"أسرع وبيوفر فى الوقت"، هذا هو المعروف عن مترو الأنفاق كوسيلة مواصلات، إذ يعد مترو الأنفاق أسرع وأنظف وسيلة مواصلات فهو لا يقف فى إشارات مرور ولا يخرج منه عوادم تضر البيئة مثلما يحدث فى باقى وسائل المواصلات، وقد أصبح مترو الأنفاق حاليًا من أهم وسائل المواصلات التى تتوسع بها كل الدول، خاصة فى الدول التى يرتفع بها عدد السكان ويوجد بها محافظات ومدن مزدحمة.
وذلك لقدرة مترو الأنفاق الهائلة على نقل عدد كبير جدًا من الركاب فى وقتٍ واحد دون التأثر أو التأثير سلبًا على حركة المرور فى الطرق الرئيسية، هذا بجانب عمله بالطاقة الكهربائية وهو ما يجعله أكثر وسائل المواصلات صداقةً للبيئة بخلاف الوسائل التى تعمل بالفحم أو مشتقات البترول وتلوث البيئة المحيطة.
ولأن الدولة المصرية تحرص على الحد من التلوث من خلال التوجه إلى "الاقتصاد الأخضر"، كما تحرص على التصدى لمشكلات التكدس المرورى خاصة بشوارع القاهرة الكبرى، تتجه الدولة حاليًا لما يسمى بـ"النقل النظيف"، وذلك من خلال التوسع فى شبكة خطوط مترو الأنفاق وعمل مشروعات أخرى جديدة كمشروع المونوريل ومشروع القطار الكهربائى، هذا بخلاف ما تقوم به من تحويل سيارات العمل الحكومية للعمل بالغاز الطبيعى بدلًا من البنزين لخفض كم الانباعاثات والحد من التلوث.
ويعد التوسع فى شبكة خطوط مترو الأنفاق، من أكثر المشروعات التى تسير فيها الدولة بخطوات متسارعة، كما وضعت خطة متكاملة لذلك حتى عام 2030، وذلك بهدف تخفيف الضغط على الطرق وتقليل الازدحام وتسهيل حركة المرور، حيث وجهت الدولة ضمن موازنة السنة المالية الحالية 22/23 ما يزيد عن 35.2 مليار جنيه للانتهاء من 15 محطة بالخطين "الثالث والرابع" بواقع 11 مليار للخط الثالث و 24.2 مليار للخط الرابع.
وبحسب التقرير الصادر عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية حول الخطة العامة للدولة للسنة المالية الحالية 22/23، والموجه للجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، يصل إجمالى الأطوال التى ستضيفها المحطات الجديدة المقرر الانتهاء منها بنهاية العام المالى الحالى إلى نحو 17.3 كيلو متر، ليرتفع بها إجمالى أطوال خطوط مترو الأنفاق من 89.1 كم حاليًا إلى 106.7 كم بنهاية 22/23 بارتفاع بلغت نسبته 19.7%.
فيما يرتفع إجمالى عدد المحطات من 74 محطة حاليًا إلى 89 محطة بنهاية العام المالى الحالى 22/23 بزيادة تبلغ نسبتها 20.3%، وتستهدف الدولة الاستمرار فى التوسع فى شبكة خطوط مترو الأنفاق حتى عام 2030، لتربط به المزيد من المناطق بعضها ببعض وتزيد من عدد الركاب المستفيدين به – والذى يصل عددهم إلى 3.5 مليون راكب يوميًا- لدرجة ستجعل حتى من يمتلك سيارة خاصة سيفضل استخدام مترو الأنفاق فى تحركاته اليومية عن استقلال سيارته.
وذلك لما يوفره المترو من الوقت والمال أيضًا، خاصة فى ظل ارتفاع أسعار البنزين المستمرة مقارنة بتكلفة أسعار تذاكر المترو، وأيضًا فى ظل ما تنفذه الدولة حالياً من ساحات انتظار أعلى محطات المترو الجديدة سواء التى تم تشغيلها أو الجارى العمل بها، وهو ما سيسهل على من يمتلك سيارة تركها فى ساحة الانتظار واستخدام المترو فى المناطق التى يربطها بعضها ببعض على مستوى القاهرة الكبرى.
ولا تقتصر أهداف الدولة فى التوسع فى شبكة خطوط مترو الأنفاق على تخفيف الضغط على الطرق واستيعاب عدد أكبر من الركاب يوميًا فقط، ولكن تستهدف أيضًا التقدم بمركز مترو الأنفاق على مستوى العالم ضمن تصنيف "أطول 114 مترو أنفاق بالعالم"، إذ يحتل مترو الأنفاق المصرى حاليًا المركز الـ 35 ضمن أطوال 114 مترو فى العالم، وتستهدف الدولة وصوله للمركز 32 بنهاية العام المالى الحالى بعد إضافة 17.7 كم أطوال لخطوطه، فيما تستهدف وصوله للمركز الـ 25 بحلول عام 2030، بعد زيادة أطوال شبكته أكثر وأكثر على مدار السنوات المقبلة وزيادة عدد محطاته.
وكان المهندس كامل الوزير وزير النقل، قد افتتح مطلع الشهر الحالى، الجزء الأول من المرحلة الثالثة للخط الثالث لمترو الأنفاق، والتى تشتمل 4 محطات نفقية وهى "ناصر، ماسبيرو، صفاء حجازى، الزمالك، الكيت كات"، ويعد العمل فى هذه المرحلة من أهم مراحل مترو أنفاق القاهرة الكبرى، حيث يتم لأول مرة ربط القاهرة بالجيزة من محطة مترو "ناصر" التبادلية التى تربط الخط الثالث بالخط الأول "حلوان- المرج"، وهو ما سيمكن أكثر من مليونى راكب يستقلون الخط الأول من استخدام الخط الثالث بسهولة دون الحاجة للتبديل فى محطة مترو العتبة الحالية.