ظاهرة الانتحار
تأثر الشارع المصري بانتحار شاب في بث مباشر عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، نتيجة خلافات عائلية، انتهت بقرار انتحاره في مشهد مؤثر لجميع مستخدمى السوشيال ميديا، لم تكن تلك هي الحادثة الأولى التي تكون "حبة الغلال" هي البطل الرئيسى في العديد من حالات الانتحار التي شهدها الشارع المصرى مؤخرا، فلم ننسى واقعة انتحار الطالبة "بسنت" التي راحت ضحية الابتزاز الالكتروني، بتناول حبة غلال أيضا، لتفارق الحياة في أقل من دقائق.
حبوب الغلال تستخدم كمبيد حشري لحفظ معظم أنواع الغلال والحبوب من التسوس وهو يدخل مصر بصورة رسمية كمبيد حشري مصرح به، لكن تورطه في وقائع الانتحار الأخيرة، إدى إلى تحرك عاجل من "البرلمان" لتقنين تداول تلك الحبوب ووضع محاذير في استخدامها، أملا في التصدي لهذه الظاهرة.
ومن جانبها حذرت النائبة آية مدني، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، من انتشار حالات الانتحار بواسطة حبة الغلة السامة نظرًا لسهولة تداولها وبيعها للمزارعين دون ضوابط أو رقيب، مشيرة إلى أن حبة الغلة يتم استيرادها من الصين والهند وتباع في محال المبيدات الزراعية والصيدليات البيطرية تحت أكثر من عشرة مسميات تجارية بأسماء مختلفة.
وأوضحت "مدنى"، أنه نظرًا لعدم وجود ضوابط تحكم تداول حبة الغلة بين المزارعين، فأصبحت مصدر رعب في كثير من البيوت الريفية وعنوانًا متكررًا في صفحات الحوادث، لتتحمل مسئولية عشرات الوفيات ما بين تسمم أو انتحار، لافتة إلى أن وحدة علاج السموم في مستشفى الطوارئ بالمنصورة استقبلت عامي 2018 و2019 نحو 400 حالة من المبيدات أغلبها تسمم بحبة الغلة، كما استقبلت الوحدة نفسها عام 2020 نحو 118 حالة أخرى أي 518 حالة في 3 سنوات فقط.
في حين قالت النائبة مى مازن، عضو مجلس النواب، إنها تقدمت بطلب إحاطة سابق للمستشار حنفى الجبالى، رئيس مجلس النواب، موجها لوزيرى التموين والزراعة، حول تقنين تداول حبوب الغلال المعروفة بـ"الحبة القاتلة".
وأشارت النائبة، إلى أن تلك الحبوب باتت شريكا رئيسيا فى زيادة حالات الانتحار التى يشهدها المجتمع المصرى خلال الآونة الأخيرة، قائلة: "لذا لابد من موقف حاسم حيال تداولها وحظر استخدامها خارج مجالات تخزين الغلال".
وأشارت مازن، خلال تصريحات خاصة لموقع "برلمانى"، إلى أن حبة الغلال زهيدة الثمن وسعرها لا يتجاوز جنيها واحدا، كما أنها فى متناول الجميع، لذا فهى أرخص وأسرع طريقة للموت.
وتابعت قائلة: "هذا السم القاتل بمجرد تناوله لن يتمكن أحد من إنقاذ من تناوله، فهى تسرى داخل الجسم ويكون مصير أغلب الحالات الوفاة، لذا وجب على الجهات المعنية حظر استخدامها إلا لأشخاص بعينهم"، مقترحة أن يكون تداولها من خلال شهادة أو وثيقة توضح للتاجر أوجه استغلالها، حتى لا تكون متوفرة للجميع.
كما طالبت النائبة هناء سرور، عضو مجلس النواب، بضرورة وضع حد سريع لتداول الأقراص التي تعرف باسم حبوب الغلة، مؤكده أن لجنة الزراعة والرى وضعت عدة توصيات للوزارة الزراعة طالبت خلالها بمنع تداول تلك الحبوب بالصورة الحالية ووضع ضوابط صارمة لمنع بيعها في الأماكن الغير متخصصة.
وأشارت إلى أن لجنة الزراعة بمجلس النواب أقرت عدة توصيات بشأن تداول حبة الغلة لعل أهمها ضرورة تفعيل الضوابط التي حددتها لجنة المبيدات بشأن تداول أقراص حفظ الغلال ودراسة الاتجاه إلى استخدام بدائل حيوية لحفظ الغلال، مع الإسراع في دراسة سبل تحويل المادة الفعالة المستخدمة في حفظها من صورتها الصلبة في شكل أقراص الى صورة سائلة يتم تعبئتها بأسطوانات الغاز
