داخل جدران الكونجرس الأمريكى تتصاعد أزمة إسلاموفوبيا، حيث أحدثت شقا كبيرا بين النواب، ودفعت عددا من الأعضاء بتقديم رسالة احتجاج فحواها أنهم أصبحوا يشعرون بالخوف بين جدران هذا المبنى الذى نادى طويلا بالحريات الدينية وحقوق الانسان.
بطلة القصة النائبة المسلمة إلهان عمر أمريكية من أصل صومالى والتى تلقت رسائل معادية للاسلام ربطت بينها وبين الارهاب من لورين بوبرت زميله لها بالمجلس، ورغم أن القصة بدأت منذ إسبوعين إلا أن وقوف قادة المجلس دون اتخاذ موقف حازم دفع العشرات من أعضاء الكونجرس المسلمين لإرسال رسالة مفتوحه إلى قيادة مجلس النواب الأمريكى الأربعاء، أكدوا بها إن "مناخًا شديدًا من الإسلاموفوبيا" فى الكابيتول هيل خلق "شعورًا بالقلق والخوف".
وقالت المجموعة التى وقعت الرسالة إن "الخطاب البغيض من قبل المسؤولين العموميين يؤثر علينا بشكل مباشر ويعرض سلامتنا للخطر، سواء فى مكان العمل أو فى حياتنا اليومية"، كما جاء فى الرسالة، التى وقعها 62 موظفًا مسلمًا فى مجلسى النواب والشيوخ ، "إننا نشهد مضايقات بلا رادع ونشعر أن مكان عملنا ليس آمنًا وغير مرحب به".
وفى رسالتهم حث أعضاء الكونجرس المسلمين الكونجرس على "الرفض القاطع لهذا الخطاب التحريضى الذى يهدد الرفاه الجسدى والعقلى والعاطفى للموظفين عبر جانبى الممر"، وجاء فى الرسالة: "هذا النوع من السلوك الضار يُطبع الكراهية ضد مجتمع دينى بأكمله واجه بالفعل عقودًا من الخطاب المهين وجرائم الكراهية والمراقبة وعدم الثقة والتمييز والشيطنة والعنف".
وكان قد تم تداول مقطع فيديو للورين بوبيرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذى تظهر فيه وهى تتحدث فى حدث انتخابى أقيم فى 25 نوفمبر الماضى وروت فيه واقعة مع إلهان عمر داخل مبنى الكابيتول، عندما استقلا المصعد وركض ضابط شرطة ناحيتها وقالت بويبرت الضابط إن "عمر" لا تحمل حقيبة ظهر ناسفة، فى اشارة إلى انتمائها لجماعه ارهابية. وبعد يوم من انتشار الفيديو وإحداثه ضجة واسعة، اعتذرت لورين بويبرت لأى شخص فى الجالية المسلمة لأنها أساءت بتعليقاتها، وقالت إنها تواصلت للتحدث مع إلهان عمر.
ورغم ذلك، فقد شددت إلهان عمر على أن اعتذار بويبرت كان غير صادق، ودعت قيادة مجلس النواب إلى اتخاذ "الإجراء المناسب" ضدها بسبب تعليقاتها المعادية للإسلام. ورغم الضجة التى أحدثتها الواقعة إلا أن قيادات الكونجرس لم يحركوا ساكنا، حيث تعالت دعوات من الديمقراطيين لقيادة مجلس النواب لتجريد بوبيرت من مهامها فى اللجنة وهو ما لم يحدث بعد، على الرغم من أن المجلس قام الشهر الماضي، بتوبيخ النائب الجمهورى بول جوسار لنشره على تويتر مقطع فيديو من الرسوم المتحركة يصوره وهو يقتل النائبة الديمقراطية التقدمية ألكسندرا أوكاسيو كورتيز ، ويهاجم الرئيس جو بايدن.
كما جرد مجلس النواب نائبه آخرى من تكليفاتها باللجنة فى وقت سابق من هذا العام بسبب تصريحات سابقة تدعم العنف ضد الديمقراطيين. وكشفت النائبة الأمريكية المسلمة، إلهان عمر، أنها تلقت "عددا كبيرا من تهديدات بالقتل لا تُحصى"، بعد تعليقات النائبة الجمهورية، لورين بويبرت، عنها بأنها "إرهابية". وقالت عمر فى مقابلة مع شبكة "سى إن إن" الأمريكية، الأحد الماضى أن"هناك خوف عام ينتابنى وطاقم موظفيي، وكذلك مجتمع بالكامل". وأردفت النائبة الديمقراطية: "نحن نسمع باستمرار من العديد من الأشخاص فى جميع أنحاء أمريكا بشأن خلع حجاب أطفالهم، وقد مرت بناتى بذلك، لقد عشت هذا كشابة فى هذا البلد".