تلعب المدن الجديدة دورا هاما في التنمية العمرانية التي تستهدفها الدولة المصرية، كما أنها تمثل فرصة واعدة لإعادة تشكيل الخارطة الاقتصادية واستغلال المقومات على نحو سليم، فمنذ سنوات تم تدشين عدة مدن عمرانية هامة، أبرزها مدينة العلمين ومدينة العاصمة الإدارية الجديدة، غرب أسيوط، غرب قنا، توشكى الجديدة، الأقصر الجديدة، شرق بورسعيد.
وأشاد برلمانيون بدور المدن الجديدة في نهضة الاقتصاد المصري، وفتح باب الاستثمارات الأجنبية والعربية في العديد من المجالات الاقتصادية، فمن جانبه قال النائب صالح سلطان، عضو مجلس الشيوخ، إن الدولة نفذت العديد من المشروعات القومية العملاقة خلال فترة وجيزة بمدينة العلمين الجديدة، حيث نجحت فى إنجاز عدد كبير من المشروعات السكنية والتجارية والسياحة والخدمية.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن الحكومة نفذت مشروع "العلمين ريفيرا" السياحى بالمنطقة الغربية بمدينة العلمين الجديدة المُقدم من ممثلى عدد من الشركات المصرية والأجنبية، بمثابة واحد من أهم المشروعات القومية الكبرى الذى سيحول الساحل الشمالى الى واجهة سياحية على مدار العام، يتمتع بها سياح العالم كله خاصة أن هذا المشروع يتضمن إقامة 10,250 غرفة فندقية، و3,975 شقة فندقية، كما يوفر 30 ألف فرصة عمل، مشيداً بالإعداد الهندسى رفيع المستوى للمخطط الرئيسى للمشروع، والذى تم بالتعاون مع عدد من الشركات والمكاتب الاستشارية العالمية الكبرى المتخصصة فى مجال التطوير السياحى والفندقى، وإقامة المشروع على مساحة نحو 10 ملايين م2، ويضم المارينا، ومنطقة ترفيهية للأسر، وأماكن لممارسة الرياضات المائية، وأندية الشواطئ، وأندية الجولف، ومحلات التجزئة والمطاعم ومدينة طبية، ومركز استشفاء، وكذلك مركز للإبداع والتعليم، يضم مدرسة دولية، وقاعة مؤتمرات.
في حين أكد النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، أن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بمتابعة أعمال إنشاء المدن الجديدة ومنها العلمين والمنصورة الجديدة والتدقيق فى الخدمات المقدمة، يأتي باعتبارها فرصة لإعادة تشكيل الخارطة التنموية والاقتصادية بالمحافظات لصالح المواطن المصري وخلق ظهير عمراني جديد للدولة يستوعب الزيادة السكانية الهائلة التي تحدث في مصر سنويا بتوفير مجتمعات جديدة تسهم في خفض البطالة وتخفيف الضغط على المدن القائمة، وإتاحة مسكن يليق بالمصريين بكافة فئاتهم والانطلاق نحو بيئة صحية، وتوفير الاحتياجات والأنشطة الأساسية للمواطنين.
ولفت عضو مجلس النواب، إلى أن الدولة شهدت ثورة عمرانية غير مسبوقة، خلال السنوات الماضية سواء على مستوى القضاء على العشوائيات وتطوير المناطق غير الآمنة، والتوسع في بناء مدن عمرانية جديدة متكاملة أو إنشاء وحدات إسكان فى مدن قائمة، بمختلف فئاته (الاجتماعى والمتوسط والمميز)، مشيرا إلى أن الحكومة تستهدف إنشاء 38 مدينة ذكية على مساحة إجمالية تبلغ 530 ألف فدان وتم الانتهاء من تنفيذ نحو 95٪ من مشروعات 14 مدينة ذكية، وأبرزها مدينة المنصورة والتي ستكون نافذة الدلتا السياحية، وتضم أنواع الإسكان المختلفة بجانب جامعة إقليمية، وأيضا شرق بورسعيد المدينة الساحلية الجديدة لخدمة أغراض تنمية منطقة قناة السويس والعلمين والعاصمة الإدارية الجديدة.
وشدد "عمار" على ضرورة أن يكون هناك إدارة مبتكرة وفعالة في قيادة تلك المدن للحفاظ على استدامة التنمية بها ومستوى العمران بها والصيانة المتوالية لجميع المشروعات وحسن استغلال الموارد البشرية، مطالبا بتفعيل خطط التسويق لتلك المدن الجديدة حتى تكون بوابة جاذبة لدعم الاستثمار والتعريف والترويج بالخريطة التجارية في تلك المدن وإتاحة الكتيبات الخاصة بالإجراءات اللازمة على أن تتضمن امتيازات محددة للمستثمرين وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة.