يتجه العالم كله مدفوعا بالأضرار الجسيمة والمدمرة لظاهرة الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية نحو الاقتصاد النظيف وخفض الكربون بنسب كبيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لا سيما أن آثار التغيرات المناخية لم يكن خافيا على أحد، فمن يصدق أن البلاد الباردة تصل درجة الحراة فيها لما يقرب من الخمسين درجة، والبلاد الحارة تشهد فيضانات وأمطار غير مسبوقة وغيرها من الظواهر التي باتت تهدد العالم .
ولا شك أن مصر من أوائل الدول الرامية إلى تغيير استراتيجية انبعاثات الكربون من خلال التوسع في تصنيع السيارات الكهربائية، والمركبات التي تعمل بالغاز الطبيعى، ومن أبرز تلك الخطوات تصنيع السيارة الكهربائية الجديدة نصر e70 بشركة النصر للسيارات وبالتعاون مع شركة دونج فينج الصينية .
والسؤال الأبرز هو كيف نضمن انتشار السيارة الكهربائية فى مصر؟
إجابة السؤال تتطلب تنفيذ عدة آليات لعل أبرزها على الإطلاق السعر، فلا شك أن "الزبون المصرى" أول ما ينظر إليه هو السعر، فإن كان السعر تنافسيا ومناسبا له، فإن هذا سيكون أول عوامل النجاح وانتشار السيارة .
العامل الثانى، هو تقسيط سعر السيارة فهذا سيفتح الباب واسعا نحو الانتشار السريع لها، ولا سيما إن كان التقسيط بفائدة ضئيلة أو بدون فائدة من الأساس على اعتبار أن الغرض من نشر تلك السيارات هو حماية البيئة .
العامل الثالث، هو اقناع الزبون بالسيارة من حيث التوفير في المصاريف مقارنة بالسيارات التقليدية وهو ما تتمتع به السيارة بالفعل، حيث يمكن استرداد قيمة السيارة في غضون من عامين أو ثلاثة أعوام وهو ما لا يتوافر للسيارات التقليدية من حيث سعر الوقود الذى يمثل نحو 30% من سعر الوقود التقليدى، فالشحنة قيمتها نحو 160 جنيها تسير بها السيارة 400 كيلو، والصيانة لا تحتاجها السيارة تقريبا .
العامل الرابع، هو الترويج السليم للسيارة من خلال منصة قوية كبيرة ومن خلال متخصصين، وضمان نجاح الترويج والتأكيد على توافر مراكز صيانة وقطع غيار رخيصة، لأن هذا عامل مهم ومعناه انتشار السيارة في السوق المصرى، ثم مباشرة في السوق الإفريقى، وربما الأوروبى خاصة إنه سعرها أقل من السيارات المثيلة بخلاف منح الحكومة حافز بقيمة 50 ألف جنيه لأول 50 الف مشتر للسيارة .
ولا شك أن الحكومة تسعى للانتهاء من إجراءات تصنيع السيارة، حيث جارى الاتفاق على قرض بقيمة 2 مليار جنيه، وسيتم استكمال عملية تدشين المصنع الجديد بعد تهيئته تماما بشركة النصر لاستقبال معدات تصنيع السيارة ومكوناتها المحلية التى ستتصل لنحو 50%من مكونات التصنيع قابلة للزيادة.
وسيتم استيراد المكونات الأساسية الخارجية، ومنها البطارية ووحدة التحكم ووحدة الحركة وبعض المكونات، فيما سيتم تصنيع بقية المكونات محليا بعد الاتفاق مع العديد من الشركات المحلية على التصنيع.
أيضا من عوامل نجاح انتشار السيارة سرعة الكشف عن أماكن محطات شحن السيارات الكهربائية نصر e70، خلال الفترة المقبلة، بعد الانتهاء من إجراءات تدشين شركة جديدة متخصصة لإدارة وتدشين محطات الشحن الجديدة.
وضمان انتشارها فى مختلف المناطق بالقاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية، وبقية المحافظات.
ولعل ما سبق وصرح به المهندس هانى الخولى الرئيس التنفيذي العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات لـ"انفراد"، حول السيارة الكهربائية الجديدة التي سيتم طرحها في الأسواق بعد بدء تصنيعها مع شركة دونج فينج الصينية، خاصة باستعادة ثمن السيارة نصر E70 خلال سنتين، ربما يكون من عوامل ضمان انتشار السيارة، ومن أهم مزايا السيارة الكهربائية عدم احتياجها لصيانة على غرار السيارات التقليدية.
كما أن السيارة الكهربائية توفر الصيانة، ويمكن استرداد قيمة العربية خلال سنتين.
وهذا التوفير يتم حال مقارنة الانفاق على سيارة تقليدية لمدة سنتين مقابل السيارة الكهربائية.
بالإضافة إلى أن صيانة نصر E70لا تمثل إلا 25% من قيمة الصيانة للسيارة العادية، كما أن حسابات استراد ثمن السيارة يعتمد على قطع مسافة 100 ألف كيلو متر سنويا .
إضافة إلى أن السيارة تتمتع بصيانة مجانية طويلة، سيتم تحديدها لاحقا .
وسيتم نشر مراكز الصيانة بمختلف المحافظات، حيث يمكن تدشين 3 آلاف محطة سنويا .
كما سيتم طرح 3 فئات، الأولى مداها من 250 لـ300 كيلو، والمتوسطة مدتها 400 كيلو، وأخيرا العالية مداها 500 كيلو فى الشحنة الواحدة .
وأخيرا فإن سعر السيارة سيتراوح من 300 إلى 400 ألف جنيه والدولة ستتحمل 50 ألف .
يتبقى أن تنجح تجارب تشغيل السيارة "نصر E70"، التي تتم حاليا في مختلف شوارع مصر ونجاح اختبارات السيارة في الأجواء وعلى الطرق المصرية، للوقوف على المواصفات النهائية للسيارة التي سيتم إنتاجها محليا بشركة النصر للسيارات.