اجتمع عدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، على أن انتصار مصر في حرب أكتوبر كان حدثا يبدو للبعض مستحيلا، في ظل الظروف التى كانت تعانيها مصر في هذه المرحلة ، إلا أن المصري نجح في قهر المستحيل وفي هذا السياق قال المهندس أحمد صبور، أمين سر لجنة الإدارة المحلية والإسكان والنقل بمجلس الشيوخ إن مصر تمكنت فى حرب السادس من أكتوبر على تخطى ألام النكسة والهزيمة التى لحقت بينا فى 1967، وتحويلها إلى نصر مدوى سجل بحروف من نور فى صفحات التاريخ، فقد نجحت مصر فى استعادة كرامتها وكرامة أمتها العربية، ومنحت العالم درسا فى قدرة المصرى على قهر ما يراه الآخرون مستحيلا، وأن المصرى لا يتخلى ذرة رمل من أرضه، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، موجها التحية لكل من ضحوا بأرواحهم للحفاظ على شرف هذا الوطن وعزته.
وأكد "صبور" أن ذكرى انتصار أكتوبر المجيدة هى فرصة جيدة لاستدعاء قدرة المصريين على خلق الفرص من رحم الأزمات، والاستفادة منها وتحويلها إلى انجازات يشهد بها العالم، وتساهم فى تغيير الماضى والحاضر والمستقبل، مؤكدا أن التحديات الاقتصادية التى تمر بها مصر ستتمكن من عبورها بفضل الإصرار الذى تتمتع به القيادة السياسية والحرص على تحقيق التنمية الشاملة، وصناعة مستقبل أفضل لهذا الوطن.
وتقدم النائب أحمد صبور بخالص التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى وزير الدفاع الفريق أول محمد زكى، وجموع ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة المصرية، والشعب المصرى العظيم بمناسبة الذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة.
ووجه عضو مجلس الشيوخ، تحية فخر وإجلال إلى شهداء القوات المسلحة المصرية، الذين قدموا أرواحهم للدفاع عن هذا الوطن واستعادة أرضه المغتصبة، قائلا: "ستظل تضحياتكم محفورة فى وجدان كل مصرى، مكتوبة بحروف من نور فى سجل بطولات هذا الوطن التى لا تنضب أبدا"، مؤكدا على أهمية توعية الأجيال الصغيرة بتاريخهم والانجازات التى حققتها مصر فى حرب أكتوبر وما تبعها من مراحل التفاوض على استعادة الأرض والتى كانت من مركز قوة وليس ضعف.
ومن جانبه أكد الدكتور ياسر الهضيبي ، عضو مجلس الشيوخ، أن الاحتفال هذا العام يأتى في ظل خطوات مصرية مؤثرة على الساحة الإقليمية والعالمي، مشيرا إلى إن الدولة المصرية تواجه تحديات اقتصادية فرضتها الظروف العالمية، بصمود مثير للإعجاب والتباهي، حيث تسعى القيادة السياسية بكل قوتها من أجل دفع قطار التنمية في المسار المحدد له منذ سنوات، من خلال فتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد المصري، الذي بدأ خطة إصلاح ضخمة منذ سنوات ، ولازال يعمل من أجل خلق مناخ استثماري جذاب وواعد لتحسين جودة حياة المصريين.
وأكد عضو مجلس الشيوخ ، أن الدولة المصرية قوية بما يجعلها قادرة على مواجهة أي أزمات والخروج منها أقوى ، مؤكدا أن حرب السادس من أكتوبر خير مثال على قوة المصريين، وقدرتهم على هزيمة المنطق ، فقد نجح المصريين من تحويل الهزيمة إلى انتصار ، واستعادة كرامة الأمة العربية كلها ، والتغلب على خط بارليف الذي وصف بـ "المنيع" ، مشددا على أن المصريون لا يعرفون المستحيل.
وشدد "الهضيبي"، على ضرورة توعية الأجيال الجديدة بحرب أكتوبر وتأثير الانتصار الكبير الذي حققته مصر في 1973 على موازين القوى عرباي وإقليميا ، محذرا من محاولات التقليل من انتصار مصر ، أو الترويج لأفكار غير حقيقية عن المعركة وما دارت فيها سواء على المستوى الميداني أو الدبلوماسي.
ومن جانبه أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، على أهمية إطلاق إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، مشروع درامي ثقافي توعوي بعنوان "مصري"، لتوثيق كافة جهود أبطال الدولة المصرية في مختلف المجالات، سيكون بمثابة وجبة وطنية هامة تعزز الهوية الوطنية وإرساء قيم مهمة عن الشخصية المصرية، في عقول أبنائنا من النشء والشباب، موضحا أنه ذلك سيكون سلاح مهم في ظل ما سنواجهه الآن من حرب شرسة تقوم على "الكلمة " أكثر من السلاح.
ولفت إلى أن الذكرى الـ49 لنصر 6 أكتوبر، ستظل مرحلة فارقة وخالدة في تاريخ مصر، والتي جسدت ملحمة وطنية باقتدار لعزيمة وإرادة المصريين بعدم التفريط في أي شبر من أرض مصر واستعادة العزة والكرامة لمصر والأمة العربية، موضحا أن رجال القوات المسلحة قدموا نموذجا ملهما وشجاعا للعسكرية المصرية أمام العالم أجمع في التضحية والانتماء للوطن.
وأضاف "أبوالفتوح"، أن ذكرى انتصارات أكتوبر تحل علينا اليوم ونحن أمام تحديات جديدة من عمر الوطن، تختلف طبيعتها ولكن تظل تهديدات تتطلب الاصطفاف الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية من أجل استكمال معركة البناء والتنمية، مشددا أنه علينا أن نستمد من روح حرب أكتوبر الإصرار والعزيمة في بناء المجتمع وتحقيق المزيد من الإنجازات في شتى المجالات بالمزيد من العمل والتقدم لصنع المستقبل الذي يتطلع إليه شعبنا العظيم.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع أن يستكمل ما اتخذته حرب أكتوبر من نهج في إرساء السلام وإعلاء مصلحة الوطن وسيادة أراضيه بفرض احترامه وهيبته على الجميع واستعادة مكانة مصر إقليميا ودوليا وعربيا وأفريقيا كدولة ذات تأثير وثقل، فضلا عن الانطلاق نحو التنمية الشاملة، وهو ما يستدعي استمرار حشد قوتنا الشاملة والتكاتف الشعبي خلف قائدنا لتحقيق محطة جديدة من العبور نحو الجمهورية الجديدة والتي يسود فيها احترام الآخر والعمل المشترك وتطبيق المفهوم الشامل لحقوق الإنسان.
ووجه "أبو الفتوح"، التحية والتهنئة للشعب المصري صاحب الإرادة الدائمة في تغيير الواقع، وللقيادة السياسية ولقواتنا المسلحة الباسلة التي كانت وستظل الحصن المنيع للدولة المصرية في مواجهة كافة التحديات داخلياً وخارجياً، ولشهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم أرض مصر الطاهرة، وقدموا لأجيالٍ تأتي من بعدهم القدوة والمثل في التضحية والفداء والتي ستظل تعيش في ذهن ووجدان المصريين.
