واحة سيوة من أهم المقاصد للسياحة العلاجية، التي تعد قبلة للعديد من الوافدين من مختلف الجنسيات بحثا عن الراحة والتخلص من رحلة الألم من خلال وسائل طبيعية تعتمد على مقومات الطبيعة، التي منحها الله لتلك البقعة الساحرة، بجانب إنها تمتلك العديد من المزارات السياحية الهامة التي أيضا تجعلها أفضل مقد للراغبين في الاستجمام.
ومنذ بضعة أيام تداولت معلومات عن تجفيف أهم مزار سياحى في واحة سيوة وهى بحيرة "فطناس"، التي يطلق عليها واحة الغروب أو البحيرة الساحرة، وتداول مستخدمي عبر مواقع التواصل الاجتماعى صورا للبحيرة التي بدى عليها علامات الإهمال والجفاف، وأثارت تلك الصور غضب عدد من أعضاء مجلس النواب، حيث حذرت النائبة سميرة الجزار عضو مجلس النواب، من خطورة العبث والتخريب الذى يتم فى واحة سيوة بمحافظة مطروح، وتساءلت " الجزار " فى سؤال قدمته للمستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، عن أسباب قيام الوزارة بوضع معدات شفط للماء، بهدف تجفيف بحيرة فطناس التاريخية في واحة سيوة .
وقالت"الجزار"، إن مايحدث يعد كارثة، حيث أن منطقة جزيرة فطناس، التى تعد من أشهر المعالم والمزارات السياحية وأقدمها بواحة سيوة ومسجلة فى خريطة السياحة العالمية كأجمل مكان لمشاهدة غروب الشمس ولذلك سميت بواحة الغروب، مشيرة إلى أنها من إحدى المحميات الطبيعية المسجلة وهى منطقة تعتبر محطة للطيور المهاجرة وطيور الفلامنكو، غير إنها بحيرة للأسماك.
وأكدت النائبة، أن ما يحدث لبحيرة فطناس يعد جريمة في حق السياحة والبلد والمحميات والبيئة ولا تحتاج واحة سيوة إلى تجديد أو تطوير وتحتاج حماية بعدم المساس بهيئتها وطبيعتها، لإنها تملك طراز خاص فريد فى مبانيها الطينية وعيونها الرومانية الطبيعية ونخيلها القديم وهضابها ورمالها الشهيرة وغيرها، كما تتميز الواحة ببساطتها وطبيعتها وهو ما يتميزها والواحة لها طراز فريد فى العالم غير موجود، مشيرة إلى أنه لايوجد أى مبرر لهذا الإجراء وتجفيف بحيرة فطناس غير مقبول نهائيا والأهالى غاضبون لتضررهم بفقد أحد وأهم معالم واحة سيوة .
وأوضحت " الجزار " أنه بسؤال مشرفين وزارة الرى فى الموقع وحقيقة مانراه من تجفيف البحيرة أجابوا أنهم يجددون مياه البحيرة وهو مانتمناه ولكن ما نراه خلاف ذلك خاصة بعد ظهور مناطق من أرض البحيرة وتجفيفها نهائيا.
وتسألت "الجزار"، الدكتور عبد العاطى وزير الموارد المائية والري، عن حقيقة مايحدث فى بحيرة فطناس، مطالبة الحفاظ على البحيرة لأهميتها السياحية التى يعتمد عليها الكثير من أهالينا سكان واحة سيوة كمصدر للدخل، مشددة على طمأنة الأهالي ومحبين واحة سيوة أنه لامساس ببحيرة فطناس، وطالبت بالتوقف عن مايجرى على أرض البحيرة وتوضيح الموقف أمام الرأى العام.
ومن جانبه أكد النائب أيمن محسب، عضو مجلس النواب، على أهمية واحة واحة سيوة التي إذا تم الاهتمام بها ستتحول إلى مدينة علاج واستشفاء عالمية في إطار التوسع في إنشاء المجتمعات خضراء ومستدامة، لافتا إلى أن الدولة المصرية تسعى للتوسع في القطاعات المستهدفة بخطط التحول الأخضر، والتى تأتى في ضوء استضافة مصر لقمة المناخ "كوب 27" المقرر انعقادها في نوفمبر القادم، بمدينة شرم الشيخ.
وقال "محسب" ، إن سيوة تقع في الصحراء الغربية، حيث تبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وتنتشر فيها مياه الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج، وبها أربع بحيرات كبرى.
وأضاف أن الواحة تحتوي على عدة أماكن أثرية مثل معبد آمون، ومقابر جبل الموتى، كما تضم محمية طبيعية تبلغ مساحتها 7800 كم، تضم عدة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية، ويبلغ عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة تقريباً، يعمل أغلبهم بالزراعة أو السياحة.
ولفت إلى أن الواحة تشتهر بالسياحة العلاجية حيث يتوفر برمالها العناصر الطبيعية الصالحة لأغراض الطب البديل، قائلا:" ورغم كونها مدينة منعزلة إلا أنها مقصد سياحي أخضر هام، فبيوتها لها طابع تقليدي خاص بها ، حيث تبني من حجر الكرشيف الذي يتكون من الملح والرمال الناعمة المختلطة بالطين، وتصنع الأبواب والنوافذ من أخشاب شجر الزيتون والنخيل، وهى كلها خامات مستدامة لا تتسبب في انبعاثات كربونية تضر بالبيئة."
وأكد "محسب"، أن لابد من خطة لتطوير الواحة والبحيرة لتكون مدينة علاج واستشفاء عالمية، مطالبا بإنشاء أول مستشفي خضراء في مصر بها ، على أن يتم إنشائها وفقا معايير الجودة العالمية، وهو ما قد يساعد تحقيق هذا هذه الهدف.