حدائق وقصر أنطونيادس بالإسكندرية هي حدائق يرجع بعض المؤرخين تاريخ إنشائها إلى الفترة البطلمية في مصر وهي أقدم حدائق مدينة الإسكندرية في مصر ويوجد بها مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة الكاملة الحجم لشخصيات أسطورية وتاريخية منها تماثيل فينوس آلهة الجمال وهي تحمل مرآة كبيرة تعكس أشعة الشمس في الصباح تجاه نوافذ القصر الجنوبية أيضا تماثيل تمثل الفصول الأربعة إضافة لأسود مصنوعة من المرمر.
وأثارت تلك الحديقة حاله من الجدل خلال الأيام القليلة الماضىة بعد الحديث عن تجريفها وقطع الأشجار التاريخية التي توجد بداخلها بغرض التطوير وهو ما دفع محافظة الاسكندرية بإصدار بيان بشأن ما نشر في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي من أنباء حول تجريف حديقة أنطونيادس بالإسكندرية وقطع الأشجار النادرة بها.
وأكدت محافظة الإسكندرية أنه لا صحة لتجريف حديقة أنطونيادس بالإسكندرية وقطع الأشجار النادرة بها، وتؤكد المحافظة أن حديقة أنطونيادس تعد أحد أهم الحدائق التراثية القديمة بالإسكندرية التي لا يمكن المساس بها، مُشددةً على تنفيذ خطة شاملة لتطوير الحديقة ورفع كفاءة جميع خدماتها، مع الحفاظ على كافة محتوياتها من التماثيل والنباتات والأشجار النادرة الموجودة بها، وذلك بهدف إعادتها لرونقها وطابعها التراثي التي كانت عليه، لتصبح بذلك مركزاً ترفيهياً حضارياً اجتماعياً بالمحافظة.
وناشدت المحافظة جميع وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة بين المواطنين.
ولم يقف الأمر عند نفى المحافظة حيث كشف المركز الاعلامي لمجلس الوزراء أنه فى ضوء ما تردد من أنباء حول تجريف حديقة أنطونيادس بالإسكندرية وقطع الأشجار النادرة بها، تواصل المركز مع محافظة الإسكندرية، والتي نفت تلك الأنباء، مُؤكدةً أنه لا صحة لتجريف حديقة أنطونيادس بالإسكندرية أو قطع الأشجار النادرة بها، مُوضحةً أن حديقة أنطونيادس تعد أحد أهم الحدائق التراثية القديمة بالإسكندرية التي لا يمكن المساس بها، مُشددةً على تنفيذ خطة شاملة لتطوير الحديقة ورفع كفاءة جميع خدماتها، مع الحفاظ على كافة محتوياتها من التماثيل والنباتات والأشجار النادرة الموجودة بها، وذلك بهدف إعادتها لرونقها وطابعها التراثي التي كانت عليه، لتصبح بذلك مركزاً ترفيهياً حضارياً اجتماعياً بالمحافظة.
ولكن لم يقف الأمر عند ذلك حيث تقدمت النائبة سميرة الجزار عضو مجلس النواب، بسؤال إلى المستشار الدكتور حنفي جبالى رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والسيد مرزوق القصير وزير الزراعة والمهندس عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية وأحمد عيسى وزير السياحة والآثار، بشأن تطوير حديقة أنطونيادس التاريخية بالإسكندرية.
وقالت النائبة، إن حديقة أنطونيادس تعتبر من بين أقدم الحدائق التي أنشأها الإنسان على مستوى العالم، وكانت تقع ضمن ضاحية إيلوزيس أو «جنات النعيم» ولقد عاصرت هذه الضاحية أحداثًا تاريخية مهمة لملوك البطالمة.
وفي القرن التاسع عشر كانت ملكًا لأحد الأثرياء اليونانيين، وكانت تعرف باسمه «حدائق باستيريا» حتى تملكها محمد علي باشا وأقام قصرًا له بها مسيرة الى أنه فى عام 1860 م عهد من قبل الخديوى إسماعيل إلى الفنان الفرنسي «بول ريشار» بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس وقد أضاف الخديوى إسماعيل عددا كبيرا من الأشجار والنباتات النادرة إلى الحديقة.
وقالت النائبة سميرة الجزار، إن ملكية القصر والحدائق آلت إلى أحد الأثرياء وهو البارون اليوناني جون أنطونيادس عام 1860 م والذي سميت الحدائق باسمه لاحقًا، وقد ظل جون أنطونيادس زمنًا بالقصر، وعندما توفي عام 1895 م آلت الحدائق والقصر بالميراث لابنه أنطوني الذي نفذ وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية العام 1918م وآلت إلى وزارة الزراعة التى أسندت الحديقة لمصلحة البساتين للإشراف.
وأكدت النائبة سميرة الجزار، أن لفظ التطوير أساء استخدامه مؤخرا في العديد من المؤسسات من تطوير للحدائق والشوارع وكورنيش البحر من قطع أشجار نادرة تاريخية كأشجار كورنيش العجوزة والتقليم الجائر للأشجار فى الشوارع والحدائق فى غياب المهندسين الزراعيين المتخصصين فى تقليم الأشجار، وفى غير الموعد العلمى المخصص للتقليم وهو شهر الخريف والشتاء، مما يسبب ضعف وموت الأشجار وتركيب سيراميك للأراضى بدلا من الحجر والنجيلة التى لا تليق بالحدائق التاريخية ولا بالذوق العام وبناء كافيهات ومحلات، وهو الأمر الذي يفسد الهدف من كونها حديقة للتنزه، موضحة أن الهدف من الحدائق هو الجلوس بها والاستمتاع بالخضرة والورود والتمشية بها ولا يحتاج الزوار إلى ملاهى أو محلات أو كافيهات تفسد الحديقة وهدوءها وجمالها وطبيعتها.
وقالت النائبة سميرة الجزار، إن المواطنين والمجتمع المدنى والعقلاء يطالبون من الحكومة الحفاظ على تاريخ الحديقة والتماثيل الرخامية النادرة الكاملة الحجم لشخصيات أسطورية وتاريخية، والنباتات النادرة.
كما يطالب الأهالى من الحكومة أن يقتصر التطوير على تنظيف الحديقة وتجديد سور الحديقة وتجريم قطع الأشجار نهائيا وعدم إعادة تنسيق الحديقة والحفاظ على معالمها التاريخية والإبقاء عليها كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس، كما يطالب الأهالى بالإستعانة بالأثريين وهيئة التنسيق الحضارى ومهندسين فنون جميلة للإشراف على عملية التطوير وتعيين مراقب للعمال ومنعهم من العبث بمكونات الحديقة أثناء العمل.
وقالت، إن الأهالى يطالبون ألا يكون هذا التطوير بهدف استقطاع قطعة من أرض الحديقة لعمل مشاريع تجارية مثل الكافيهات والمحلات أو فندق، مشيرة إلى أن هذا النوع من التطوير يخالف المادة 50 من الدستور التى تنص على أن: "تراث مصر الحضارى والثقافى المادى والمعنوى بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى ثروة قومية تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته (وليس تطويره) والاعتداء على أى من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون، وتولى الدولة اهتماما خاصا بالحفاظ على مكونات التعددية الثقافية فى مصر"وليس طمسها فى بعض الأماكن بقصد او بدون قصد مما يوجب علينا الانتباه والتيقظ لأى ايادى عابثة بإرثنا الحضارى والثقافى، بالإضافة لأننا نثمن ونشجع خطة الدولة التى تدعو للحفاظ على الأشجار والرقعة الزراعية والحفاظ على أى رقعة أرض خضراء، وأيضا نثمن مبادرة الرئيس السيسي "اتحضر للأخضر" ولا يجوز بأى حال من الأحوال العبث بحدائق أنطونيادس لإنها ثروة قومية بسبب أنها تعد من أقدم الحدائق فى العالم ومصر فخورة بتاريخها وتراثها وحضارتها على مر العصور، كما أن حديقة أنطونيادس، تقع على مساحة 96 فدانًا، وتعتبر متنفسا ومتنزها يليق بأهلنا فى الإسكندرية وبكل المصريين.
وتقدم النائبة للوزراء بعد أسئلة:
1- ما هى طبيعة التطوير والمخطط تفصيلا وتحديدا لحدائق أنطونيادس التاريخية؟
2- هل سيتم استقطاع جزء من الحديقة وعمل مشروع عليها؟ أم لا ؟ خاصة أن أهل إسكندرية والمجتمع المدنى المهتمين بالبيئة رافضين تماما بناء أى مبنى جديد داخل الحديقة سواء محلات أو كافيهات أو فندق مثلما حدث فى كارثة المنتزة فى الإسكندرية.
3- ما هى الهيئة التى أصدرت قرار تطوير حديقة أنطونيادس لوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية غير المعنية بالحدائق؟
4- ماذا تفعل شركة المقاولون العرب فى الموقع فى الحديقة وما هى الأعمال التى تم إسنادها لهذه الشركة العملاقة خاصة أن تصريحات مديرة الحديقة الدكتورة بدرية حسن تقول إن خطة التطوير شاملة والعمل يجرى على قدم وساق وسيستمر لمدة عام وسيكون فقط لتقليم وتهذيب الشجر وترميم سور الحديقة فهل شركة المقاولون العرب تستمر عاما لعمل سور؟
6- أحمل رئيس الوزراء المسؤلية بتصريحه بأن تجريف حديقة أنطونيادس وما يقال بقطع الأشجار إشاعة بالرغم أن المواطنين على الموقع الرسمي لمجلس الوزراء يؤكدون أن هناك شجر قد تم قطعه بأعينهم فبرجاء استدعاء المواطنين وسؤالهم وانتداب لجنة للمعاينة لمعرفة الحقيقة لإن هناك يدا تعبث فى الحديقة إن ثبتت أقوالهم.
7- رجاء انتداب فريق من الأثريين لمعاينة كل التماثيل الموجودة بالحديقة نظرا لشبهة سرقة التماثيل الأصلية ووضع تماثيل أخرى مقلدة خاصة بعد سرقة تمثال أنطونيادس عام 2017 ثم العثور عليه فى مقلب قمامة فى الإسكندرية بعدما عرف السارق أن تمثال أنطونيادس مقلد.
8- وعن اختفاء تمثال رأس الودفينشى من الحديقة منذ شهرين ثم وجدوا الرأس محطمة فى الحديقة وتم القبض على الجاني الذى اتضح أنه مريض نفسي، فهل تراثنا ومقدراتنا الثقافية وثرواتنا بدون تأمين، فمن المسئول عن الحديقة وتأمينها وحماية ما تحتويه من أشجار ونباتات نادرة وتماثيل أثرية؟