جهود الدولة فى ملف مكافحة المخدرات كثيفة للغاية، أملا فى الحفاظ على نشء وجيل كامل من مخاطر الإدمان، القادرة على تدمير مستقبل الأجيال القادمة، إذا لم يتم الالتفات إليها، ومحاربتها بخطة جيدة، مثلما فعل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان واستعان بالنجم العالمى محمد صلاح، ليقود حملة "انت أقوى من المخدرات"، التى نجحت فى دورها لتوعية الشباب من مخاطر المخدرات، لكن مازالت التحديات تحاصر الدولة فى هذا الملف، خاصة بعد استحداث أنواع جديدة تستهدف النشء فى أعمار صغيرة للغاية، وتدق ناقوس الخطر دون سابق إنذار.
تناول البرلمان هذا الملف من أجل الوصول لحلول حاسمة لمكافحة المخدرات وانتشارها داخل المجتمع، حيث تقدمت النائبة عايدة السواركة عضو مجلس النواب بسؤال برلمانى إلى المستشار حنفى جبالى رئيس المجلس موجه إلى رئيس الوزراء، بشأن استحداث أنواع جديدة من المخدرات، مؤكدة أنه بعد الارتفاع الكبير فى أسعار المخدرات التقليدية التى كنا نسمع عنها كثيرًا، وتصدى رجال الأمن للاتجار فيها أو تهريبها، مؤكدة أن بعض التجار لجأوا لاستحداث أنواع جديدة من المخدرات تتخذ أشكال يسهل تهريبها فى صورة "لبان" أو "حلوى" أو "بونبوني"، حتى يتعذر كشفها عند عمليات الفحص والتفتيش.
وثمنت النائبة عايدة السواركة، جهود الحكومة وأجهزتها للتصدى لتجار المخدرات ومكافحتها بالقوانين والمداهمات الأمنية، أو من خلال التوعية عبر البرامج والأفلام، فى ظل الحيل المبتكرة التى يلجأ إليها التجار.
وأوضحت، أن أحد أنواع المخدرات الجديدة ويطلق عليه اسم "الشابو"، ويطلق عليه اسم "الكريستال" لأنه يشبه إلى درجة كبيرة شكل الكريستال فضلا عن الأسماء الأخرى التى يطلقها الناس عليه "كالثلج" و"الأيس" و"الجلاس"، ويتم تعاطيه عن طريق طحنه ليتحول إلى بودرة ثم يتم استنشاقها بعد ذلك أو إذابته فى ماء ووضعه داخل حقن ومن ثم داخل الوريد فى الجسم.
وشددت النائبة، على أن أضرار المخدرات وخطرها معروفة للكافة، فهى تمتد لتشمل الكثير من أعضاء جسم الإنسان وخاصة فى حالات الإدمان وقد تمتد هذه الأضرار تسبب الوفاة، تؤثر على المدمنين تأثيرًا مباشرًاعلى قواهم العقلية وعلى إدراكهم بواطن الأمور .
ونوهت، إلى أن هناك العديد من التجارب والدراسات العلمية التى أجريت مؤخرًا أثبتت مدى الارتباط بين هذه الأنواع الجديدة من المخدرات، والجرائم الغريبة التى شهدها المجتمع مؤخرًا، مثل جريمة قتل الإسماعيلية.
فيما حذر النائب أحمد فرغلى، عضو مجلس النواب، من انتشار مخدر الشابو والأيس، الذى يهدد الشباب المصرى خلال الفترة الراهنة، مؤكدا أن هناك موجة لانتشار المواد المخدرة بالأنواع الجديدة، مثل "الأيس والشابو" التى باتت تهدد المجتمع بكافة شرائحه.
وأكد عضو مجلس النواب، خلال تصريحات لموقع "برلمانى"، أن الحكومة عجزت حتى الآن فى التصدى لتلك المشكلة، مؤكدا أن هذه المواد تنتشر بشدة بين الشباب، وهذه مسئولية تضامنية بين وزارات الصحة والداخلية والتضامن، لأن هذه المواد تصيب المدمن بسلوك عداونى شديد يصل لمحاول قتل وسرقه أفراد أسرته، مطالبا بضرورة التوسع فى مراكز علاج الإدمان التى تساعد الشباب فى حل تلك الظاهرة، وعلاج المرضى خوفا من تفشى تلك الظاهرة، التى تؤثر على جيل كامل سيقود الوطن الأعوام المقبلة.
كما طالبت النائبة أمل سلامة، بضرورة وزارتى التعليم والتعليم العالى، بمحاصرة خطر تفشى المخدرات بين طلاب المدارس والجامعات، من خلال إلزامهم بإجراء تحليل المخدرات لطلاب المدارس والجامعات وجميع العاملين بالمنظومة التعليمية، وعلاج من يثبت تعاطيهم، وإعادة تأهيلهم لإدماجهم فى المجتمع مرة أخرى.
وأوضحت سلامة، أن الشباب هم قادة المستقبل، والقلب النابض فى الجمهورية الجديدة، وعلى الدولة الاستثمار فى هذا المستقبل، لحماية نحو 25 مليون طالب بالمدارس والجامعات من خطر التدخين وتعاطى وإدمان المخدرات، والحفاظ على محراب العلم والفكر، وقدسية الحرم الجامعى من تلك الظاهرة السيئة التى تهدد مستقبل الطلاب.
وأشارت النائبة، إلى أن تدخل الدولة ومنظمات المجتمع المدنى، والمدارس والجامعات والأندية الرياضية ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، لمواجهة هذا الخطر الجسيم الذى يهدد المجتمع، وخصوصا أن نسبة التدخين وتعاطى المواد المخدرة بمختلف أنواعها تتزايد بين طلاب تلك الفئة العمرية، حيث أكد تقرير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ارتفاع معدلات تدخين الشيشة والسجائر، والحشيش والبانجو الأكثر تناولا بين الطلاب ثم يأتى مخدر الفودو والاستروكس والهيروين.
وأكدت أمل سلامة، أن تعاطى المخدرات كانت الدافع الرئيسى لارتكاب الجرائم البشعة التى هزت المجتمع فى الفترة الأخيرة، وزيادة معدلات الجريمة بمختلف أنواعها، ومن بينها التحرش والاغتصاب والسرقة والانتحار والقتل والمشاجرات الأسرية، لما للمخدرات من تأثير خطير على سلوك الأفراد ووعيهم وقدرتهم فى السيطرة على تصرفاتهم.