لا يزال أعضاء مجلس النواب يطاردون الحكومة بحثا عن حل لأزمة الأسعار التي طالت العديد من المنتجات، وعلى رأسها اللحوم، حيث طالب عدد من النواب الحكومة بسرعة التدخل لحماية طعام المصريين، ولعل أجدد السلع التي صاحبت الدعوات البرلمانية الجديدة هي اللحوم الحمراء والبيضاء والألبان والجبن.
النائب محمود قاسم، عضو مجلس النواب، طالب الحكومة بسرعة التدخل لكبح جنون ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والألبان والجبن بمختلف أنواعها، مؤكداً أن ضعف الرقابة من الحكومة على أسواق اللحوم والألبان وترك أسعارها حرة وراء الارتفاعات المستمرة واليومية فى أسعارها.
وقال قاسم، فى طلب إحاطة قدمه للمستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور على المصليحى وزير التموين والتجارة الداخلية، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إن سعر كيلو اللحوم ببعض المناطق يتراوح ما بين 200 جنيه و 250 جنيه وسعر بانيه الدواجن ارتفع ما بين 100 جنيه و140 جنيه.
وقال النائب محمود قاسم، إن اسعار الخضروات والفواكه والأسماك والألبان أيضاً ارتفعت بصورة كبيرة، قائلا: "سعر كيلو البطاطس إلى 10 جنيهات، وسعر كيلو البصل تراوح بين 8 إلى 10 جنيهات، والتفاح من 25 جنيها إلى 30، واللوبيا والفاصولياء 40 جنيهًا وسعر كيلو السمك البلطى وصل 47 جنيهًا، والفيليه بـ 60 جنيهًا والبورى حوالى 100 جنيه، والفول البلدى 36 جنيهًا، والأرز البسمتى 45 جنيهًا، والمكرونة 20 جنيهًا، ولتر الزيت 50 جنيهًا، و3.5 جنيه لرغيف الخبز"، مؤكداً أن هذه الأسعار غالبيتها داخل الأسواق الشعبية.
وتساءل النائب محمود قاسم قائلاً : "هل الوزراء المختصين وفى مقدمتهم كل من وزيرى التموين والتجارة الداخلية والزراعة واستصلاح الاراضى وجميع المحافظين على علم بهذه الأسعار الجنونية وغير المبررة"، مطالباً بسرعة تدخل الحكومة وتحديد الأسعار لمثل هذه السلع الأساسية والاستراتيجية والتى لا يمكن لأى أسرة أن تستغنى عنها.
وطالب النائب محمود قاسم، وزيرى التموين والتجارة الداخلية والزراعة واستصلاح الاراضى بالتوسع فى منافذ بيع اللحوم الحمراء والبيضاء بمختلف المحافظات بأسعار مناسبة ومخفضة لمواجهة جشع تجار اللحوم الحمراء والبيضاء، مطالباً الحكومة بتحديد أسعار بيع اللحوم الحمراء والبيضاء، وإلزام جميع التجار ببيعها بالأسعار التى تحددها الحكومة.
في السياق ذاته، شدد النائب عمرو القطامى، عضو مجلس النواب، على ضرورة تشديد الحكومة للرقابة على أسعار السلع فى الأسواق، والتى تواصل الارتفاع على الرغم من إتاحة السلع بشكل جيد وعدم وجود نقص فى أيًا منها، مشيرا إلى أن استمرار جشع التجار سببًا رئيسيًا فى الارتفاع غير المبرر فى أسعار السلع.
وأكد القطامى، أن هناك ارتفاعًا فى أسعار السلع رغم عدم ارتباط عدد كبير منها بسعر الدولار، كونها ليست مستوردة كما أنها مُتاحة فى جميع الأسواق بوفرة وتكفى احتياجات السوق المحلية، إلا أنه وبدون سبب مقنع هناك مغالاة من جانب التجار فى أسعار تلك السلع، مع العلم أن جميعها سلع استراتيجية تمس حياة وتعاملات المواطنين اليومية بشكل مباشر.
وأشار النائب عمرو القطامى، إلى ضرورة تكثيف الرقابة على الأسواق، وقيام وزارة التموين والأجهزة الرقابية بدورها فى ملاحقة التجار الجشعين، مشيرًا إلى خطورة تصريحات وزير التموين الدكتور على المصيلحى التى أقر فيها بوجود ضعف من الأجهزة الرقابية فى الرقابة على الأسواق.
ولفت النائب عمرو القطامى، إلى ضرورة التأكد من تطبيق التجار والمنافذ التجارية فى جميع المحافظات لقرار وضع الأسعار على السلع أو الأرفف، ومعاقبة الممتنعين عن ذلك، لما يمثله من دور كبير فى ضبط السوق وعدم التلاعب بالأسعار كما حدث على مدار الفترة الأخيرة.
في سياق متصل تقدمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، لتوجهه إلى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، وأحمد سمير وزير التجارة والصناعة، بشأن خطر انهيار صناعة الدواجن والبيض وعدم تصدى الحكومة لهذا الخطر، مشيرة إلى أن تصريحات الدكتور ثروت الزينى نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن دقت ناقوس الخطر، والتى كشف فيها عن أن الأزمة التى يشهدها قطاع دواجن التسمين فى الوقت الحالى وقلة المعروض فى الأسواق من اللحوم البيضاء والبيض من الممكن أن يستمر لمدة عام كامل فى حالة زيادة الأزمة ووصولها لقطاع الجدود الذى يكافح للبقاء، فى حين أن قطاع الأمهات بدأ المعاناة خلال الفترة الأخيرة بالفعل وبدأت المزارع فى تصفية عنابرها.
وطالبت الجزار، الحكومة بسرعة التحرك والاستجابة لمطالب منتجى الدواجن الذين أصبحوا فى حيرة من أمرهم بعد أن أطلقوا التحذيرات لكافة الأجهزة التنفيذية والإعلام فى الدولة من مغبة وخطورة أزمة ندرة الخامات العلفية، مما أدى إلى انكماش طاقات التربية فى صناعة الدواجن، ويحذر اتحاد منتجى الدواجن من استمرار إرتفاع أسعار الدواجن وبيض المائدة بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة بعد وصول سعر كيلو الدواجن إلى 60 جنيها من المزارع، خاصة أن الوعود التى تلقاها منتجو الدواجن، والتصريحات المستمرة حول حل الأزمة والإفراجات لا تكفى لاستعادة الصناعة لنفسها مرة أخرى.
وأكدت النائبة سميرة الجزار، ضرورة تحرك الحكومة بسرعة وأن تولى الاهتمام لرؤية اتحاد منتجى الدواجن التى أكد فيها أن تدمير صناعة الدواجن التى تنتج البروتين الرخيص لصالح المواطن المصرى، لن يعوضها الاستيراد، حيث يستهلك المصريين 2.4 مليار طائر وقرابة 9 مليار بيضة سنويا، وهو رقم كبير لا يمكن تعويضة بالاستيراد تحت أى بند، إلا من خلال صناعة الدواجن الوطنية والتى تساهم فى فتح بيوت 3 ملايين مصرى وأسرهم وتجاوزت قيمتها 100 مليار جنيه متسائلة هل الإتهامات الموجهة الى الحكومة بأنها ساهمت فى حدوث الأزمة الحالية لعدم تحركها للإفراج عن خامات الأعلاف المتراكمة فى الموانئ وهى تجاوزت مليونا و850 ألف طن من الذرة و900 ألف طن من الصويا، وأن ما تم من الإفراجات الحالية ضعيف جدا كما أكد ذلك اتحاد منتجى الدواجن، خاصة أن صناعة الدواجن بطاقتها الكاملة تحتاج إلى 900 ألف طن أعلاف شهريا حتى تحقق الاكتفاء الذاتى.
وقالت النائبة سميرة الجزار، إن صناعة الدواجن خط أحمر وأمن قومى لمصر لإن غالبية المصريين اصبحوا يعتمدون على اللحوم البيضاء والبيض كمصدر للبروتين الحيوانى خاصة بعد ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء والتى ارتفع سعر الكيلو منها الى أكثر من 240 جنيه مطالبة من الحكومة اتخاذ جميع الاجراءات والتدابير اللازمة لحل ازمة الاعلاف فورا للحفاظ على الثروة الداجنة وأن تأخر الحكومة فى الإفراج عن الأعلاف من الموانى وعدم توفير الأعلاف لمربى ومنتجى الدواجن كان سببا فى فتح الباب أمام مستوردى خامات الأعلاف لاستغلال الأزمة وتحقيق ارباح خيالية منها حيث تسبب النقص فى الإفراجات فى خلق سوق سوداء واسعة، وقفز ربح المستورد فى طن الصويا إلى 20 ألف جنيه دفعة واحدة.
وأكدت النائبة سميرة الجزار، أن هذه الممارسات تهدم صناعة كاملة يعمل بها 3 ملايين مصرى وتحقق الاكتفاء الذاتى من البروتين الرخيص للمصريين، كما أشير باصابع الأتهام للحكومة حيث أنها أهملت وتأخرت ومازالت لم تتصدى بالشكل الذى يحل المشكلة من جذورها وإنما صنعت بيئة مناسبة لنمو السوق السوداء وتدمير صناعة الدواجن، وكان يجب على الدولة أن تأخذ زمام المبادرة وتبدأ باستيراد الأعلاف لمكافحة السوق السوداء، أو حتى تتبع الكميات المفرج عنها لصالح كبار المستوردين بعد أن دبرت لهم الدولة الدولار ومحاسبتهم.
وطالبت الحكومة للمرة الثالثة بسرعة التحرك لحل أزمة الأعلاف وارتفاع أسعار البيض والدواجن وتوقف ارتفاع الأسعار، وكلى أمل فى تصدى الحكومة بجدية لحل المشكلة نهائيا والقضاء على السوق السوداء لصالح الأمن الغذائى للمصريين.
كما طالبت باستدعاء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بشخصه ووزير الزراعة السيد القصير وأحمد سمير وزير التجارة والصناعة فى الجلسة العامة، لمناقشتهم فى طلب الإحاطة وإلزامهم بوضع التدابير والحلول الجذرية بحل المشكلة الخطيرة والمزمنة نهائيا أمام نواب الشعب.