ذكرت دراسة حديثة أن الدولة المصرية نجحت في إحداث نقلة تنموية بصعيد مصر وذلك لرغبتها في تحقيق الازدهار لجزء مهم من البلاد، وأوضحت أن الحكومة ضخت ما يقرب من 600 مليار جنيه مصري على مدار السنوات السبع الماضية لتطوير عدد من قطاعات النقل بالوجه القبلي.
وأكدت الدراسة التي أصدرها المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية وأعدها الباحث مصطفى عبد اللاه محافظات الوجه القلبي عانت على مدار عقود طويلة من الإهمال والتهميش، وهو ما أدى إلى تراجع مؤشرات التنمية بتلك المحافظات، لينعكس ذلك بدوره على ارتفاع مستوى الفقر بين أبناء الصعيد، وليسهم أيضًا في انخفاض مستوى جودة الحياة المتوفرة لهم.
ولفت الدراسة إلى أن الحكومة طورت عدد من قطاعات النقل بالوجه القبلي، والتي كان على رأسها قطاع النقل البري؛ إذ تمثل البنية التحتية المتعلقة بالنقل البري عصب الاقتصاد في الصعيد، لتبدأ منذ ذلك التاريخ في تشييد وتطوير العشرات من مشروعات الطرق والكباري والمحاور المرورية.
وأوضحت أن الدولة في 25 ديسمبر الجاري بافتتاح بعض منها، فيما ينتظر أن يتم افتتاح ما بقي منها على مدار الأشهر القادمة، وسيحاول المقال استعراض أبرز تلك المشروعات، والتي تتنوع ما بين محاور عرضية أعلى مجرى نهر النيل، وطرق سريعة تحيط بمحافظات الوادي.
وذكرت الدراسة أنه على مدار السنوات الماضية، وضعت الحكومة المصرية خطة لتقليل المسافات بين المحاور العرضية أعلى مجرى نهر النيل، وذلك لكي تصل المسافة بين المحور والذي يليه إلى 25 كيلو مترًا. لذلك أعلنت الحكومة نيتها تشييد 22 محورًا عرضيًا بقيمة 34 مليار جنيه بمحافظات القاهرة وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا وأسوان.
وأشارت إلى أن أجهزة الدولة تمكنت من افتتاح وتشغيل أكثر من 50% من تلك المحاور العرضية حتى الآن، وكان أحدثها محاور قوص وعدلي منصور وسمالوط وكلابشة وديروط التي تم افتتاحها في 25 ديسمبر 2021، وقد بلغت أطوال تلك المحاور الخمس 92 كيلو مترًا، وتجاوزت تكلفتها الإنشائية 8 مليارات جنيه.
ونستعرض فيما يلى أرقام ومعلومات هامة عن المحاور الخمسة وفقا لما ذكرته الدراسة:
محور قوص
يربط مشروع محور قوص الطريق الصحراوي الشرقي بطريق القاهرة أسوان الصحراوي الغربي عابرًا النيل شمال مدينة قوص بمحافظة قنا، ويبلغ طول هذا المشروع 19 كم، ويبلغ عرضه 21 مترًا بواقع حارتين مروريتين لكل اتجاه، ويتضمن هذا المشروع 30 عملًا صناعيًا مقسمة إلى 15 نفقًا صناعيًا و15 كوبري علويًا، منها 6 كباري رئيسية على مناطق التقاطعات مع الطريق الصحراوي الشرقي، ومجرى نهر النيل، وترعة الكلابية، والطريق الزراعي الغربي والسكة الحديد، والطريق الصحراوي الغربي.
ولقد أنشئ المشروع بالأساس لتسهيل الحركة المرورية بين مناطق شرق وغرب النيل خاصة في مناطق قوص وقفط ونقادة، بالإضافة إلى الحد من مخاطر التنقل بالمعديات النهرية ذات عومل الأمان المنخفضة، لكنه سيسهم أيضًا في تعزيز الحركة السياحية والصناعية والزراعية بتلك المناطق؛ إذ يوجد بها عدد من الآثار التي تنتمي إلى حقب زمنية مختلفة، بالإضافة إلى عدد من المصانع الكبرى مثل مصانع السكر والورق ومطاحن مصر العليا، وعدد من مناطق الصناعات الحرفية الصغيرة ومتناهية الصغر، فضلًا عن دوره المتوقع في زيادة مناطق الاستصلاح الزراعي بغرب وشرق المحور.
محور كلابشة
يقع محور كلابشة في شمال محافظة أسوان عند مركز كوم أمبو، ويبلغ طوله الإجمالي 23 كيلو مترًا، المحور لحارتين مروريتين من كل اتجاه بعرض يبلغ 21 مترًا. ويتضمن المحور 15 عملًا صناعيًا، منها 5 أنفاق، والباقي كباري علوية عابرة على التقاطعات الفرعية. وتوجد خمسة كباري منها توصف بأنها رئيسية أعلى الطريق الصحراوي الغربي، وأعلى الطريق الزراعي الغربي، وعلى مجرى نهر النيل، وأعلى مصرف الملاح الكبير، وأعلى الطريق الزراعي الشرقي.
فيما ينتظر منه أن يسهل حركة المرور بين الطريقين الصحراوي الشرقي والصحراوي الغربي، ليخدم بذلك قرى مركز كوم أمبو والمراكز المحيطة، ليسهم ذلك في خلق مجتمعات صناعية وزراعية جديدة بتلك المناطق، بالإضافة إلى دعم مشروعات الطاقة المتجددة وحركة السياحة المحلية.
محور ديروط
يقع المحور في مناطق مركز ديروط شمالي محافظة أسيوط، ويمتد على مسافة 29 كيلو مترًا بين الطريق الصحراوي الشرقي والطريق الصحراوي الغربي. ومثل بقية المحاور الأخرى، يبلغ عرض المحور 21 مترًا بواقع حارتين مروريتين لكل اتجاه، ويشمل المحور 16 عملًا صناعيًا، منها 12 كوبري علويًا، 3 منها فقط كباري رئيسية، وهي كوبري أعلى الطريق الصحراوي الغربي، وكوبري أعلى نهر النيل، وكوبري أعلى السكك الحديدية وترعة الإبراهيمية. ويهدف المشروع إلى المساهمة في تعزيز مجهودات التنمية الجارية في إطار محافظة أسيوط، سواء على مستوى استصلاح الأراضي، أو على المستويين الصناعي والسياحي.
محور سمالوط
تم البدء في هذا المشروع عام 2017، والهدف من بنائه هو ربط الطريق الصحراوي الغربي بالطريق الصحراوي الشرقي مارًا بشمال مدينة سمالوط التابعة لمحافظة المنيا. ويبلغ طول المحور 24 كيلو مترًا، ويبلغ عرضه 21 مترًا بواقع حارتين مروريتين لكل اتجاه.
ويحتوي المحور على 47 عملًا صناعيًا، أكثر من 60% منها كباري علوية، أما النسبة الباقية فهي أنفاق أسفل الطريق. ويعد هذا المحور من أكثر المحاور العرضية على النيل كلفة؛ إذ تجاوزت تكلفته 1.85 مليار جنيه، لكن يعول عليه في تسهيل حركة انتقال المواطنين بين شاطئي النيل والتي كانت صعبة من قبل نظرًا لعدم وجود أي كباري علوية إلا على بعد يفوق 20 كيلومترًا، بجانب أنه محور يعد عاملًا مساهمًا في تيسير حركة انتقال البضائع والمواد الخام بين المحاجر القريبة ومصنع الإسمنت ومناطق الاستصلاح الزراعي.
محور عدلي منصور
يعد هذا المحور واحدًا من أهم مشروعات البنية التحتية بمحافظة بني سويف، إذ يعول عليه في خدمة حركة المركبات على ضفتي نهر النيل بمدينة بني سويف عاصمة المحافظة، والتي لم يكن يخدمها من قبل سوى كوبري واحد فقط، وهو ما أدى إلى اضطرار المواطنين إلى ركوب المعديات أو السير لمسافة 40 كلو مترًا حتى عبور كوبري مركز الواسطى.
ومن المتوقع أن يسهم المحور في دعم عمليات التنمية العمرانية بمدينة بني سويف الجديدة، وسيخدم أكثر من 100 مصنع بالمنطقة الصناعية شرق النيل، فضلا عن تسهيل عملية الترابط بين مدينة بني سويف والطرق الصحراوية الشرقية والغربية، ويبلغ طول جسم المحور بمطالعه ومنازله 7 كيلو مترات، وبلغت تكلفته 1.15 مليار جنيه مصري.
محور شمال الأقصر
بدأت الدولة منذ أغسطس الماضي في تشييد محور شمال الأقصر، والذي سيربط الطريق الصحراوي الشرقي بالطريق الصحراوي الغربي. ومن المخطط أن يمر المحور بعدد من التقاطعات مثل طريق طيبة، وطريق مصر أسوان الزراعي الشرقي، وخط السكة والطريق الزراعي الغربي.
وتتمثل أهمية هذا المحور في دعم الحركة السياحية بالمحافظة، بالإضافة إلى تسهيل انتقال المواطنين المحليين، إذ ستكون له الكثير من المطالع والمنازل المؤدية إلى المواقع الأثرية والقرى المختلفة بالأقصر، بجانب كونه سيمثل طريق ربط بشكل مباشر بين القطار السريع في خطه الثاني وهو القادم من مدينة 6 أكتوبر إلى الأقصر، وبين القطار السريع في خطه الثالث القادم من اتجاه البحر الأحمر. ويتوقع أن يبلغ طول المحور قرابة 20 كيلو مترًا، ويتكلف قرابة 2 مليار جنيه مصري.