كتب لؤى على
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن مؤتمر التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة، المقرر عقده فى يومى 17 و18 أكتوبر الجارى، يهدف إلى مواجهة تيارات الإسلام السياسى المنتشرة على ساحة الأقليات المسلمة فى الغرب، والتى تسيطر على الكثير من المراكز والمؤسسات الإسلامية هناك، وتوظفها لخدمة أهدافها وتسويق خطابها ونشر أفكارها بما يضر بصورة الإسلام والرسالة الوسطية المعتدلة للإسلام.
وأوضح مرصد الإفتاء، فى بيان له اليوم، أن المتابعة الدقيقة والتحليل الرصين يكشف بشكل كبير العلاقة بين تيارات الإسلام السياسى وبين العنف والإرهاب خاصة وأن الإسلام السياسى يعد البوابة الأولى لمعظم الأفراد الذين انضموا لاحقًا إلى جماعات العنف كداعش والقاعدة، حيث بدأ توظيف الدين لخدمة أهداف سياسية على أيدى تلك التيارات التى تمارس العمل السياسى بتوظيف الدين والمعتقد لتحقيق المكاسب والتأييد ثم ما تلبس أن تمارس العنف بغطاء دينى يشرعن للعنف ويبرره بل ويصل بهم إلى وضعه فى مرتبة الواجب، وهو خطاب يُزين بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المبتورة من سياقها، والتى تنطلى على عدد من المسلمين فى الخارج فيقع البعض فريسة لهذا الخطاب وتلك الدعاية، ومن ثم لزم على المؤسسات الدينية بشكل عام، وعلى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء التى تترأسها دار الإفتاء المصرية فى العالم بشكل خاص أن تتعامل مع تلك التيارات لسحب البساط من تحت أقدامها، وتفنيد خطابها وتعرية حججها بما يمثل إعادة لخطاب الإسلام الوسطى المستنير إلى الواجهة بدلاً من خطاب الإسلام السياسى الداعم للعنف والمؤسس له.
وأضاف المرصد، أن إنشاء أول كيان إسلامى جامع لدور وهيئات الإفتاء فى العالم يمثل صفعة قوية لتيارات الإسلام السياسى التى استغلت خلو "الساحة الإفتائية" فى إمطار الجاليات والأقليات المسلمة بالخارج بوابل من الفتاوى السياسية والمتشددة والتى تدعم العنف وتمهد له، ومن ثم فإن هذا الكيان الإفتائى العالمى يمثل نقطة فارقة على مستويين فى غاية الأهمية، أولهما أنه توحيد للعمل الإفتائى المعتدل إلى صدارة المشهد، وثانيهما أنه توحيد لجهود المسلمين والأقليات المسلمة فى الخارج، والتى تمثل الهدف الرئيس للمؤتمر الأول للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.