"دموع ولى العهد الكويتى.. وتصفيق حار من النواب.. وتوعد بمحاسبة المقصرين فى حق الشعب".. ثلاث مشاهد بارزة خلال افتتاح مجلس الأمة الجديد، اعتبرها المراقبون للوضع السياسى الكويتى مؤشرا على بداية جديدة للعلاقة بين الحكومة والبرلمان، يتخذ كل فيها موضعه فى التنفيذ والمراقبة، والمصلحة الأولى الأخيرة رعاية الشعب.
فمع إلتئام المجلس التشريعى الكويتى الجديد لاحت بوادر أمل بعدم تكرار الأزكة السياسية التى عاشت فيها البلاد العام الماضى، حيث دار صراع حاد بين البرلمان والحكومة انتهى باستقالة الأخيرة وحل المجلس والدعوة لانتخابات مبكرة، لحلحلة الأزمة المتفاقمة وتصحيح المسار فى البلاد.
وحرصا من القيادة الكويتية على وضع أسس جديدة للتعامل بين المجلس التشريعى والحكومة تـلزم كل طرف بالقيام بدوره على أكمل وجه افتتح ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة الكويتي.
وأكد نائب أمير الكويت ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أنه سيكون "شخصيا" أول مَن يتابع ويحاسب الحكومة على برنامج عملها.
وعجت قاعة عبد الله السالم بمجلس الأمة الكويتي بالتصفيق الحار لولى العهد بعد أن غلبه البكاء في كلمته فى افتتاح دور الانعقاد الأول لمجلس الأمة عند ذكر الآية «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا».
وقال ولي العهد الكويتي، خطابنا اليوم هو خطاب العهد الجديد للمرحلة القادمة، وجميعنا شركاء في تحمل المسؤولية شعبا وأسرة حكم.
ودعا الشيخ مشعل، الشعب للاستمرار في متابعة نواب مجلس الأمة، ومحاسبتهم، وتابع قائلًا، الحكومة ستقوم بأداء دورها التاريخي غير المسبوق داخل مجلس الأمة.
وأكد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، على أهمية تطبيق القانون بكل عدل ومساواة على الجميع، وترسيخ مبدأ النزاهة والشفافية والإسراع في تنفيذ الملفات ذات الأولوية للقيادة السياسية ولشعب الكويت.
وقال ولي العهد الشيخ مشعل الصباح، عقب أداء الحكومة الجديدة برئاسة الشيخ أحمد نواف اليمين الدستورية، بمناسبة تعيينهم، أن أولويات القيادة السياسية في الكويت هي حفظ أمن الوطن والمواطن وتنفيذ المشاريع التنموية والارتقاء بالمنظومة الصحية وتطوير العملية التعليمية وتوفير الرعاية السكنية للمواطنين ومعالجة الشؤون الاقتصادية والاستثمارية ومكافحة الفساد وملاحقة المفسدين وغيرها من القضايا والملفات ذات الاهتمام.
ولفت في كلمته إلى ضرورة أن يستمر الشعب بمتابعة أداء نواب مجلس الأمة و"محاسبتهم"، وقال: "الحكومة ستقوم بأداء دورها التاريخي غير المسبوق داخل مجلس الأمة.. ولن تتدخل في عملية اختيار رئيس مجلس الأمة".
ودعا ولي عهد الكويت أعضاء مجلس الأمة إلى الوفاء بالوعود التي قطعوها، مناديًا بالوقت ذاته بالابتعاد عن المهاترات في مجلس الأمة والأصوات الخارجة عن أدب الحوار.
وطالب ولي عهد الكويت النواب والمواطنين في كلمته التي ألقاها بألّا يستمعوا لدعاة الفرقة والفتنة الذين يراهنون على ضرب الوحدة الوطنية في البلاد.
وفى أول مؤشر على التوافق داخل مجلس الأمة الكويتي الجديد، أفاد تلفزيون الكويت الرسمي، بأن المجلس اختار أحمد السعدون رئيسًا جديدًا له بالتزكية.
وكانت الكويت قد اعلنت أمس إعادة التشكيل الحكومي الجديد لرئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، مكتملا بـ15 وزيرا، وتغيير 8 وزراء، قبل افتتاح ولي العهد الكويتي لدور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة الكويتي.