يمتاز الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، بالهدوء والرصانة، بالطبع فهو سياسى مُحنك شغل سابقًا منصب وزير التضامن الاجتماعى والتموين فى وزارة أحمد نظيف، ثم شغل نفس المنصب فى وزارة أحمد شفيق، قبل أن يتولى رئاسة لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب خلال الفصل التشريعى الأول، ومنها إلى تولى حقيبة وزارة التموين والتجارة الداخلية عام 2017 وحتى اليوم.
حالة الهدوء والثقة التى دائما ما تُسيطر على المصيلحى أثارت غضب أعضاء مجلس النواب، فقد شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، والمُخصصة لمناقشة 151 أداة رقابية موجهة للوزير، هجومًا حادًا وعنيفًا على وزير التموين بسبب حالة الانفلات التى تشهدها الأسواق وارتفاع أسعار كثير من السلع دون رادع، إلا أن الوزير قابل هذا الهجوم بـ"ابتسامة هادئة" وأحيانا بـ"إيماءات جسدية" اعتبرها بعض النواب "استفزازية".
ووجهت النائبة سناء السعيد، عضو مجلس النواب، انتقادات حادة لوزير التموين والتجارة الداخلية على المصيلحى، بسبب ارتفاع الأسعار، قائلةً: "الحكومة تتفرج على معاناة المواطن"، مؤكدة مسؤولية وزير التموين عن ارتفاع الأسعار.
وانتقدت رد فعل الوزير على كلمات النواب بشأن أزمة ارتفاع الأسعار واستقباله الكلمات بـ"ابتسامة"، وقالت "الوزير مبتسمًا، ابتسامة الوزير ما هى إلا استفزاز لنا، نحن نواب الشعب لماذا هذا رد الفعل؟ ولا إجابات عملية لديه؟".
فيما طالب النائب محمود بدر، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، بضبط تصريحاته باعتباره مسئولا سياسيا وتنفيذيا، قائلا: "السيد الوزير قال فى تصريحات سابقة إن المواطن عايز زيت "بيور"، وتساءل هو أنت جاى تاخد دعم ولا تتأنعر".
وتابع بدر: "على الحكومة ضبط تصريحاتها، وعلى كل وزير أن يعلم أنه يعمل لدى الشعب المصرى وبياخد مرتبه من الضرائب التى يدفعها الشعب المصرى، وبلاش الوزير "يتأنعر" على الشعب".
وأضاف عضو مجلس النواب: "بجملة الضحك والكوميديا انهاردة والوزير بيضحك، عندى نكتة من 2018، مواطن حُذفت زوجته من بطاقة التموين بحجة إنها متوفاة، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن يحاول إثبات إن زوجته على قيد الحياة".
وبدوره فتح النائب رضا غازى، عضو مجلس النواب، النار على وزارة التموين والدكتور على المصيلحى بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، قائلا: "الأسعار فى ارتفاع مستمر وأصبحت فى متناول الأثرياء على مرأى ومسمع من وزارة التموين".
وقال غازى: "سُئِل الإمام على بن أبى طالب: من أحقر الناس؟ فقال: من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم"، مُضيفًا: "الشعب يريد من ينظر إليه بعين الرأفة والرحمة، يجب فتح المجمعات الاستهلاكية، الأمر يحتاج إلى تدخل من الرئيس السيسى شخصيا".
واستشهد النائب بالآية رقم 61 من سورة البقرة: "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ"، متابعا: "عُذرًا سيدنا موسى مصر لم تعد أرض النعيم".