تنتشر مخاوف من انتشار فيروس كورونا فى أوروبا، خلال الخريف، خاصة مع تفشى سلالة دلتا، مع تحديات أمام حملات التطعيم، فى الوقت الذى تستعد فيه دول أوروبية لاستعادة الحياة الطبيعية بشكل كامل، فى ظل انهاء ارتداء الكمامات.
وحذر رئيس معهد "روبرت كوخ" الألمانى لمكافحة الأمراض الوبائية، لوتار فيلر، من موجة كورونا رابعة "عنيفة" خلال الخريف، مطالباً بمزيد من تطعيم السكان لأجل الحد من التداعيات السلبية للموجة الجديدة المتوقعة.
وأضاف المسئول: "الجائحة لم تنته بعد"، مشيرا إلى إن عدد الأشخاص الذين يضطرون لتلقى علاجهم فى المستشفيات آخذ فى الازدياد بالفعل - خاصة بين الشباب، الذين لم يتم تطعيم معظمهم حتى الآن، وأكد رئيس المعهد أنه كلما تم تطعيم المزيد من الناس، كلما كانت الموجة الرابعة أقل سوءا وكلما اقتربت الجائحة من الانتهاء، وقال: "فى أيدينا أن نمنع العديد من المسارات الخطيرة للمرض والوفيات".
وبحسب تقديرات المعهد، منعت اللقاحات حوالى 77 ألف حالة إقامة فى المستشفى وحوالى 200 ألف حالة إقامة فى وحدات العناية المركزة خلال الفترة من يناير حتى يوليو الماضى.
ووافقت الوكالة الإيطالية على جرعة معززة للأشخاص الذين يرجح حصولهم على حماية أقل من عملية التطعيم التقليدية بجرعتين من اللقاح مثل أصحاب المناعة الضعيفة والذين يزيد عمرهم عن 80 عاما والمقيمين فى دور رعاية المسنين، كما وافقت الوكالة على منح الجرعة للعاملين فى المجال الصحى والذين يكونون باستمرار عرضة للعدوى.
وطبقا لتوصية من وكالة الأدوية الإيطالية فإن الجرعة الثالثة ينبغى أن تعطى بعد ستة أشهر على الأقل من الجرعة الثانية لكل الفئات ماعدا الأشخاص ضعيفى المناعة والذى يتعين أن يحصلوا عليها بعد 28 يوما.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أن المركز الأورروبى لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى إجراء مزيد من الدراسات الموسعة والمعمقة حول فاعلية اللقاحات الزمنية وقدرتها ضد سلالة دلتا ومقاومتها لمضادات الأجسام التى تتولد بعد التعافى من الإصابة بالفيروس .
وقال ناطق بلسان المركز، أمس، لدى تقديم التقرير الدورى الأخير حول كورونا، إن البيانات الواردة من الحكومات ومراكز البحوث منذ منتصف الشهر الماضى، تفيد بأن الذين تناولوا اللقاح مطلع العام الجارى يواجهون احتمال إصابتهم بالوباء بنسبة تزيد على 50% مقارنةً بالذين تناولوه فى مارس، ما دفع ببعض البلدان إلى إعطاء جرعة ثالثة من اللقاح للذين يعانون من نقص أو خلل فى جهاز المناعة، أو من أمراض مزمنة.
وأشارت صحيفة "الموندو" الإسبانية إلى أن دول مثل الدنمارك وإسبانيا بدأت تعود إلى الحياة الطبيعية بشكل كامل، فتطوى الدنمارك بالكامل صفحة القيود الهادفة إلى مكافحة تفشى وباء كورونا، فلم يعد يُفرض وضع الكمامات ولا التصريح الصحى وعادت الحياة إلى المكاتب واستأنف عشرات آلاف الأشخاص حضور العروض الموسيقية.
لم تواجه الدنمارك صعوبات فى إقناع سكانها بتلقى اللقاح. ونتيجة ذلك، أصبح 73% من السكان البالغ عددهم 5,8 ملايين، ملقحين بالكامل ضد كوفيد، و96% من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً أيضاً.
كما تستعد إسبانيا لرفع القيود المفروضة على الضيافة والحياة الليلية، وتغادر الدولة المنطقة عالية الخطورة وتبدأ القيود فى الانخفاض فى مناطق مختلفة، على أمل أن يكسر التطعيم الفيروس هذا الخريف وأن تنتهى القيود.