فى ضوء توجيهات القيادة السياسية نحو تعزيز العلاقات المصرية الأفريقية، تضع استراتيجية قطاع الكهرباء فى مقدمة أولوياتها عدد من المحاور الهامة دعماً لهذا الاتجاه، فى مقدمتها الربط الكهربائى مع الدول الأفريقية لاسيما والقدرات المصرية فى المجال.
ويحقق الربط الكهربائى العديد من الفوائد الفنية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية والقانونية، تستعرضها تفصيلاً المذكرة الحكومية المقدمة من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة للجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب برئاسة النائب شريف الجبلى، إذا تعمل على الجانب الفنى فى تحسين اعتمادية نظم الطاقة الكهربائية اقتصاديا فى الدول ذات الشبكات المرتبطة، وإجراء برامج الصيانة الوقائية بشكل أفضل، وتخفيض نسب الاحتياطى الثابت والدوار لمواجهة الطوارئ بالاعتماد على احتياطى النظام الموحد.
كما تشمل الفوائد الفنية، المساعدة فى حدوث الأعطال والانقطاعات والحالات الطارئة على شبكات النقل ورفع درجة تأمين دون الخوف من أى اضطرابات فى عمليات الإمداد، وزيادة الاستقرار الديناميكى للشبكة الكهربائية وتحسين تنظيم التردد والجهد، التوفر المباشر فى الاستثمارات الرأسمالية الناتج عن تأجيل إنشاء محطات إنتاج جديدة وتحقيق عائد اقتصادى للدول التى يمر بها خطوط الربط الكهربائى (دول العبور).
وبالنسبة للفوائد الاجتماعية والسياسية والقانونية، التى أشارت إليها المذكرة الحكومية، يأتى فى مقدمتها تبادل الخبرات وتوحيد النظم والمصطلحات على المدى الطويل، وتدعيم الأمن والاستقرار بين الدول بسبب خلق أجواء التعاون ووجود مصالح اقتصادية مشتركة
وألقت المذكرة الضوء على أبرز مشروعات الربط الكهربائى بين مصر والدول الأفريقية، وفى مقدمتها الربط المصرى السودانى، موضحة أنه فى إطار التعاون الثنائى بين القاهرك والسودان تم الانتهاء من تنفيذ المشروع حيث جرى فى عام 2020 تشغيل خط الربط وتغذية الجانب السودانى بقدرة تصل إلى 80 م.وات، وجارى استكمال تنفيذ المرحلة الثانية لرفع القدرة إلى حوالى 240-300 م. وات يتم تنفيذها خلال عامين.
كما أشارت المذكرة للربط الكهربائى بين مصر والكونغو الديمقراطية (الربط مع سد إنجا )، مشيرة إلى إجمالى إمكانات الطاقة المائية بجمهورية الكونغو الديمقراطيـة تبلغ مـن (40-80 جيجاوات) وتعتبر محطـة (إنجا) المائية لتوليد الطاقة الكهربائية هى الأساس لقيام الربط الأفريقى وربط أفريقيا بأوروبا، حيث تـم فـى عـام 1995 إعداد دراسة جدوى لاستغلال الطاقة الكهرومائية بمنطقة إنجا تضمنت إمكانية ربط إنجا بأسوان لتصدير حوالى 35 ألف ميجاوات يمكن نقلهـا عبـر خطـوط تمر بأفريقيا الوسطى - تشاد - السودان إلى مصر بمسافة قدرها حوالى 5300 كم وتم تحدى الدراسة فى عامى 1997 و2013.
و يشمل المشروع أربع محاور لربط الكونغو بكل من مصر ونيجيريا وزامبيا وأنجولا، ويحظى محور ربط الكونغو بمصر باهتمام الجانب الكونغولى نظراً لأن مصر مركز للأحمال مع إمكانية تصدير الطاقة المولدة من هذا المشروع إلى دول أوروبا عبر مصر.
ولفتت المذكرة إلى أنه فى يونيو 2020 طلب الجانب الكونغولى قيام مصر تقديم تعهد بشراء جزء من الطاقة المولدة من سد إنجا، وبدراسة الطلب من جانب وزارة الكهرباء والجهات الوطنية المصرية تمت التوصية بأنه من غير المناسب قيـام مصر خلال الفترة الحالية بتقديم التزام أو تعهد بشراء جزء من الطاقة المولدة من مشروع سد آنجا وذلك لأهمية تحديث دراسات مشروع الربط الكهربائى (إنجا - أسوان) لتحديد جدوى المشروع من الناحية الاقتصادية والفنية وذلك طبقا للمتغيرات السياسية والأمنية فى المنطقة بالإضافة للمتغيرات فى أسعار التكنولوجيا.
ونوهت المذكرة إلى أنه يُجرى التنسيق مع الجانب الكونغولى من خلال وزارة الخارجية المصرية للمضى قدماً فى تفعيل مشاركة بعض الشركات المصرية فى مشروع انجا 3 فى ضوء ترحيب الجانب الصينى المكلف بتنفيذ المشروع وفى إطار العلاقات الطيبة المصرية الكونغولية.