قصور الثقافة أحد الكنوز الهامة المهدرة، خاصة فى القرى والمحافظات التى تحولت أغلب مبانيها إلى مجرد جدران ومخازن عزفت عنها الأنشطة والفنون، فبدلا من أن تكون مصدر للإبداع وتنمية المواهب أصبحت مبانى بلا روح، فمنذ حريق قصر ثقافة بنى سويف وتبدلت أحوالها ولم نقف عن العوامل الجوهرية التى ساهمت فى تراجع دورها، فهل تكون العجز فى الميزانيات المرصودة لها، أو نتيجة أسباب واشتراطات فنية، ونرصد فى التقرير التالى أهم أوجه الإهمال التى طالت من هذا الكنز المفقود.
برلمانية: ارتفاع تكاليف اشتراطات الحماية المدنية أهم أسباب إغلاق القصور الثقافية
ومن جانبها قالت النائبة منى عمر، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن قصور الثقافة من أهم الكيانات الثقافية التى تعد مدرسة متكاملة لتعليم الفنون بمختلف ألوانها، بجانب دورها فى رعاية المواهب الجديدة فى مختلف المجالات، موضحة أنها متنفس ترفيهى وثقافى من المقام الأول للأسرة المصرية، لذا فلاب من الاهتمام بها والعمل على دعم الأنشطة التى تقدمها.
وأرجعت عضو لجنة الثقافة بمجلس النواب، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، أسباب الإهمال الذى نال من القصور الثقافية خلال السنوات الأخيرة، إلى التكاليف المرتفعة حول استيفاء اشتراطات الحماية المدنية، لاسيما بعد حريق قصر ثقافة بنى سويف الذى اندلع فى 5 سبتمبر من عام 2005، وكان من أكثر الحوادث المأساوية فى تاريخ المسرح المصرى، موضحة أن العديد من قصور الثقافة اضطرت للإغلاق لهذا السبب، بجانب العجز فى الميزانية.
وأوضحت عمر، أنه عند تناول المواقع الثقافية المغلقة فى طلبات الإحاطة من قبل النواب يتم وضعها ضمن الأولويات فى خطة التطوير واستكمال اجراءات الحماية المدنية، مشيرة إلى أنها تقدمت بطلب إحاطة حول إغلاق قصر التذوق بمنطقة سيدى جابر بالإسكندرية، الذى كان مغلقا لمدة 12 عاما، وبعد تلك المدة عاد من جديد تحت خطة التطوير من قبل الوزارة تمهيدا لإعادة افتتاحه بالقريب العاجل.
طلبات إحاطة حول توقف أعمال تطوير قصر شبين الكوم
ومن بين طلبات الإحاطة أيضا التى تسلمها مجلس النواب، حول إهمال قصور الثقافة، طلب النائب أحمد عبد الحميد حجازى، عضو مجلس النواب، حول توقف أعمال إحلال وتجديد قصر ثقافة شبين الكوم، والذى أكد على أهمية دوره فى توعية والترفيه عن أهالى المنوفية.
وأكد عضو مجلس النواب، أن لابد من خطة من قبل الدولة لإنقاذ المسرح الرومانى، الذى يقع فى قرية الماى بمحافظة المنوفية، مؤكدا على أهمية هذه الكيانات الثقافية الهامة التى تلعب دورا هاما فى الترفيه ورفع الوعى الثقافى بين المواطنين فى ريف مصر.
وطالب حجازى، بضرورة وضع سيناريوهات عاجلة لإحلال وتجديد تلك المؤسسات وإدراجها ضمن خطة الوزارة لتجديدها فى أقرب وقت.
ماذا حدث لقصرى الثقافة بمدينتى العاشر من رمضان وبلبيس
فى حين أكد النائب حمودة محمد حمودة، عضو مجلس النواب، على أهمية وضع خطة من قبل وزارة الثقافة لإعادة استغلال قصرى الثقافة بمدينتى العاشر من رمضان وبلبيس بمحافظة الشرقية، موضحا أنه تقدم بطلب إحاطة حول الإهمال الذى طال هذه الكيانات الثقافية التى تعد مصدر ترفيهى وثقافى لأهالى الشرقية.
وأوضح عضو مجلس النواب، فى تصريحات صحفية، أن قصر ثقافة العاشر من رمضان، كان من المفترض أن يكون مصدر للترفيه عن الأسر المصرية، للاستمتاع بممارسة الأنشطة الفنية والثقافية، التى تعد أهم أدوات القوة الناعمة، لكنه أصبح مجرد مخزن يضم كل المتعلقات التى ترغب الهيئة العامة لقصور الثقافة فى تخزينها، لافتا إلى أنه أصبح بمنى بلا روح، ولم يشهد أية فعاليات فنية أو ثقافية على مدار الفترة الماضية، دون وضع مبررات وراء توقف الأنشطة بداخله.