الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 07:24 ص

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 28 أغسطس 1962..مصر تهدد بالانسحاب من جامعة الدول العربية ووفدها فى اجتماع «شتورا» يترك القاعة

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 28 أغسطس 1962..مصر تهدد بالانسحاب من جامعة الدول العربية ووفدها فى اجتماع «شتورا» يترك القاعة جمال عبد الناصر
السبت، 28 أغسطس 2021 10:08 ص
بدأت الجلسة الثامنة لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية، فى مدينة «شتورا» اللبنانية على الحدود السورية صباح 28 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1962، لمناقشة شكوى الحكومة السورية ضد خطاب عبدالناصر فى الإسكندرية يوم 26 يوليو 1962. تواصلت الاجتماعات منذ 22 أغسطس 1962، وكانت مفاجأة مصر فيها قيامها بضم شخصيات سورية رفيعة لوفدها الذى ترأسه أكرم ديرى الوزير السورى السابق أثناء فترة الوحدة المصرية السورية من 1958 حتى 1961، ومعه «جادو عزالدين» وزير الشؤون البلدية والقروية فى عهد الوحدة أيضا، وطلعت صدقى مدير الشؤون العربية بوزارة الخارجية فى دولة الوحدة، وتوفيق حسن مدير إذاعة حلب السابق متحدثا باسم الوفد، وكان هؤلاء يعيشون فى القاهرة منذ الانفصال عام 1961.. «راجع، ذات يوم 22 أغسطس 2021». فى الجلسة الثامنة يوم 28 أغسطس 1962 فاجأ الوفد المصرى الجميع بإعلان الانسحاب من الجامعة العربية، وفى نفس اليوم أعلنت الحكومة السورية عن ذهاب المقدم زغلول عبدالرحمن «الملحق العسكرى» فى السفارة المصرية ببيروت إلى دمشق، ووضع نفسه تحت تصرفها، وأنه سيعقد مؤتمرًا صحفيًا فى السادسة مساء، وفقًا لما يذكره الدكتور أحمد صلاح الملا فى دراسته «اجتماع شتورا.. أغسطس 1962». يؤكد «الملا» أنه فى بداية جلسة 28 أغسطس طلب أكرم ديرى الكلمة بصورة مفاجئة لإلقاء بيان مهم، أوضح فيه ما تحملته الجمهورية العربية المتحدة «مصر» فى سبيل أمتها من خوض المعارك ومواجهة الاعتداءات، مشيرا إلى أن شعب الجمهورية العربية المتحدة تحمل مسؤولية الوحدة بنفس روح الواجب التى تحمل بها تبعات الانفصال، ووصف اتهامات الوفد السورى للجمهورية العربية المتحدة فى اجتماع شتورا بأنها أكاذيب ومفتريات ترددت إلى حد التزوير بشكل لم يعد يحتمل الصبر ولا السكوت، وأن الجامعة العربية وصلت إلى حد وضع خطير هانت معه على دولها بشكل يدعو إلى الألم والتأسى، بحيث لم يعد العمل المخلص من أجل المستقبل العربى يجد مجاله فى الجامعة العربية بأوضاعها القائمة، ولهذا فإنه ما لم يقل مجلس الجامعة فى هذه الدورة كلمة واضحة وصريحة فى كل مهزلة للسباب والشتم التى جرت فوق منبره، فإن الجمهورية العربية المتحدة تقرر أن تنسحب من الجامعة، لأنها بأوضاعها الحالية ليست أداة صالحة للوصول بالنضال العربى إلى أهدافه». يؤكد «الملا»: «بعد أن فجر ديرى قنبلته تعهد للشعوب العربية بأن تظل الجمهورية العربية المتحدة رفيق الكفاح الذى خبروه وعرفوه وخاضوا بجانبه أعنف معاركهم، وشاركوه أعظم أيامهم.. ثم انسحب الوفد المصرى من قاعة الاجتماعات». وفيما أدى إعلان انسحاب مصر من الجامعة العربية إلى ارتباك وصدمة، توجهت الأنظار إلى المؤتمر الصحفى لزغلول عبدالرحمن فى نادى الضباط تحت رعاية قائد الجيش السورى.. يؤكد «الملا»: «رغم أن الرجل لم يقدم معلومات ذات أهمية كبيرة فقد حظى بتغطية إعلامية واسعة، حيث قدمت صحف دمشق فى اليوم التالى تفاصيل كثيرة حول حياته الشخصية والمهنية، ومن ضمن هذه التفاصيل معلومات عن علاقته بمحمود وأحمد أبوالفتح اللذين كانا يقودان آنذاك نشاطا معاديا لعبدالناصر فى الخارج من خلال مجموعة «مصر الحرة». أزاح «عبدالرحمن» الستار عن أسرار قصة هربه، أثناء محاكمته بعد أن سلم نفسه لسلطات المطار فى القاهرة يوم 17 يونيو 1965 بعد نحو ثلاث سنوات قضاها متنقلا بين عواصم أوروبية.. تذكر جريدة الأخبار يوم 13 أغسطس 1965 اعترافاته أمام جلسة المحكمة يوم 12 أغسطس.. قال:«بدأت أمارس لعب القمار قبل لجوئى، وسرقت فلوس من عهدتى شوية شوية علشان لعب القمار، وبعدها فكرت فى اللجوء إلى سوريا، عن طريق بعض المصريين المقيمين بالخارج الذين يسعون لقلب نظام الحكم فى مصر، وتم اللجوء وكان مؤتمر«شتورا» منعقدا، وخرجت فى عربية دبلوماسى يعمل فى بيروت إلى دمشق، وكان يجلس جنبى فى السيارة التى لم تتعرض للتفتيش لأن عليها أرقام هيئة دبلوماسية». يضيف «زغلول»: «تسلمت باسبور باسم طويل فاكر منه اسم الأزهرى، فى الآخر وما استعملتوش بعد كده، وقابلونى فى سوريا بتوع المكتب الثانى «المخابرات العسكرية» وقائد الجيش، وعقدنا مؤتمرا صحفيا، وبعدها استخرجت جواز سفر سورى دبلوماسى باسم زغلول محمد عبدالرحمن، وقعدت فى سوريا شهر أو شهر ونصف الشهر بعدها غادرتها إلى باريس، وترددت على سوريا بعد ذلك مرتين». أكد أنه تقاضى من سوريا 120 ألف ليرة لتسديد الفلوس التى سلبها من عهدته، و70 ألف دولار للمعيشة منها والقيام بنشاط معاد لمصر مع بعض المصريين الموجودين فى الخارج، زى لجنة «مصر الحرة» وبعض «الإخوان المسلمين».. قال إن «لجنة مصر الحرة» تتكون من أحمد أبو الفتح، وحسين أبوالفتح، وأحمد فهمى، وبعض السياسيين الفارين زى مرتضى المراغى «آخر وزير داخلية قبل ثورة 23 يوليو 1952».

print