بعد أيام قليلة من بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وبعد أن صم أغلب زعماء الغرب أذانهم عن استغاثات المسئولين الأوكران، لم يجد الرئيس الأوكرانى سبيلا سوى التوجه إلى البرلمانات فى كل دولة والتى تضم ممثلى الشعوب، لمخاطبتهم وطلب الغوث فى المحنة التى تتعرض لها بلاده.
وفى محاولة لتكوين رأى عام عالمى متعاطف مع القضية الأوكرانية بدأ الرئيس فلوديمير زيلينسكى رحلته لطرق أبواب المجالس التشريعية لتحقيق هدفين هامين بالنسبة لبلاده، الأول هو استمالة الشعوب عبر ممثليهم المنتخبين، وثانيا محاولة التأثير على المشرعين لتبنى مشاريع قوانين تؤمن مساعدات لبلاده وتوجيه عقوبات لروسيا.
وبدأت رحلة خطابات زيلينسكى من البرلمان الأوروبى والذى أحدث صدى عالمى كبير، بعد حديث مؤثر للرئيس الأوكرانى عن قتل الأطفال والمدنيين، أدى إلى بكاء المترجم الذى ينقل حديثه خلال الجلسة، ثم تلاها تصفيق حار من الحضور، وعقب كلمات زيلينسكى تبنى البرلمان الأوروبى عددا من القرارات لصالح أوكرانيا، فى مقدمتها الترحيب بطلب انضمام كييف للاتحاد الأوروبى والدعوة لعقوبات صارمة ضد روسيا.
النتيجة الايجابية لخطاب زيلينسكى فى البرلمان الأوروبى جعله يتقدم بطلبات للبرلمانات فى العواصم المؤثرة سياسيا واقتصاديا والتى أبدت استعداد لتقديم يد العون، ونجح فى إلقاء خطاب أمام الكونجرس الأمريكى ومجلس العموم البريطانى، والبرلمان الكندى، فى حين ينتظر جلسة هامة له داخل الكنيست الاسرائيلى.
وتشابهت خطابات الرئيس الأوكرانى أمام المجالس التشريعية، حيث كانت طلباته ورسائله ثابته، تمثلت فى طلب المساعدة العسكرية الفورية لكييف، وتكثيف العقوبات على موسكو، وفرض حظر جوى لحماية المدنيين من القصف الجوى الروسى.
وطالب الرئيس الأوكراني الكونجرس الأمريكى بفرض مزيد من العقوبات على روسيا وتقديم المساعدة العسكرية لكييف وحماية الأجواء فوق أوكرانيا، عبر حظر فرض حظر جوي، وفرض مزيد من العقوبات على روسيا، بما في ذلك انسحاب جميع الشركات الأمريكية من الأراضي الروسية.
فى حين تحدث فى البرلمان الكندى بحضور رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، عن الأصدقاء والحقيقيين الذين ظهروا خلال الأزمة، مؤكدا دعم كندا الراسخ لأوكرانيا، واصفا إياها بالشريك الذي يمكن الاعتماد عليه بالنسبة لبلده وشعبه، منبها إلى أن كندا بادرت بتقديم المساعدة فور طلبها من أوكرانيا، كما أنها زودت كييف بالمساعدات العسكرية والإنسانية، علاوة على فرض أوتاوا لعقوبات قاسية ضد روسيا.
فى حين استحضر زيلينسكى مقولات رئيس الوزراء البريطانى تشيرشل خلال خطابه بمجلس العموم، مؤكدا ضرورة حصول بلاده على طائرات وأسلحة مدفعية دقيقة، لمواجهة القوات الروسية، وأضاف قائلاً: "لا نريد أن نفقد بلادنا تماما كما رفضتم خسارة بلدكم لصالح النازيين"، وتابع أن: "السؤال الآن هو أن نكون أو لا نكون والجواب هو نعم سنكون".
وأعلن رئيس الكنيست الإسرائيلي، أن الرئيس الأوكراني سيلقي كلمة عن بعد بالفيديو يوم الأحد المقبل أمام البرلمان بشأن العملية الروسيه لبلاده، وقال رئيس الكنيست ميكي ليفي في بيان: «يشرفني والكنيست أن أستضيف خطاب الرئيس زيلينسكي أمام أعضاء الكنيست في هذا الوقت العصيب الذي يواجهه الشعب الأوكراني».
فى حين تبحث الحكومة اليابانية والائتلاف الحاكم طلب الرئيس الأوكراني، لإلقاء خطاب افتراضي داخل البرلمان الياباني حول آخر المستجدات في الأزمة التي تمر بها بلاده حاليا، في الوقت الذي يسعى فيه لحشد الدعم الدولي اللازم للدفاع عن الأزمة الأوكرانية.
وقال نواب برلمانيون - في تصريحات نقلتها وكالة أنباء (كيودو) اليابانية عبر موقعها الرسمي - إن طوكيو مهتمة بقبول الطلب لكنها تبحث ما إذا كان مثل هذا الخطاب ممكنا من الناحية اللوجستية داخل البرلمان.