قامت قوات الدفاع المدنى بمشعر عرفة، تقديم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام، منذ وصلوهم للوقوف بعرفة فى يوم الحج الأكبر اعتباراً من الساعات الأولى اليوم الأحد وحتى غادرة الحجيج باتجاه مشعر مزدلفة.
وأوضح قائد الدفاع المدنى بمشعر عرفة العميد محمد بن يحيى الزهرانى أن قوات الدفاع المدنى بدأت تطبيق الإجراءات الوقائية كافة للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن أثناء وقوفهم بعرفة ومنها التدخل السريع للتعامل مع كافة المخاطر المرتبطة باجتماع الحجيج فى المشعر من خلال الانتشار الكبير لفرق الإطفاء والسلامة والدراجات النارية ومجموعات الإشراف الوقائى التى تغطى مشعر عرفة.
وبين أن الخدمات التى تقدمها قوات الدفاع المدنى بعرفة تشمل الإشراف الوقائى على جميع مخيمات الحجاج ومقرات الجهات الحكومية الموجودة بالمشعر للتأكد من خلوها من مسببات الحوادث وإزالة أى مخالفات تم رصدها، ومواجهة مخاطر الأمطار والسيول أثناء تواجد الحجيج وكذا مخاطر الزحام والتدافع فى محيط مسجد نمرة، ومخيمات الحجيج
وأفاد العميد الزهرانى أن قوات الدفاع المدنى بعرفة تقوم بدورها فى الإشراف على مآخذ المياه المنتشرة فى أرجاء المشعر والاستفادة من فرق الدراجات النارية الموزعة على مناطق مشعر عرفة كافة وقدرتها على التحرك فى المواقع المزدحمة فى الإبلاغ عن أى حالة اشتباه بوجود خطر يهدد سلامة الحجيج، إلى جانب قيام الوحدات المتمركزة فى المواقع الثابتة بمتابعة اشتراطات السلامة فى المطابخ الملحقة بمخيمات الحجيج والمولدات الكهربائية وأعمال الرقابة على المناطق المكشوفة لمنع إقامة المخيمات العشوائية والمخالفة بالتنسيق مع الجهات المختصة.