تربعت مصر على صناعة السيارات في فترة الستينيات، ونجحت في جذب رؤوس أموال واستثمارات اجنبية لكبرى العلامات التجارية لتأسيس مصانعها خلال فترة السبعينات والتسعينات، لكن سرعان ما اندثرت هذه الصناعة التي تمثل قيمة هامة في عصب الاقتصاد القومي، لكن خلال الآونة الأخيرة فقد عاد الحديث على أهمية توطين الصناعة من جديد.
وفي هذا السياق، تلقت لجنة الصناعة بمجلس النواب، طلبات عاجل للحكومة حول أهمية استعادة هذه الصناعة، حيث تقدمت النائبة منى عمر، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، بخصوص توقف تجميع السيارات الاقتصادية بمصر، موضحة أنه بعد أن كانت مصر قد خطت خطوات كبيرة في هذا المجال من خلال شركة النصر لصناعة السيارات، والتى قدمت للسوق المصري على مدار عقود بالتعاون مع شركة فيات الإيطالية، سيارات اقتصادية وعائلية على درجة عالية من الكفاءة والتميز، توقفت الشركة ولم تعد هناك في الأسواق سيارة اقتصادية يتم تجميعها في مصر.
وأوضحت النائبة منى عمر، خلال طلب الإحاطة، أن صناعة السيارات من أهم الصناعات العملاقة التي تنجح في مساندة الاقتصاد القومى، وتعظيم الدخل بخزينة الدولة، لذا لابد من تقديم المساندة والدعم لتوطين صناعة السيارات من خلال تقديم كافة الحوافز والتسهيلات التي تتيح ذلك لرجال الصناعة.
في حين قال النائب علاء قريطم، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن صناعة السيارات من الصناعات الاستراتيجية الهامة، التي تدعم الاقتصاديات الكبرى، موضحا أن هذه الصناعة بدأت في مصر في فترة الستينيات أي منذ أكثر من 60 عاما، وكانت البداية بتأسيس مصنع النصر، خاصة انها كانت أول شركة عربية لتصنيع السيارات وكانت مملوكة للدولة حينها.
وأشار النائب علاء قريطم، خلال تصريحات خاصة لموقع برلماني، إلى أن صناعة السيارات أخذت بالازدهار خاصة في ظل تطبيق سياسية الانفتاح في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتوالت تداعيات القرارات الاقتصادية على الصناعة لتزدهر أكثر مع تأسيس شركات أجنبية داخل مصر مثل شركة مرسيدس وجنرال موتورز وبي أم دبليو، موضحا أن هذ التطور في تلك الصناعة اخذ في الازدهار حتى عام 2010، لكن بعد الأحداث السياسية تراجعت الصناعة وأوقفت العديد من الشركات خطوط إنتاجها.
وأضاف "قريطم"، أن مصر قادرة على العودة بقوة لصناعة السيارات من جديد، في ظل ارتفاع السعر العالمي، الذى قفز بسوق السيارات لأسعار غير مسبوقة، لذا لابد أن تخطو مصر نحو توطين صناعة السيارات خاصة السيارات الكهربائية، مؤكدا أن هذه الصناعة تستلزم وجود تكنولوجيا جديدة لصناعة السيارات خاصة اننا لم نتمكن من تصنيع مواتير السيارات القوية، مشيرا إلى أن الصناعة تحتاج الى دعم الصناعات المغذية مثل الحديد والصلب، المواسير، أسطوانات الفرامل، وأيضا الصناعات الكيميائية مثل الإطارات، الدهانات، المواد العازلة واللاصقة والصناعات الهندسية مثل الطلمبات، الفرامل، لذا فلابد من تدشين هذه الصناعات حتى تكون الدعم الأول لتصنيع سيارة مصرية الصنع بنسبة 100% قادرة على المنافسة.