أصبح تواجد المرأة في المناصب القيادية سواء غربيا أو عربيا أمرا معتادا خلال السنوات الماضية، فلم يعد هناك مقعدا تعجز المرأة عن سد فراغه وملء مكانته وتحمل مسئولياته، وعلى الرغم من عملها في أغلب المناصب القيادية والسيادية إلا أن قيادة المجالس التشريعية لم تشهد حضورا نسائيا بالشكل الذى يعكس تطور مكانة المرأة في المجتمعات، حيث ظلت حتى وقت قريب قاصرة على الرجال فقط.
وقبل عشر سنوات كانت الحالات التي نجد فيها سيدة تقود مجلس تشريعى نادرة للغاية حتى في أعتى الديمقراطيات العالمية، وربما لأن هذا المنصب يتطلب حنكة سياسية عالية حتى تتمكن من ترويض الأحزاب السياسية وتوجيه الحكومة ومحاسبتها، وإقامة التوازن بين المعارضة والموالاه، وتنظيم الحياة التشريعية وسن القوانين، ولكن على مدار السنوات الماضية لم تترك المرأة هذا المنصب بعيدا عن منالها، حيث طرقت أبوابه واستطاعت أن تحجز لنفسها مقعد "الرئيس" وتقود القبة البرلمانية في عدد من دول العالم.
ومنذ أيام احتفت الصحافة الفرنسية بانتخاب يائيل برون-بيفيه أول سيدة لترأس البرلمان في تاريخ فرنسا، وجاءت تلك الخطوة في فرنسا متأخرة كثيرا مقارنة بتاريخ الدولة الأوروبية العريقة، حيث سبقتها إلى ذلك دول عديدة في أوروبا وآسيا والمنطقة العربية أيضا.
ويعتبر المراقبون أن هذه الخطوة تأخرت فيها فرنسا مقارنة بدول جوارها، حيث شهدت على سبيل المثال ألمانيا تولى سيدة رئاسة البوندستاج ثلاث مرات على مدار تاريخها، حيث تم انتخاب بيريل باس رئيسة له في أكتوبر 2021، وآنا ماري رينغر من الحزب الاشتراكي (1972 حتى 1976) وريتا زوسموت من الاتحاد المسيحي الديمقراطي (1988 حتى 1998).
ولم يكن هذا الإنجاز بعيدا عن إفريقيا فقبل عام شهدت جنوب السودان في يوليو 2021 إعلان حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم تعيين جيما نونو كومبا رئيسة للبرلمان المعاد تشكيله حديثًا، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب بالبلد الإفريقى.
وكان لافتا أن تخطو الدول العربية نحو تمكين المرأة بالمجالس التشريعية ليس فقط كنائبة بل رئيسة للمجلس، ففي 2018 انتخب أعضاء مجلس النواب البحريني فوزية زينل رئيسة للمجلس، لتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ المملكة.
وسبقت سوريا البحرين حيث تم انتخاب في 2016 هدية عباس أول امرأة لرئاسة مجلس الشعب في سوريا، وهي أول سيدة تشغل هذا المنصب منذ استقلال البلاد نهاية أربعينيات القرن الماضي، وبقيت في منصبها منذ شهر يونيو عام 2016 حتى شهر يوليو عام 2017.
وفى العام 2015 كانت الإمارات أول دولة عربية تشهد انتخاب سيدة لمجلسها التشريعى، حيث فازت أمل القبيسي، برئاسة المجلس الوطني الاتحادي “البرلمان الإماراتي” في دورته الجديدة بالتزكية، لتكون أول امرأة إماراتية وعربية تتولى رئاسة البرلمان في بلادها .
وفى آسيا انتخبت الجمعية الوطنية الفيتنامية (البرلمان) في مارس 2016، نغوين ثي كيم نغان رئيسة لمجلس النواب كأول سيدة تتقلد هذا المنصب في تاريخ البلاد، وفى يوليو 2013 تم انتخاب حليمة يعقوب رئيسة للبرلمان في سنغافورة لتكون اول سبدة تتراس البرلمان في سنغافورة، وكانت باكستان الأولى بآسيا حيث انتخبت الجمعية الوطنية الباكستانية "البرلمان" في 2008 فهميدة ميرزا رئيسة لها، وهى أول سيدة تشغل منصب رئيس البرلمان فى تاريخ باكستان.