فى وقت يعانى فيه المشهد الليبى من تعقيدات كثيرة، خاصة بعد تأجيل اول انتخابات برلمانية ورئاسية تعددية فى البلاد، والتى كانت مقرره فى 24 ديسمبر الماضى، وعدم وضوح خارطة طريق جديدة حول إجراؤها، قرر المرشحين للرئاسة العودة لمناصبهم السابقة الأمر الذى طرح تساؤلات حول صعوبة اجراء انتخابات فى القريب العاجل.
وطغى على الترشح للانتخابات الرئاسية فى ليبيا شخصيات عديدة لها دور فى المؤسسات الليبية الرسمية الحالية، على رأسهم عقيلة صالح رئيس البرلمان، وعبد الحميد دبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وخليفة حفتر قائد الجيش، تلك الشخصيات التى ما أن تأكد تأجيل الانتخابات حتى عاد كل منهم ليطرق أبواب وظيفته السابقة مجددا، بعد أن كانوا تركوها طوعا، حيث يلزم قانون انتخاب الرئيس الليبي الذي أصدره مجلس النواب على أن ترك المترشحين مهامهم القيادية في دوائر الدولة (بشكل مؤقت)، وذلك قبل ثلاثة أشهر من يوم الاقتراع.
وكان أول من عاد لعمله السابق رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة والذى ترأس اجتماع للحكومة فى 30 ديسمبر الماضى للمرة الأولى منذ ترشحه للسباق الرئاسي في نوفمبر، وتكليف نائبه "رمضان أبو جناح" برئاسة الحكومة مؤقتا، أى بعد أقل من أسبوع من إعلان تأجيل الانتخابات.
وتلا ذلك إعلان نواب برلمانيون ليبيون من خلال مواقع التواصل الخاصة بهم عودة عقيلة صالح إلى رئاسة البرلمان الليبى بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان قد أعلن ترشحه لها.
وقال رئيس لجنة متابعة سير العملية الانتخابية وعضو البرلمان عبد الهادي الصغير، إن رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح سيترأس الجلسة المقبلة لمجلس النواب، قائلا: “القيادة الحكيمة تعود لقيادة المرحلة والجلسة المقبلة”،في إشارة إلى عقيلة صالح.
وفي السياق ذاته، أعلن عضو مجلس النواب الليبي إبراهيم الزغيد، أمس الأحد، عودة عقيلة صالح لرئاسة مجلس النواب بدءا من جلسة الإثنين المقبل 17 يناير الجاري.
وكان صالح قد ترك منصبه لأسابيع بعد إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية التي تعذر إجراؤها في 24 ديسمبر.
وفي وقت سابق، أبدى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أن نيته بعدما تأكد له تأجيل الانتخابات وعدم عقدها بالعودة لرئاسة المجلس بعد أن علق عمله قبل أشهر لتتاح له فرصة الترشح للانتخابات الرئاسية وتكليف نائبه الأول فوزي النويري.
ورغم أنه لم تصدر قيادة الجيش الليبى أى جديد بشأن عودة حفتر لرئاسة الجيش، إلا أن التفويض الذى كان قد أصدره لرئيس الاركان الفريق عبد الرازق الناظورى للقيام بمهامه قد انتهى فعليا فى 24 ديسمبر الماضى.
حيث قام المشير خليفة حفتر، قائد "الجيش الوطني الليبي"، كلف رئيس الأركان العامة، الفريق عبد الرزاق الناظوري، بمهام القائد العام للجيش الليبي لمدة ثلاثة أشهر، اعتبارا من 23 سبتمبر وحتى 24 ديسمبر.
فيما لم يظهر سيف الاسلام القذافى نجل الرئيس الليبى الراحل والمرشح الرئاسى على الساحة بعد إعلان تأجيل الانتخابات.