الظاهر حى فريد من نوعه بين أحياء القاهرة، فالظاهر لديه الكثير من المبانى الموجودة التى ستكون مثالية إذا ما تم استغلالها وإعادة الرونق التاريخى والحضارى لها مثل قصر السكاكيني، مسجد الظاهر بيبرس، دير سانت كاترين، المستشفى القبطي، المعبد اليهودي، ولكن عانى هذا الحى من مشكلات الإهمال واعتبر الظاهر من الأقسام العشوائية.
كما يعانى أهالى هذه المنطقة الموجودة فى قلب القاهرة من شعور بأن الظاهر قد أهمل لفترة طويلة ولا يحظى بالاهتمام الذى يستحقه، وهذا الإهمال واضح لكل ذى عينين ويظهر بشكل رئيسى من خلال عدة أمور أبرزها إهمال المبانى التاريخية والسكنية القديمة والشوارع وشبكات الصرف.
وأكد الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، نائب أقسام الوايلى والظاهر والأزبكية وعابدين وقصر النيل فى تصريحات خاصة لـ"برلماني"، أنه بالرغم من الإهمال الشديد الذى يعانى منه حى الظاهر إلا أن هناك فرص حقيقية للتنمية لهذه الرقعة التاريخية من أرض مصر وجعلها قيمة مضافة فى عملية التنمية التى تقوم بها الدولة المصرية بقيادة الرئيس، وذلك من خلال الحفاظ على الإرث المعمارى الخضم المتواجد بهذه المنطقة والحفاظ على الذاكرة التاريخية له.
وأضاف حاتم، أن الأمر الذى سيعود بالنفع على المواطنين القانطين به، ولتلاشى حجم الضرر الواقع من تبعيه قسم الظاهر إلى حى الوايلى لابد أن يصدر قرار من رئيس مجلس الوزراء بفصل تبعية قسم الظاهر عن حى الوايلى، وإنشاء حى جديد يضاف إلى أحياء القاهرة وهو حى الظاهر.
وقال الدكتور أشرف حاتم، إن قيمة قصر السكاكينى لا تقل عن قيمة قصر البارون إمبان فى مصر الجديدة، ووافقت لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، على الاقتراح برغبة المقدم من الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الشئون الصحية بشأن فصل تبعية قسم الظاهر واستقلاله ماليا وإداريا عن حى الوايلى وإنشاء حى جديد يضاف الى احياء القاهرة وهو حى الظاهر.
قصة حى الظاهر
فى عام 1260، كان يحكم مصر الملك الظاهر بيبرس البندقدارى فى ذلك الوقت، لم يكن هناك سوى جامعان هماجامع عمرو بن العاص و جامع الحكيم اللذان يمكن أداء صلاة الجمعة بهما وكان أداء صلاة الجمعة غير مسموح به فى الجوامع الأخرى، بما فى ذلك الأزهر غير أن هذا سرعان ما تغير بعد تولى بيبرس السلطة، فى عام 1266، أُعيد فتح الأزهر لأداء صلاة الجمعة، وبعد مرور عام بدأ بناء جامع لتقام فيه صلاة الجمعة، الموقع الذى تم اختياره للجامع الجديد كان ميدان قراقوش، وهو مربع كبير شمالى المدينة، وقد انتهى البناء فى عام 1269 واطلق اسم السلطان على المنطقة المحيطة وهو الظاهر.
قصر السكاكيني
قصر السكاكينى من أقدم قصور مصر تم بناؤه سنة 1897 م على يد حبيب باشا السكاكيني، يقع القصر فى ميدان السكاكينى فى وسط مدينة القاهرة، وتحديدا فى منطقة الظاهر المزدحمة بالسكان وعرف محيط القصر لاحقا بحى السكاكيني.
بنى القصر على الطراز الإيطالى حيث بنته شركة إيطالية كلفها حبيب باشا السكاكينى على أن يكون نسخة من القصر الذى شاهده فى إيطاليا ووقع فى غرامه وقد اختار لقصره موقعا جذابا يشع منه 8 طرق رئيسية وبالتالى أصبح القصر نقطة مركزية فى المنطقة ولم يكن الحصول على مثل هذا الموقع سهلا فى ذلك الوقت لكن علاقة السكاكينى باشا مع الخديوى سهلت هذه المهمة.