أصاب الظهور الجديد لـ"جدري القردة" العالم بالقلق، بعد تأكد الإصابات في 5 دول على الأقل هي بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وألمانيا وإيطاليا فضلا عن الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.
وفي هذا الصدد، طالب عدد من النواب في مصر، بإجراءات استباقية في مواجهة هذا المرض "الخطير"، حيث تقدمت النائبة ميرال الهريدي، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي، بطلب إحاطة إلى مجلس النواب، موجهة لرئيس مجلس الوزراء ووزارة الصحة والتعليم العالي، بشأن الانتشار الملحوظ في الآونة الأخيرة لما يسمى بمرض فيروس "جُدري القرود" بمختلف دول العالم.
وقالت النائبة البرلمانية، في طلبها، إن ما يتم تداوله بشكل سريع وملحوظ في الأيام القليلة الماضية حول الانتشار الكبير لما يسمى بفيروس " جُدري القرود " بعدد لا بأس به من دول العالم التي أعلنت عن اكتشافها لإصابات مؤكدة لمواطنيها بهذا المرض، حيث أعلنت كلاً من بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال وإسبانيا والسويد وبلجيكا وكندا ، عن أصابات مؤكدة بهذا المرض داخل أقاليمها الوطنية ، ولازال القوس مفتوح.
وأضافت عضو مجلس النواب، أنه وفقا لما أعلنته مختلف المنظمات والجهات المعنية بالشأن الصحي والوقائي على مستوى العالم مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمةCDC لمكافحة الأوبئة توصلنا إلى مرض فيروس جدري القرود هو مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة، ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا، وينتمي فيروس جدري القردة إلى جنس الفيروسات الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري وقد كُشِف لأوّل مرّة عن هذا الفيروس في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاجن بالدنمارك ، أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة.
وذكرت أن أعراضه تتمثل كونها تشبه أعراض مرض الجدري إلا أنها تختلف في تورم العقد اللمفية نتيجة الإصابة ، و تتراوح فترة حضانة فيروس جدري القرود عادة مدة 7- 14 يوم، إلا أنها يمكن أيضاً أن تتراوح بين 5- 21 يوم قبل بدء ظهور الأعراض، والتي تشمل الحمى، والصداع، وآلام العضلات، وألم الظهر وتورم العقد اللمفاوية، وقشعريرة، وتعب وإرهاق، وتوصلنا إلى أن هناك بعض التقارير الطبية التي تشير إلى إحتمالية وجود تحورات محتملة وسلالات مختلفة أخرى ستظهر في القريب العاجل من هذا الفيروس تجعله سريع الانتشار بين الأشخاص من الإنسان للإنسان، ما يجعله فيروساً قد يكون " مميتاً " ، وبغض النظر عن صحة تلك التقارير بشكل كلي أو جزئي إلا أنه وجب على الدولة المصرية اتخاذ ما يلزم من إجراءات استباقية وتدابير احترازية للتحول من الحالة العلاجية إلى الحالة الوقائية في مثل تلك الظروف والأوضاع الصحية المضطربة .
وأكدت أن هذا لن يتحقق إلا بتضافر الجهود بين وزارة الصحة والسكان ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال البدء فوراً وفقاً لما هو متوافر من معطيات ومعلومات عن الفيروس واحتماليات تحوره في إجراء الأبحاث العلمية والطبية الملائمة لمواجهة تلك الظاهرة بشكل سابق على ظهورها بالإقليم المصري - لا قدر الله-.
وطالبت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بضرورة تكثيف حملات توعية وثقافية عن المرض وطبيعته والاجراءات الاحترازية التي يجب علي المواطنين وخاصة الأطفال اتباعها للوقاية منه ، فالوقاية خير من العلاج، وذلك حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين التي تُعد هي أهم وأخطر ملفات ومهام الأمن القومي المعنية بها الدولة وقيادتها السياسية الحكيمة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، رئيس الجمهورية .
كما طالبت باتخاذ ما يلزم من إجراءات بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بالأمر بشأن وضع إستراتيجيات وتدابير إحترازية سابقة لمواجهة إحتمالية تفشي ذلك الفيروس بالقُطر المصري في الفترة المقبلة.
بيان برلماني عاجل
كما أعلن محمود قاسم، عضو مجلس النواب، تقدمه ببيان عاجل للمستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، موجه للدكتور خالد عبدالغفار القائم بأعمال وزير الصحة، بضرورة التحرك الفوري من قبل أجهزة الدولة المختلفة وعلى رأسها وزارة الصحة لمواجهة والكشف عن تفاصيل الوباء الجديد الذي ظهر مؤخرا في أوروبا ويسمى "جدري القرود".
وقال قاسم في بيانه، إن :"هناك حالات مؤكدة الإصابة بهذا الوباء وحالات لا زالت تحت التأكيد، والبيان العاجل موجه لوزارة الصحة حول هل هناك معلومات دقيقة لديها حول الوباء وأسبابه وأعراضه وكيفيه مقاومته؟".
وواصل :" ماهي الاجراءات الاحترازية التي ستتخذها الوزارة لمقاومة ومنع دخوله لمصر".
وأشار إلى أنه للأسف الشديد لم أجد من يتحدث عن هذا الوباء والإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة حتى الآن رغم انتشار هذا الفيروس بشكل سريع في أوروبا.
"احذروا لكن لا تقلقلوا"
فيما علقت الدكتورة إيرين سعيد عضو مجلس النواب، على التفشي الجديد لـ"جدري القردة" في أوروبا، بعد تأكد الإصابات في 5 دول على الأقل هي بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وألمانيا وإيطاليا فضلا عن الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.
وقالت النائبة البرلمانية، في تصريح خاص، إن هذا الأمر لا يدعوا للقلق، فنسبة انتشار "جدرى القرود" منخفضة إذا ما تم مقارنتها بالجدري الذي يصيب الأطفال العاديين، وهو ليس غريبًا، فقد تم اكتشافه في التجارب المعملية 1958.
كما طمئنت الدكتورة إيرين سعيد، المواطنين، موضحة أن العلاج معروف وخصائص الفيروس معلومة، مشيرة إلى أن فيروس كورونا لم يكن معلومًا لدي العلماء، لكن هذا المرض يتطلب احتكاك مباشر مع مريض الجدري.
وواصلت قائلة:"طرق التصدي لجدري القرودي تكاد تكون معروفة، وهو شبه الجدرى العادي وقد يكون أقل فتكًا ".