الجمعة، 22 نوفمبر 2024 08:04 م

2.6 مليون استرلينى طعام مهدر بالبرلمان البريطانى.. نشطاء يُدشنون حملة ضد بزخ المجلس التشريعى.. ويؤكدون: وجباتكم تُدفع من أموال الضرائب

2.6 مليون استرلينى طعام مهدر بالبرلمان البريطانى.. نشطاء يُدشنون حملة ضد بزخ المجلس التشريعى.. ويؤكدون: وجباتكم تُدفع من أموال الضرائب البرلمان البريطانى
الخميس، 25 أغسطس 2022 12:00 ص
كتبت آمال رسلان

فى الوقت الذى تواجه فيه بريطانيا أعلى معدل للتضخم مصحوب بأزمة ارتفاع أسعار وسوء معيشة للمواطنين، برزت حالة من الغضب اجتاحت المجتمع تجاه البرلمان البريطانى والذى من المفترض أن يقود إلى تيسير حالة البريطانيين.

 

حالة الغضب تفجرت بعد أن كشفت تقارير رسمية أن البرلمان يُهدر وجبات بما يعادل 2.6 مليون جنية استرلينى، تلك الوجبات المدعومة ويتم تقديمها لأعضاء مجلس العموم ومجلس اللوردات بينما يعيش أغلب المواطنين فى ظروف معيشية صعبة.

 

وانتقد نشطاء ضد فقر الغذاء أعضاء البرلمان واللوردات البريطانى بعد أن أظهرت طلبات حرية المعلومات أن البرلمان أهدر ما يعادل 2.6 مليون وجبة مدعومة على مدى السنوات الست الماضية، حيث تواجه البلاد أزمة تكلفة المعيشة.

 

 وسجلت السلطات البرلمانية 148.230 كيلوجرامًا من نفايات الطعام العام الماضى، بانخفاض من 152،688 كجم فى عام 2020، مع تسجيل 258،869 كجم فى عام 2019، وفقًا لصحيفة صنداى ميرور، التى نشرت نتائج طلب حرية المعلومات لأول مرة.

 

على مدى السنوات الثلاث السابقة لذلك، تم تسجيل 677.510 كجم من نفايات الطعام، حيث يُعتقد أن إجمالى النفايات على مدى السنوات الست يصل إلى 1.23 مليون كجم، أو 1230 طنًا، بقيمة تقديرية تبلغ 20.8 مليون جنيه إسترلينى، تعمل على أساس أن  تبلغ تكلفة الوجبة النموذجية حوالى 8 جنيهات إسترلينية.

 

ويعكس الانخفاض فى هدر الطعام المسجل بين عامى 2019 و 2020 إلى انخفاض الوقت الذى كان من الممكن أن يقضيه أعضاء البرلمان والموظفون بسبب جائحة Covid-19 وانخفاض أعداد الزوار فى الموقع.

 

وتأتى الأرقام الجديدة  أن 7.3 مليون أسرة قللت من حجم وجباتها أو تخطت وجبات الطعام تمامًا منذ بداية عام 2022، حيث ارتفعت بنسبة 60% تقريبًا.

 

وكتب جاك مونرو، الناشط فى مجال مكافحة الفقر الغذائى، فى صحيفة صنداى ميرور أن مستويات نفايات الطعام المسجلة فى البرلمان "تُظهر ازدراءً للناس العاديين".

 

ويدير البرلمان ما مجموعه 17 بارًا ومطعمًا، حيث شهد العديد منها خسائر مالية كبيرة وفقدت مجموعة المنافذ ما مجموعه 6.6 مليون جنيه إسترلينى خلال العام الأول من الوباء وحده.

 

ومُنحت المطاعم البرلمانية فعليًا دعمًا بقيمة 17 مليون جنيه إسترلينى لدعم عملياتها بين عامى 2018 و2021، فى وقت كان فيه العديد من الموظفين يعملون من المنزل فى ذروة الوباء.

 

كما انتقدت ليب ديم، النائب ويرا هوبهاوس، البرلمان بسبب مستويات الهدر فى وقت يواجه فيه الأفراد والشركات فى جميع أنحاء البلاد أزمة تكلفة المعيشة، ووصف النفايات بأنها "شائنة ومذهلة".

 

وقال متحدث باسم مجلس العموم: "يتخذ مجلس العموم ومجلس اللوردات لخدمات التموين عددًا من الإجراءات لتقليل كمية نفايات الطعام من منافذ البيع لدينا وإنتاج كميات أقل من نفايات الطعام مقارنة بالمعدل الوطنى لصناعة التموين".

 

وصنفت جمعية المطاعم المستدامة خدمات تقديم الطعام فى البرلمان على أنها منظمات ممارسات جيدة وحصلت على ثلاث نجوم من أصل ثلاثة كجزء من القسم البيئى فى برنامج Food Made Good Scheme.

 

وكشف طلب حرية المعلومات أن المواد الغذائية التى تم إهمالها على مدى ست سنوات يبلغ وزنها ثمانية أطنان، ويبلغ وزنها الإجمالى 1230 طنًا.

 

ويتمتع أعضاء البرلمان، الذين يحصلون على راتب قدره 82 ألف جنيه إسترلينى - وزيادة رواتبهم بنسبة 11% سنويا - بالطعام المدعوم فى وستمنستر.

 

يأتى ذلك فى الوقت الذى أخبر فيه أكثر من مليونى شخص بالغ فى المملكة المتحدة عن إجبارهم بشكل متكرر على البقاء دون طعام ليوم كامل، فى حين يواجه ملايين آخرون زيادات فى الأجور أقل من التضخم، ومن المقرر أن ترتفع فواتير الوقود إلى أكثر من 6000 جنيه إسترلينى سنويًا فى أبريل المقبل.

 

كشفت مؤسسة الغذاء أنه بين يناير وأبريل، كانت 7.3 مليون أسرة تقلل من وجبات الطعام أو تتخلى عنها تمامًا - وهى زيادة مذهلة بنسبة 57%.

 

وأنفق دافعو الضرائب رقمًا قياسيًا قدره 9.1 مليون جنيه إسترلينى لدعم الطعام والشراب فى غرف الطعام فى البرلمان فى 2020-2021.  هذا ما يقرب من ضعف مبلغ 4.6 مليون جنيه إسترلينى الذى تم إنفاقه قبل عام.

 

ومع ذلك، حاول البرلمان الدفاع عن نفسه قائلا إن نفايات الطعام ليست مجرد وجبات يتم التخلص منها، ولكنها تشمل مخلفات الأطعمة الجاهزة القابلة للتسميد.

 

وقال البرلمان إن جميع الأطعمة والمشروبات تباع بسعر أعلى من التكلفة وأن خدمات تقديم الطعام لا تقدم خدمة مدعومة.  وقال إنه فى حين أن بعض الأماكن تحقق ربحًا.

 

يمكن لأعضاء البرلمان الاستمتاع بأمثال شريحة لحم وشرائح البطاطس المقلية بأقل من 12 جنيهًا إسترلينيًا، وسمك السلمون والبطاطا المقلية مقابل أقل من 6.50 جنيهًا إسترلينيًا، أو الكارى مقابل 4 جنيهات إسترلينية أو البطاطس مقابل 85 بنسًا فقط.

 

وفى الوقت نفسه، يتمركز بنك طعام دائم على بعد ميل واحد فى وستمنستر مقر البرلمان، حيث يعيش 41% من الأطفال فى فقر.

 

ووفقًا لبيانات من مكتب الإحصاء الوطنى (ONS)  لقد تجاوز عدد كبير من سلع السوبر ماركت معدل التضخم، حيث ارتفعت تكلفة الحليب قليل الدسم بنسبة 34% فى المتوسط ​​خلال الاثنى عشر شهرًا الماضية.

 

ووفقا لميرور البريطانية فإن رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون تعهد بمعالجة هدر الطعام منذ أكثر من عقد من الزمان عندما كان عمدة لندن فى عام 2011، قائلاً: "إن التخلص من الجبال من الأطعمة الصالحة للأكل أمر جنونى عندما يشعر جميع سكان لندن بالضيق".

 

وأضاف: "أريد أن أفعل كل ما فى وسعى لمساعدة الناس على تقليل الهدر وتوفير النقود من خلال القيام بذلك وتحسين مدينتنا العظيمة".

 

وقالت النائبة الديموقراطية الليبرالية ويرا هوبهاوس لصحيفة The Mirror: `` إنه لأمر فظيع ومدهش أنه فى أزمة غلاء المعيشة، يكون البرلمان هو سبب الكثير من هدر الطعام.  يقع على عاتق المسؤولين واجب الحد من النفايات وحيثما أمكن، والتبرع بالفائض من الطعام للمجتمعات المحلية.


الأكثر قراءة



print