أيام وتلملم سنة 2022 أوراقها تاركة خلفها لبنان يعانى من أزمات عديدة سياسية واقتصادية حطت على أهله خلال هذا العام، مع توقعات بتفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة فى ظل تعذر انتخاب رئيس جديد للبنان فى الجلسة النيابية العاشرة خلفا لميشال عون، الذى انتهت ولايته فى 31 أكتوبر الماضى.
وتعد الجلسة العاشرة هى الأخيرة فى العام 2022 وانتهت دون توافق على رئيس الجمهورية، ويقود حزب الله وحلفاؤه بالبرلمان فيتو ضد انتخاب الرئيس اللبنانى، حيث يصوت نوابه بالورقة البيضاء، والتى تصل فى كل جلسه ل 50 صوتا.
وبعد الاخفاقات المتتالية للبرلمان ايقن الجميع أن الحل لأزمة لبنان لا بد أن يأتى من الخارج، حيث عادة ما يحتاج انتخاب الرئيس فى لبنان إلى تفاهمات إقليمية، وفى هذا الإطار قالت صحيفة النهار اللبنانية، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور لبنان في 22 ديسمبر الجاري، موضحة أن الزيارة ستستمر لبضع ساعات لزيارة الجنود في الوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" العاملة في الجنوب اللبناني.
ونقلت الصحيفة، أن الزيارة الخاطفة تتخذ أبعادا بارزة عشية عيد الميلاد، معتبرة أن الرئيس الفرنسي بهذه الزيارة يوجه رسالة للبنانيين حيال أولوية حل الأزمة الرئاسية.
وبدأت الصحف العالمية والعربية تلمح إلى طبخة يتم إعدادها للملف اللبنانى، حيث أشارت صحيفة اللواء اللبنانية، إلى أن التأزم الإقليمي والدولي على أكثر من صعيد انطلاقاً من الحرب الروسية - الأوكرانية، وما يتشعب عنها من أزمات، يؤكد بأن الملف اللبناني لم يعد أولوية لدى الدول التي كانت عادة تهتم بالوضع اللبناني.
إلا أن الصحيفة توقفت عند تحرك قطرى فرنسى فى الملف اللبنانى، ونقلت عن مصادر أن الاتصالات ستنشط في الأيام المتبقية من هذا العام في اتجاهات مختلفة حول الملف الرئاسي، ورأت أن اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون يتقدم على ما عداه من اسماء متداولة لتولي سدة الرئاسة، وأن ذلك ينبع من كون أن قائد الجيش يمثل مكانة مرموقة لدى غالبية القوى السياسية في لبنان، وكذلك فإنه محط ترحيب خارجي، وأن دعم وصوله إلى قصر بعبدا من قبل القوى السياسية يزداد يوماً بعد يوم.
فيما ركزت سكاى نيوز على التحرك الأيام الماضية، حيث استقبلت قطر قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، ما رفع أسهمه في سباق الوصول إلى رئاسة الجمهورية، وذلك بالتزامن مع ترويج "معلومات" عن توافق دولي وشبه إقليمي على اسمه.
والمملكة العربية السعودية استقبلت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بمبادرة فرنسية كما قيل، ما كسر الجليد بين المملكة ولبنان.
وتعيش لبنان فى أزمة اقتصادية طاحنة زادها انفجار مرفأ بيروت، وقد شهدت أغلب القطاعات تعطلا في تقديم الخدمات، حيث توقفت خدمات الاتصالات والإنترنت لعدة أيام في مناطق مختلفة بالبلاد، بسبب إضرابات مهنية للمطالبة بتحسين لرواتب والتي انهارت قيمتها على مدى السنوات الثلاث الماضية، إثر هبوط الليرة اللبنانية مقابل الدولار.
وفى ظل هذا الخلاف بين الأطياف السياسية سيظل انتخاب الرئيس معضلة، فانتخاب رئيس للبلاد يستوجب توافقات داخل الكتل السياسية اللبنانية باختلاف انتماءاتها، وتصدر بشكل يومي دعوات دولية بضرورة تجاوز المصالح الشخصية وتغليب مصلحة لبنان والعمل على التوصل إلى اتفاق يتجاوز حالة الفراغ في السلطة.