مقطع فيديو انتشر كالنار فى الهشيم خلال الساعات الماضية، يظهر فيه عدد من الجنود الروس الأسرى يُقتلون بواسطة القوات الأوكرانية، هذا الفيديو الذى إذا ثبتت صحته سيعد جريمة حرب مثبته ضد النظام الأوكرانى.
الفيديو أجج غضب موسكو تجاه كييف، والتى تبعت نشره بهجمات مكثفة على أوكرانيا، انتقاما من إعدام جنودها كما تزعم، فيما بدأت الدوائر الرسمية والتشريعية فى بحث الرد المناسب.
وقال رئيس مجلس الدوما الروسى فياتشيسلاف فولودين، إن نظام كييف يستحق أشد عقوبة على فظائعه، مؤكدا أن رؤساء الدول الأوروبية لم يدينوا جرائمه حتى الآن.
وأضاف فولودين، وفقا لـ"روسيا اليوم": "إنه يجب على الدول التى تتعاون مع نظام كييف أن تفهم أنها تدعم الدولة النازية والساديين".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت مؤخرا أن "قوات كييف أعدمت أكثر من 10 أسرى حرب من الجنود الروس"، لافتة إلى أن "الجريمة صوّرها المجرمون ونشروها دون إخفاء وجوههم".
وأكدت الوزارة فى بيانها أن "الفيديو المنشور لهذه المذبحة الجماعية بحق الأسرى الروس العزّل، يؤكد طبيعة نظام كييف الوحشية بقيادة زيلينسكى ومن يدافعون عنه ويدعمونه".
وفى أحد مقاطع الفيديو، يظهر نحو عشرة جنود يبدو أنّهم روس يخرجون الواحد تلو الآخر من مخبأ وأياديهم فى الهواء، ثم يستلقون ووجوههم على الأرض بناء على أوامر جنود أوكرانيين على ما يبدو، يوجهون إليهم سلاحهم.
وينتهى مقطع الفيديو فجأة عندما تظهر صورة ظلال أشخاص آخرين من الملجأ ويبدو أنهم قاموا بإطلاق النار. ويُظهر مقطع فيديو آخر صوّرته طائرة بدون طيار، المكان نفسه وفيه نحو عشر جثث لجنود ملقاة فى بقع من الدماء.
وتوعد الكرملين بالعثور على المسؤولين عن مقتل مجموعة من الجنود الروس فى أوكرانيا ومعاقبتهم عما وصفه بأنه عملية "إعدام"، فى الوقت الذى قالت فيه كييف إنّ هؤلاء الجنود قُتلوا بعد استسلام وهمى.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف: "من الطبيعى أن تبحث روسيا بنفسها عن أولئك الذين ارتكبوا الجريمة. يجب العثور عليهم ومعاقبتهم"، وأضاف أن موسكو ستتوجّه إلى الهيئات الدولية لهذا الغرض "إذا كان من الممكن أن يكون ذلك مفيداً".
وحاولت أوكرانيا نفى الاتهامات لها حيث قال مسؤول حقوق الإنسان بالبرلمان الأوكرانى دميترو لوبينيتس، إنّ مقاطع الفيديو تُظهر "استسلاماً وهمياً" وأنّ الجنود الروس "ارتكبوا جريمة حرب بفتح النار على القوات المسلّحة الأوكرانية".
وأضاف "العسكريون الروس الذين قُتلوا فى هذا الحادث "لا يمكن بالتالى اعتبارهم أسرى حرب".
وأضاف، أن الجنود الأوكرانيين كانوا يدافعون عن أنفسهم ضد الجنود الروس الذين تظاهروا بالاستسلام، مضيفا أن مقتطفات من الفيديو الذى قالت موسكو إنه دليل على إعدام كييف جنوداً روساً سلَّموا أنفسهم، أظهرت فى الواقع أن الروس لجأوا إلى التظاهر بالاستسلام، وارتكبوا جريمة حرب عبر فتح النار على القوات المسلحة الأوكرانية.
وفى أول رد فعل أمريكى، قالت مبعوثة واشنطن المعنية بجرائم الحرب، إن الولايات المتحدة تراقب مزاعم قيام القوات الأوكرانية بإعدام جنود روس، ذاكرة أن جميع الأطراف يجب أن تواجه عواقب إذا ارتكبت انتهاكات فى الصراع.
وقالت بيث فان شاك، السفيرة الأمريكية للعدالة الجنائية العالمية: "من الواضح أننا نتتبع ذلك عن كثب".
وذكرت: "من المهم حقًا التأكيد على أن قوانين الحرب تنطبق على جميع الأطراف بالتساوى: كل من الدولة المعتدية والدولة المدافعة وهذا متساوٍ"، مضيفة أن "جميع أطراف النزاع يجب أن تلتزم بالقانون الدولى أو ستواجه العواقب".