يواجه الشيخ محمد متولى الشعراوى انتقادا لاذعا منذ وفاته عام 1998 – أي منذ 24 سنه - عن عمر يناهز87 عاما، تاركا إرثا من الحلقات التليفزيونية من خواطره حول آيات القرآن الكريم، وعدد من المؤلفات مثل: "خواطر الشعراوى، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، خواطر قرآنية، معجزة القرآن، من فيض القرآن، المرأة في القرآن الكريم"، إلا عملية انتقاده وصلت ذروتها خلال الأيام الماضية بوصفه أنه شيخ متطرف وليس وسطيا كما يدعي البعض، كما قال أنه يهين النساء والأقباط.
كل هذا النقد العنيف جاء تعليقا على ما أثير حول عمل أمسيات في رمضان أو عرض مسرحي يتناول شخصيات دينية ضمنهم الشيخ الشعراوي، فما كان لمنتقدى "الشعراوى" إلا الخروج ووصفه بأنه ليس وسطيا كما يراه الناس، لكنه شيخ متطرف سلفي الفكر، وأن الشيخ يهين المرأة ويضع نفسه في مكانة أعلى منها، كأي شخص ريفي عجوز، وكان يطالب بضرب النساء، ولم يتبع معايير الفكر والنقد خلال حديثه عنها، وأن هذا الفكر هو نفسه الذي يتبعه المفهوم السلفي اتجاه النساء، وهو فكر سلفي متعصب ينتقص من مكانة المرأة.
هل يقع منتقدو "الشعراوى" فى جريمة ازدراء الأديان؟
وفور هذه التصريحات المتلفزة – خرج أنصار الشيخ الشعراوى ومحبيه عبر مواقع التواصل الإجتماعى للدفاع عنه من خلال كتابة تعليقات وبوستات تساند الشيخ الراحل مننذ 24 سنه، ولم تقف أسرة الشيخ الشعراوى هي الأخرى مكتوفة الإيدى وسط تلك المعركة – التي وصفها البعض بالمكلمة والإلهاء عما هو أهم لقضايا أخطر تهم المجتمع – فكلفت أسرته المحامي سمير صبري من قِبل أسرة الشيخ رحمه الله برفع دعوى أما القضاء، وقد تقدم المحامي ببلاغ إلى النائب العام، وحسب التصريحات تم رفع دعوى قضائية.
البلاغ الذى تقدم به الدكتور سمير صبرى المحامى، للنائب العام بصفته وكيلا عن ورثة الشيخ محمد متولي الشعراوي، جاء ضد كل من الكاتب الصحفى والإعلامى إبراهيم عيسى، والناقدة الفنية ماجدة خيرالله، لتطاولهم وإساءتهم لفضيلة الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي، ووكل ورثة الإمام محمد متولي الشعراوي سامي عبد الرحيم محمد متولي الشعراوي، ووفاء عبد الرحيم محمد متولي الشعراوي، وعزيزة عبد الرحيم محمد متولي الشعراوي، الدكتور سمير صبرى للتقدم بالبلاغ.
المحامى بالنقض سمير صبرى
بلاغات من ورثة الشيخ تطالب بمحاكمة منتقديه
وذكر البلاغ أن النقادة ماجدة خير الله قالت: "ربنا نزلنا دين وإحنا ماشيين عليه، ليه نقدس الناس دي، مع أنه في علماء ومفكرين وأدباء وأصحاب فكر ورجال وطنيين قدموا أرواحهم فداء للوطن، مصر مليانة علي مدار تاريخها وتابعت : "الشعراوي مقدمش حاجة للمجتمع، وليس رجلا تنويريا ولم يفد المجتمع، مردفة الشعراوي كان رافضا للعلم وقال إذا تعبت متتعالحش لأن ربنا هيختارك فأنت بتأجل لقاء به، ولما مرض جري علي ألمانيا، يعني آراؤه متناقضة مع أفعاله، الشعراوي عمل فتنة بين المسلم والمسيحي وقال ماتسلمش علي المسيحي علي الرغم أن الأن الأسلام سمح بين المسلم والمسيحية، وقال كلام عليه خلافات مش وقته إننا نرجع الكلام ده تاني، اللي عمل الشعراوي وغيره من بعض رجال الدين تجارة بالدين، مش ناس ضحوا لكنهم اخدوا مكانة أكتر من الأنبياء، ليه يقدسوا هذا الشخص وغيره كأنهم أنبياء وماتقدرش تتكلم كلمة عنه مهما كانت حقيقة أو موضوعية" – انتهى حديث ماجدة خيرالله .
ووفقا لـ"البلاغ": أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية نشر سيرة إمام الدعاة محمد متولى الشعراوى، عقب حملات الهجوم على الشيخ من البعض، مؤكدا أنه كان علامة فارقة في الدعوة الإسلامية الحديثة كذلك هاجم المبلغ أحد المذيعين، الشيخ محمد متولي الشعراوي قائلا: "الشعراوي شيخ متطرف داعشي سلفي ضد الأقباط ويهين المرأة وليس وسطي كما يرى البعض، وتعامل الشعب المصري على أنه نجم وليس شيخ، وكان شيخ سماعي شفهي وليس فقيهة، ووضع نفسه في مكانة أعلى من المرأة ويهين المرأة كأنه شخص عجوز ريفي، ولم يتخذ المعايير والفكر في انتقاد المرأة، كما طالب بضرب المرأة، بالإضافة إلى أنه طالب بمنع المرأة من العمل، مؤكدا أن هذا هو المفهوم السلفي عن المرأة، ويعتبر منتج سلفي منتقص للمرأة، وأنه شيخ سلفي ذكوري ويفضل الرجال على النساء، ويرى أن في الرجل سلطة عن المرأة وأعلى مكانة منها، بالإضافة إلى أنه حرم عمل المرأة، وأن جماهيرية الشيخ الشعراوي خاطئة وشعبيته سببها أداؤه التمثيل".
ويتهمونهم بالسب والقذف والتحقير
فيما تقدم المحامى محمد منير توفيق هو الأخر ببلاغ إلى النائب العام يتهم فيه منتقدى الشيخ ببث أفكار مغلوطة إلى المجتمع الإسلامي قاصدين بذلك خلف حالة من الإضطراب والتشتت وفتنة العامة، وتشكيكهم في علماء الأمة الإسلامية هادفين بذلك إثارة الفتنة والإضرار بالأامن العام بمفهومه الواسع الآمن المجتمعى والأسرى والدينى والسلام الإجتماعى، وبهذا يكون المشكو في حقهم جميعا خالفوا ميثاق الشرف الإعلامى ونصوص القانون وخاصة المادة "4" من قانون تنظيم الصحافة وال‘لام والتي تنص على أن: "يحظر على المؤسسة الصحيفة والوسيلة الأعلامية والمواقع الالكترونية نشر أو بث أي مادة أو إعلان يتعارض محتواه مع أحكام الدستور أو تدعوا إلى مخالفة القانون أو تخالف الالتزامات الواردة في ميثاق الشرف المهنى أو تخالف النظام العام أو الأداب العامة أو يحض على التميز أو العنف أو العنصرية أزو الكراهية.
وبحسب "توفيق" في بلاغه كما أن المشكو في حقهم جميعا قد خالفوا نصوص الدستور في المواد 2 و 10 و86: حيث نصت المادة الثانية من الدستور المصرى على أن: "مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع"، وهنا يكون المشكو في حقهم قد خالفوا مبادئ الشريعة الإسلامية التي عظمت ووقرت شيوخنا، وعليه يكون المشكو في حقهم قد خالفوا المادة 103 مكرر من قانون العقوبات التي تنص على أن: "يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسين جنيها ولا تجاوز 200 جنيه كل من أذاع عمدا أخبارا أو بيانات أو إشاعات كاذبة إذا كان من شأن ذلك تكدير الأمن العام أو القاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة".
الخبير القانوني والمحامى محمد شاكر
هل منتقدوا الشعراوى يواجهون جريمة إزدراء الأديان؟
وفى سياق أخر – يقول الخبير القانوني والمحامى محمد شاكر – أن من انتقدوا الشيخ الشعراوى يواجهون أيضا جريمة إزدراء الاديان في القانون المصري، وإزدراء = أو يعني احتقار، والقانون عرف جريمة إزدراء الاديان بأنها: احتقار الدين أو إعتداء على قادسية الإعتقاد الديني أو أحد رموزه أو مبادئه الثابتة أو نقده أو السخريه منه - ومثال على ذلك "السلوكيات تثير الفتن"، وأركان جريمة ازدراء الأديان: له ركنين الأول مادي والأخر معنوي:
1- الركن المادي: يتمثل في إستغلال الديان السماويه في الترويج والتحبيس باستخدام اي وسيله من وسائل النشر لأفكار متطرفه تحت ستار مموه أو مضلل من الدين.
2- الركن المعنوي: هو توافق القصد الجنائي واتجاه الارادة الي ازدراء الاديان السماوية أو إثارة الفتن أو الاضرار بالوحدة الاجتماعية والسلام الوطني.
ماهي عقوبة ازدارء الأديان؟
ويضيف "شاكر" في تصريح لـ"برلماني" نص القانون المصري في قانون العقوبات في المادة 98 من القانون ع : يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنية ولا تجاوز ألف جنية لكل من استغلال الدين في الترويج أو بالتحييذ بالقول أو بالكتابه أو بأي وسيلة أخري لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنه أو التحقير أو ازدراء أحد الاديان السماوية أو بالطوائف المنتميه إليها أو بالضرر للوحدة الوطنية وسلامتها الاجتماعية.
وذكر الخبير القانوني: نص القانون المصري ايضا في المادة 160 من قانون العقوبات على: "يعاقب بالحبس مدة 3 سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف جنية ولا تجاوز 5 الآف جنيه كل من شوش على إقامة شعائر مله أو طائفه من احتفال او رموز أو أشياء لها حرمه عند هذه المله او الطائفه أو فريق من الناس"، وفي النهاية يجب محاكمه هذا الشخص الذي يدعي ابراهيم عيسي لقيامه بالتهجم ومحاوله التشكك في الدروس المستفاده من الشيخ الشعراوى، مما يثير الفتن ويصيب الدين الاسلامي بحالة من التشكيك.
الخبير القانونى والمحامى بالنقض سامى البوادى
الفرق بين حرية الرأى والتعبير والنقد والتحقير وخدش الشرف
البرلمان يدخل على الخط
أزمة الشيخ الشعراوى وصلت لتحت قبة البرلمان المصرى أيضا حيث تقدم النائب كريم طلعت السادات، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس المجلس، موجه للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، بشأن التطاول الممنهج على الشيخ الشعراوى، باعتباره رمزًا وطنيًا وقيمة وقامة دينية يعتز بها المسلمون والعرب، ما اعتبره أمر غير مقبول.
وقال النائب: "أثار الهجوم غير المبرر على إمام الدعاة أغضب المصريين، وذلك باعتبار الشيخ الشعراوى أحد رموز الدولة المصرية والوطن العربى والعالم شهد له بعلمه وبراعته ولن نقبل بالتطاول عليه، لذلك نحتاج إلى وضع حد لهذا الأمر عن طريق تجريم الإساءة للشخصيات العامة حتى لا نرى مثل هذه الوقائع ضد رموزنا وعلمائنا".
النائب كريم طلعت السادات
وأوضح السادات، أن الشيخ الشعراوى قيمة وقامة وطنية كبيرة حازت على حب وإعجاب ملايين من المواطنين فى الوطن العربى، مضيفا: "والتطاول عليه إهانه لن نسمح بها باعتباره رمزا وطنيا ودينيا نكن له كل الاحترام والتقدير، فالدول تحافظ على رموزها الوطنية والدينية والعلمية والرياضية، والدول التى ليس لها رموز تحاول أن تصنع لها رموزًا".
وأشار السادات، إلى أن الشيخ الشعراوى وهب حياته لتفسير كتاب الله، وأوصل معانى القرآن لسامعيه بكل سلاسة وعذوبة، وجذب إليه الناس من مختلف المستويات، ما جعله علامة مضيئة فى سماء العلم والفلسفة والدين وتاريخ أمتنا الإسلامية والعربية، ويمثل نموذج مشرف من أئمة العلم والهدى والدين على طراز أئمة الإسلام الكبار، ومن أعظم ثمرات الأزهر الشريف خلال القرن الماضى، مؤكدا على المواقف الوطنية للشيخ الشعراوى كمحب غيور على وطنه فى كل المواقف والأزمات، لعل أشهرها كلمته العظيمة المعروفة عمن يصف مصر بأنها أمة كافرة.